بيان قيادة الجيش دعا إلى “إستيعاب الأمور لما فيه مصلحة الوطن”! ماذا يعني ذلك؟ هل قتل رشاد رضا جعفر لأنه “خطف سائحين بولنديين”، أم أن الإتهام كان ملفّقاً؟ علماً أن آل جعفر يقولون أن رواية الخطف “لا تستند إلى أية دلائل أو معطيات إنما هي تستند إلى طرف وهو الضابط المعني عن الحاجز”!
إذا كانت القوى العسكرية قد أخطأت، فواجبها يقضي بإعلان الحقيقة! خصوصاً أن رواية “خطف السائحين” بدت لنا، في حينه، “مشبوهة” لأنها صدرت في ظروف “مشبوهة”!!
*
وطنية – 8/10/2010 افاد بيان لآل جعفر في الهرمل ان “وفدا يمثل قائد الجيش العماد جان قهوجي قدم التعزية بالفقيد رشاد رضا جعفر، الذي قضى قبل اسابيع في منطقة فيسان في جرود الهرمل.
وكان في استقبال الوفد، رئيس بلدية جوار الحشيش ياسين علي حمد جعفر وذوو الفقيد، وقد ابلغ الوفد تعازي قائد الجيش، مؤكدا، بحسب البيان، “أن الجيش يمد يده لكل المواطنين، وخصوصا عشيرة آل جعفر، وعلى كل فرد تحمل مسؤولياته”. ودعا الوفد العسكري الى “إستيعاب الأمور لما فيه مصلحة الوطن”.
من جهته أكد جعفر “تقدير العشيرة للجيش اللبناني وتضحياته الوطنية، لا سيما انه المؤسسة الوحيدة الحامية للوطن والضامنة له”، وتمنى “أن تعطف هذه المؤسسة على المنطقة وتساعدها على تخطي أزمتها الأمنية والاجتماعية”.
الجيش اللبناني يحبط عملية خطف سائحين بولنديين
في مطلع شهر آب/أغسطس 2010
بيروت: افاد بيان للجيش اللبناني نشر على موقعه الالكتروني ان شخصين “من آل جعفر اقدما قرب بعلبك (البقاع، شرق) على خطف سائحين بولنديين، وفرا بهما الى جهة مجهولة”.
واضاف ان “وحدات الجيش شددت على الاثر اجراءاتها الامنية على الحواجز المنتشرة في المنطقة. ولدى مرور سيارة الخاطفين على احد هذه الحواجز في منطقة وادي فيسان (جرود الهرمل، شمال شرق بعلبك)، حاول عناصر الحاجز ايقافها، لكن سائقها لم يمتثل للأوامر، فاطلقت النار في اتجاه السيارة ما ادى الى مقتل احد الخاطفين ويدعى راشد رضا جعفر، وفرار الآخر”.
واوضح البيان ان السيارة التي استخدمها الخاطفان من نوع رينو كليو وانها مستأجرة.
واضاف انه “تم احضار البولنديين الى ثكنة ابلح (في البقاع) وبوشر التحقيق، فيما سيرت وحدات الجيش دوريات في المنطقة لتعقب الشخص الفار وتوقيفه”.
وقال علي جعفر، وهو احد اقارب القتيل في وادي فيسان، في اتصال هاتفي، إن القتيل شاب في السابعة عشرة، ويدعى رشاد نظير جعفر ويعمل مع عائلته في تصنيع الفحم.
يشار الى انه لم تحصل عمليات خطف في لبنان تستهدف اجانب منذ سنوات طويلة.
وبعد صدور بيان الجيش، ردّ آل جعفر بالبيان التالي:
آل جعفر يطلبون باجراء تحقيق بمقتل الشاب رشاد حمد جعفر
طالبت عشيرة آل جعفر في بيان أصدرته الجهات الرسمية العسكرية والقضائية والسياسية المعنية إجراء تحقيق جدي لجلاء حقيقة ما اتهموا به جراء الحادث الذي جرى مطلع الأسبوع الجاري في وادي فيسان وأدى إلى مقتل الشاب رشاد حمد جعفر في العقد الثاني من عمره برصاص أحد ضباط الجيش اللبناني.
واعتبر آل جعفر في بيانهم أن ما ورد في بعض وسائل الإعلام حول اختطاف أفراد من آل جعفر لسائحين أجنبيين هي رواية لا صحة لها جملة وتفصيلا:” حيث أننا نرفض رفضاً قاطعاً تسمية الحادث المؤسف الذي ذهب ضحيته أحد أبنائنا المعروفين باستقامتهم بعملية اختطاف رهائن ومن ثم قيام الجيش ( الذي نقدر تضحياته ونشهد لأفراده وقيادته بالمناقبية العالية ) بتحريرهم إنما الحادث هو سوء فهم وتقدير بين الأطراف والكل يعلم أن منطقتنا كانت طيلة الأحداث اللبنانية معبراً آمناً للبنانيين وغيرهم في حين كانت أوصال الوطن مقطعة وعليه فإنه لا يسعنا إلا أن نرفض هشاشة الرواية فكيف يقوم الخاطف في منطقة جبلية خالية من المراكز الأمنية والعسكرية بالتوجه نحو المدينة حيث المراكز الأمنية مروراً على حاجز ثابت للجيش اللبناني في بلدة فيسان التي تبعد عن بعلبك حوالي 100 كلم ..؟
لذا نطالب الجهات المعنية إجراء تحقيق جدي لجلاء حقيقة ما اتهمنا به ظلماً وعدواناً ومعاقبة كل ما يدينه التحقيق ونحن جاهزون لكل تعاون يطلب منا ونصر على كشف الحقيقة أمام الرأي العام لأننا لا نقبل على الإطلاق النيل من كرامتنا مرتين الأولى عندما قتل أحد أبناءنا والثانية عندما نعتنا بالخاطفين مع أسفنا الشديد لعدم تكليف أجهزة الدولة خاطرها القيام بنحقيق في الحادث قبل إصدار بيانات هشة لا تستند إلى أية دلائل أو معطيات إنما هي تستند إلى طرف وهو الضابط المعني عن الحاجز كما ونهيب ببعض وسائل الإعلام الدقة والموضوعية ونقل الحدث دون تسييسه واستغلاله لغايات مغرضة .