تتساءل أوساط فرنسية، وأوساط لبنانية، إذا كان لفرنسا سياسة محدّدة إزاء لبنان، خصوصاً في الوضع الخطر الحالي، أم مجرّد مبادرات مبعثرة لا تعكس سوى الضغوط التي يتعرّض لها قصر الإليزيه (وليس وزارة الخارجية التي يبدو وكأنها فقدت دورها التقليدي) من “أصدقائه العرب”! واستطراداً، تتساءل الأوساط نفسها عما إذا كان بقي لفرنسا أي “وزن” في المنطقة العربية منذ مغادرة الرئيس شيراك قصر الإليزيه.
ففي الأسبوع الماضي، استقبل مدير قصر “الإليزيه” السيد “كلود غيّان”، اللواء علي المملوك الذي بات “المحاور المخابراتي السوري” لفرنسا بعد أفول نجم “آصف شوكت”! وليس واضحاً ماذا كانت نتائج هذه الزيارة، التي استمرّت من يوم الخميس إلى يوم السبت في 6 نوفمبر. ويرجّح المراقبون أن يكون اللواء المملوك قد حمل لكلود غيّان أسماء بعض “الإرهابيين الهامشيين”، من الجزائيين أو العرب، الذين عبروا سوريا في طريقهم إلى العراق، بما يرضي الغريزة البوليسية للسيّد غيّان الذي كان أقرب مساعدي نيقولا ساركوزي في وزارة الداخلية قبل أن ينتقل معه إلى قصر الإليزيه. ويقول مراقبون في باريس أن “علي المملوك” (وهو “شرطي” متخصّص باضطهاد المعارضين داخل سوريا) قد يكون حمل معه رسائل “تهويل” مفادها أن “لبنان سيخرب” إذا صدر القرار الظني الدولي وأن سوريا “لا تستطيع أن تفعل شيئاً” للحؤول دون خراب لبنان..!!
في أي حال، فالزيارة بنظر المراقبين أعطت “إشارة خاطئة” عن الموقف الفرنسي من النظام السوري الذي يهدّد يومياً بتدبير “إنقلاب ميليشيوي” على السلطة الشرعية في لبنان عبر رجاله في حزب الله!
ساركوزي استقبل برّي ووزير خارجية لبنان “استكبر” على كوشنير!
أما زيارة رئيس مجلس النوّاب اللبناني، نبيه برّي، فقد قلّلت مصادر الخارجية الفرنسية من أهميتها عبر الإشارة إلى أنها كانت مقرّرة قبل أشهر، أي قبل الصراع الحالي حول المحكمة الدولية والقرار الظني. وفي أي حال، فما أسفرت عنه دعوة السيد نبيه برّي إلى باريس واجتماعه مع الرئيس ساركوزي كان.. حالة “قطيعة” بين الجانبين! إلى درجة أن السيد نبيه برّي رفض اللقاء مع وزير خارجية فرنسا، برنار كوشنير، أثناء زيارته لبيروت قبل أيام، في حين امتنع وزير خارجية لبنان (الذي يبدو أنه يعتبر نفسه موظّفاً في “حركة أمل”!) عن استقبال وزير خارجية فرنسا في المطار.
أما سبب “القطيعة” فقد نجم عن فشل السيد برّي في إقناع الحكومة الفرنسية بالتخلّي عن المحكمة الدولية. ويتساءل المراقبون إذا كان الرئيس ساركوزي بحاجة فعلاً إلى الإجتماع مع السيّد نبيه برّي ليدرك أنه ليس أكثر من “وسيط” يأتي إلى فرنسا محمّلاً بضغوط سوريا وحزب الله.
(إنسجاماً مع دوره كـ”وسيط”، طلب نبيه برّي من آية الله السيستاني “تسهيل الأمور للملك عبدالله” وقبول “مبادرته”، وخصوصاً من جانب المالكي، لأن ذلك “سينعكس إيجاباً على لبنان”!)
نصرالله رفض تحديد موعد لسفير فرنسا!
ويأتي هذا “الإستكبار” على وزير خارجية فرنسا من جانب رئيس “حركة أمل” ووزيرها بعد أن رفض الأمين العام لحزب الله، طوال أسابيع، تحديد موعدٍ لسفير فرنسا في بيروت! وبعد أسابيع من الإنتظار، أحال نصرالله سفير فرنسا في بيروت إلى مساعده، الشيخ نعيم قاسم!
دعوة عون بعد ضغوط.. سورية!
وفي السياق نفسه، يتساءل المراقبون الفرنسيون، واللبنانيون، عن “الإشارات الخاطئة” التي ستعطيها الدعوة التي تمّ توجيهها للعماد ميشال عون لزيارة فرنسا بين 15 و17 نوفمبر الحالي.
إن غير المعلَن عن الزيارة هو أنها جاءت بناءً على ضغوط مارسها الرئيس السوري بشّار الأسد، وسفيرة سوريا في باريس “لميا شكّور”، و”مفوّض الإعلام السوري في لبنان”، الكتائبي السابق ميشال سماحة على باريس من أجل توجيه دعوة لميشال عون. وكانت ذريعة الضغوط هي أن الفرنسيين “وعدوا” بتوجيه دعوة إلى عون لزيارة باريس “قبل سنة” مقابل “تسهيله لتشكيل الحكومة اللبنانية”! وكأن اللبنانيين نسوا العرقلة التي مارسها ميشال عون طوال أشهر تحت شعار “حماية حقوق صهره” جبران باسيل!
