المركزية – خمسة ايام تفصل لبنان عن زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الى لبنان، هذه الزيارة التي أقحمت في فلك التجاذبات السياسية لاكثر من سبب، لما لقوى 8 آذار وخصوصا حزب الله من صلة وارتباطات وثيقة بالنظام الايراني الداعم لخط المقاومة من جهة وكونها تأتي في لحظة اقليمية ومحلية حرجة من جهة ثانية وقبل كل ذلك فإن حزب الله يتبناها في شقها الخاص غير المندرج في اطار زيارة الدولة الرسمية.
فالحزب الذي استنهض كل قواه السياسية والامنية لتوفير كل مقومات نجاح زيارة الضيف الكبير لا بل “الاكبر” بالسبة اليه، منكب على التحضيرات والاستعدادات اللازمة ان في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تردد انه سيشارك في مهرجان شعبي حاشد يقيمه الحزب تكريما او في قرى الجنوب حيث ستكون جملة محطات للزائر الاقليمي.
ووفق مصادر مواكبة لتحضيرات الزيارة فإن مسحا شاملا ودقيقا اجرته عناصر أمنية حزبية لبنانية واخرى ايرانية بلباس مدني للمنطقة التي يقع فيها الفندق، حيث ينزل فيه الرئيس نجاد، لم توفر منزلا او مكتبا في المحيط الا وأخضعته للتدقيق، في ظل معلومات عن وصول المفرزة الايرانية السباقة الى بيروت وبدء مهمتها الخاصة بالزيارة.
في الجنوب: اما جنوبا فأنهت مؤسسة جهاد البناء تعبيد ملعب بنت جبيل الرياضي حيث يقام احتفال على ارضه تكريماً للرئيس نجاد، وخصص موقف كبير للسيارات في محيط الملعب الذي زود بشاشات عملاقة لنقل كلمة نجاد عبرها، كما نشرت مئات الصور لنجاد والسيد خامنئي والامام الخميني والامام موسى الصدر والسيد حسن نصر الله والرئيس نبيه بري والرئيس ميشال سليمان والاعلام اللبنانية والايرانية واعلام أمل وحزب الله وصور الشهداء. ورفعت في ساحة مدينة بنت جبيل والطرقات المؤدية اليها صورا لنجاد تحمل عبارة اهلا وسهلا، وتولت مهمة التنسيق وفق معلومات “المركزية” لجنة شكلت من حركة أمل وحزب الله والبلديات الجنوبية تحت اشراف امني لضباط ايرانيين مرافقين لنجاد وصلوا الى الجنوب امس الاول ويقومون بالتنسيق مع أمن حزب الله في الاشراف على الطرقات التي يسلكها موكب نجاد وعلى باحة الاحتفالات التي ستقام له من حيث تفتيش الطرقات وجوانبها ومسحها أمنيا بشكل دقيق خشية وجود اجسام مشبوهة. كما رفعت صورا لنجاد في صور وقانا والنبطية وقرى مرجعيون.
واوضحت مصادر أمنية لـ “المركزية” ان زيارة نجاد لن تشمل بوابة فاطمة بسبب ضيق الوقت لكنه سيعبر هذا الطريق في موكبه حيث يراقب المستعمرات الاسرائيلية المقابلة للحدود مع لبنان.
ولوحظ اليوم رفع لوحة تذكارية ترحب بزيارة نجاد الى جانب النصب التذكاري على بوابة فاطمة التي يصلها عن طريق الناقورة – مرجعيون الذي سيفتتحه الرئيس الضيف وهو بطول 80 كيلو مترا.
وأشارت الى ان نجاد سيزور بنت جبيل مكان الاحتفال الشعبي وتلة مارون الراس المشرفة على المستعمرات الاسرائيلية واضرحة شهداء قانا.
وذكرت مصادر جنوبية “للمركزية” انه سيتم افتتاح طريق وادي الحجيري السلوقي بين قبريخا والقنطرة السبت المقبل برعاية النائب علي فياض وستسمى طريق ” الرئيس احمدي نجاد” لان لها رمزية لدى ايران كونها كانت قد شهدت في حرب تموز 2006 اعنف المواجهات بين المقاومة والجنود الاسرائيليين حيث احرقت المقاومة نحو 15 دبابة ميركافا واسقطت على ارضها مروحية اسرائيلية.
تحضيرات بلدية: وعملت “المركزية” ان الاستعدادات لزيارة نجاد للجنوب تتزامن مع جولة قام بها اليوم وفد اقتصادي ايراني وآخر من بلدية طهران برئاسة محسن يعقوبي على عدد من بلديات الجنوب إلتقى خلالها رؤساء اتحادات بلديات الجنوب ورؤساء بلديات الجنوب الاساسية مثل النبطية، صور، بنت جبيل وقانا حيث تم البحث في اعداد برنامج دعم مستقبلي لبلديات الجنوب، وطالب معظم رؤساء البلديات بدعم ايراني لحل مشكلة الكهرباء المتفاقمة.
وأوضح رئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي الزين اننا على ابواب زيارة الرئيس نجاد للجنوب وللبنان نطالب مع الوفد الاقتصادي المرافق بتزويد لبنان بالكهرباء لمدة ستة اشهر كما اقترح السفير الايراني في بيروت ووزير الطاقة جبران باسيل الذي زار ايران لهذه الغاية، خصوصا وان مشكلة الكهرباء تتفاقم في لبنان من دون ايجاد الحلول الجذرية. وهذا المرفق الحيوي بحاجة الى دعم ولا نجد الا إيران التي اقترحت المساعدة لكل الشعب اللبناني وليس لمنطقة او طائفة او حزب، داعيا الدولة اللبنانية الى التجاوب مع هذا الاقتراح والتعاون مع ايران لانهاء ازمة الكهرباء.