“الشفاف” خاص- بيروت
أعاد رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع ميزان السياسة اللبنانية الى توازنه في كلمته الى القاها في احتفال أحيته القوات اللبنانية لذكرى شهدائها الذين سقطوا في الحرب اللبنانية.
وجريا على عادته بعد خروجه من السجن كان الدكتور جعجع واضحا في موقفه وحازما في ربط قافلة الشهداء بعضها ببعض: شهداء القوات اللبنانية مع سائر الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن لبنان من كل الطوائف والمذاهب والاحزاب السياسية اللبنانية.
وقبل التطرق الى مضمون كلمة الدكتور جعجع لا بد من التوقف عند الحضور الرسمي والشعبي الحاشد، حيث لفتت مشاركة السفير المصري في لبنان للمرة الاولى إضافة الى عدد من السفراء الاجانب المعتمدين في لبنان .
اما الحضور المحلي فتصدره “تيار المستقبل” بفروعه مجتمعة، حيث حضر نائب رئيس التيار وعدد كبير من نواب كتلة المستقبل النيابية ووزاء الكتلة إضافة الى عدد من اعضاء المكتب السياسي للتيار وإعلامييه. وقد لفتت النظر صورتان كبيرتان جداً للبطريرك صفير.
وكما كان متوقعا أعاد الدكتور جعجع بث الروح في ثورة الارز مؤكدا عدم التخلي عن اي مطلب من مطالبها التي نزلت بها الى الشارع في الرابع عشر من آذار من العام 2005 .
وتناول جعجع في كلمته ثلاثة محاور اعاد تأكيد ثوابتها على طريقته هي الجانب الوطني، والجانب المسيحي، والمحكمة الدولية .
ففي الجانب الوطني جدّد جعجع التمسك بالشرعية والدولة والمؤسسات. اما في جانب المحكمة قال رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية كلاما جديدا قديما، حيث اكد ان المحكمة لم تتهم احدا لتبرّئه وعلى الجميع انتظار القرار الظني مؤكدا الثقة بها ومنتقدا ومفندا جميع المحاولات للنيل منها سواء باتهامها بالتسييس تارة وبالاسرائيلية طورا وبشهود الزور ثالثا .
المسيحيّون مع المحكمة
اما جديد جعجع في شأن المحكمة الدولية فكان دعوته المسيحيين للانخراط في معركة الدفاع عن المحكمة مشيرا الى ان العدالة الآتية لن تتحقق للرئيس الشهيد رفيق الحريري منفردا بل لجميع الشهداء اللبنانيين الذين سبقوه والذين تم اغتيالهم من بعده.
وفي الجانب المسيحي ايضا، والى الدعوة السابقة، توجّه الدكتور جعجع الى شابات وشبان التيار الوطني الحر داعيا اياهم للانضواء مجددا في مواجهة الانقلاب الذي يقوم به فريق من اللبنانيين، مذكرا شباب التيار العوني بكتابهم البرتقالي الذي اصدروه عام 1005
وما كان لافتا في خطاب جعجع هو تأكيده على المواجهة مستندا الى جمهور ثورة الارز مشيرا الى ان هذا الجمهور سيواجه التهديد بـ 70 السابع من ايار بأربعة عشر 14 آذار .
جعجع راعى في خطابه الوضعية الجديدة لحليفه الرئيس سعد الحريري فلم يتوجه بالنقد الى النظام السوري، متجاهلا الدور السوري المتجدد عبر حلفاء دمشق من النائب سليمان فرنجية الى اللواء المتقاعد جميل السيد ….
إلا أن الإشارة الوحيدة الى سوريا جاءت في معرض تفنيده الجانب القانوني من عمل المحكمة الدولية حيث قال إن المحكمة لم تتهم احدا الى الآن كما انها لم تبرىء احدا بعد .!