وكان الرئيس ساركوزي قد فاتح الرئيس ميشال سليمان قبل أسبوعين، أثناء مؤتمر الفرانكوفونية الذي انعقد في سويسرا، بمشروع توجيه دعوة لميشال عون. وكان جواب سليمان، المُحرَج، أن الدعوة هي “حق سيادي” لفرنسا، غير أنه لَفَتَ الرئيس ساركوزي إلى وجوب “مراعاة البروتوكول”، مما اضطرّ الفرنسيين إلى التفكير بتوجيه دعوات للرئيس الأسبق أمين الجميل، ولرئيس “القوات اللبنانية”، الدكتور سمير جعجع!
مع ذلك، فقد تساءلت أوساط فرنسية عن “الإشارة الخاطئة” التي ستنجم عن توجيه دعوة بإسم فرنسا إلى “رئيس حكومة أسبق” لا يخفي عداءه للدولة اللبنانية ورغبته في “الإنقلاب” عليها، ويجاهر بعدائه لرئيس الحكومة الحالي، السيد سعد الحريري، ولرئيس الدولة اللبنانية الذي يطمح عون لإقالته أو “إسقاطه” بغية تحقيق حلمه المستحيل بالوصول إلى قصر بعبدا!
هل يقصد كوشنير بالدول “العربية” الخمس سوريا والسعودية وقطر ومصر و.. إيران؟
وأخيراً، تتسأل الأوساط الفرنسية، واللبنانية، من أين جاء وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير (الذي يعرف أنه سيفقد منصبه خلال أيام)، في تصريحه لقناة “العربية” بمعلومات عن “رغبة خمس دول عربية في عقد اتفاق جديد بين اللبنانيين”، مع أنه أضاف انه “اذا كان لا بد من تغيير الاتفاقات فلا بأس في ذلك علماً ان اتفاق الطائف قدم الكثير”.
في أي حال، فجريدة “النهار” نشرت يوم أمس الأحد أنها “استوضحت شخصيات قابلت الوزير كوشنير امس فنفت علمها بأن يكون قد طرح امامها هذا الموضوع”!
في نهاية المطاف، ومع “كوشنير” أو بدونه، فمشاكل السياسة الفرنسية في المنطقة العربية تنبع من عدة أسباب: إبتداءً من إنقطاعها عن تراث العلاقات الفرنسية مع دول المنطقة، إلى بعدها عن “المبدئية”، وانتهاء بـ”الأصدقاء” الذين اختارهم الرئيس ساركوزي منذ بداية عهده، وأبرزهم أمير دولة قطر، والرئيس بشّار الأسد و.. العقيد القذّافي!
وقد تكون “العلّة” قبل ذلك كله هي أن الرئيس ساركوزي، كما يقول أقرب مساعديه، هو (بنظر نفسه) الرئيس الذي “يفهم في كل شيء”!!
سياسة “الإشارات الخاطئة”: هل بقي لفرنسا “وزن” في المنطقة العربية؟ – اشراقات ابراهيمية “Marina Abramovic” بلقانية (2) سحقا للاسلامويين والليبراليين : العراق دائما , لبنان اولا والاردن مؤخرا .. فمصر وبقية الدول العربية : تنهض. علم النفس التجريبي (علم اسلامي) , ولا يعني ذلك ان مؤسسيه والبارعين فيه (مسلمي المعتقد) فالعكس هو الصحيح (الآن) , فالخطاب العربي (يستورد) مناحي بعيدة عن (التجريب) وعلوم نفس محتقنة بالشعوذة والعنصرية .. منذ بضعة اسابيع اصدرت دورية علم النفس الامريكية النتيجة ((الاطفال علماء تجريبيين)) : فقد قامت الجامعات الامريكية في اربع ولايات بمتابعة مجموعة من (45) طفل لما يزيد على (3) سنوات : من… قراءة المزيد ..
سياسة “الإشارات الخاطئة”: هل بقي لفرنسا “وزن” في المنطقة العربية؟ – اشراقات ابراهيمية “Marina Abramovic” بلقانية (1) سحقا للاسلامويين والليبراليين : العراق دائما , لبنان اولا والاردن مؤخرا .. فمصر وبقية الدول العربية : تنهض. (I’d like to tell you a story of how we in the Balkans kill rats. We have a method of transforming the rat into a wolf; we make a wolf rat. But before I explain this method I’d like to tell you something about rats themselves. First of all, rats consume large quantities of food, sometimes double the weight of their own bodies. Their front… قراءة المزيد ..
سياسة “الإشارات الخاطئة”: هل بقي لفرنسا “وزن” في المنطقة العربية؟ – الحكمة العالمية تقول (نحن لا نستطيع ان نغير العالم , ولكن بامكاننا ان نغير انفسنا) .. نعم , (لبنان) هدية (فرنسية) كما تمثال الحرية في نيويورك , الذي لم يشعر الامريكيون بوجوده , ربما منذ اليوم الاول , وازاداد الشعور بعدم وجوده الى درجة المطالبة بارجاعه اثناء تصدر (فرنسا) لمعارضة احتلال امريكا للعراق. فلم يكن هنالك (امتنان او شكر) في يوم ما لهذا التمثال , على التعارض مع (الامتنان والشكر) ل (ديك رومي) وحفنة (عرانيس ذرة) قدمها السكان الاصليين “الهنود الحمر” للمهاجرين للعالم الجديد , فآخر خميس من الشهر… قراءة المزيد ..