إٍسلام آباد: يبدو أن السلطات الباكستانية والسعودية نجحت بإقناع زعيم “الطالبان”، الملا عمر، بالتفاوض مع إدارة أوباما ومع حكومة كرزاي حول النظام الذي سيقوم في أفغانستان بعد انسحاب القوّات الأميركية.
وقالت مصادر ديبلوماسية مطلعة في إسلام آباد أن الضغوط على “الطالبان” للجلوس على طاولة المفاوضات تزايدت مع تصميم أميركا وحلفائها على “الخروج من المستنقع الأفغاني” قبل ديسمبر 2010، وهو الموعد الذي حدّده الرئيس أوباما للإعلان عن إستراتيجيته الأفغانية.
وأضافت المصادر الديبلوماسية أنه، على نقيض ما حدث خلال السنوات التسع التي أعقبت الإطاحة بنظام “الطالبان”، فقد اتخذ الملا عمر موقفاً مرناً ووافق على التفاوض مع الأميركيين الذين يقومون الآن بوضع إستراتيجية إنسحاب من البلاد. وكان الملا عمر يصرّ في الماضي على إنسحاب كل القوات الأجنبية قبل بدء المفاوضات. ومن جهته، أنشأ الرئيس كرزاي “مجلساً أعلى للسلام” لتسهيل المحادثات مع قادة “الطالبان”.
من جهة أخرى، بدأ الجيش الباكستاني باستخدام صلاته مع “الطالبان” للضغط عليهم من أجل القبول بـ”هدنة” في أفغانستان.
وأضافت المصادر أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، ومعه قائد القوات الأميركية الجنرال الجنرال دافيد بترايوس، اجتمع مؤخراً مع رئيس الأركان الباكستاني، الجنرال “أشفاق بيرفيز كياني” في إسلام آباد بغية إقناع “الطالبان” بتجنّب أعمال العنف أثناء العمليات الإنتخابية في أفغانستان.
وكان بين المواضيع التي تم البحث فيها تعزيز مركز الرئيس كرزاي في كابول، بحيث يكون في موقع يسمح له بالتعامل مع الوضع المقبل، سواءً كان الصلحَ مع “الطالبان” أو الحرب معهم.
دور الإستخبارات السعودية
إن بين الشخصيات الإستخبارية المهمة التي تشارك في محادثات السلام الأمير “مقرن بن عبد العزيز”، مدير إستخبارات المملكة العربية السعودية، والممثّل الشخصي للملك عبدالله في المحادثات مع “الطالبان”.
وتفيد المصادر الديبلوماسية في إسلام آباد أن عقدة المفاوضات حالياً هي إصرار الأميركيين على إبقاء وجود عسكري في شمال أفغانستان بعد سيطرة “الطالبان” على القسم الجنوبي من البلاد. ويصرّ “الطالبان” على إنسحاب أميركي تام من أفغانستان كلها.
ومن المقرّر أن يلتقي الفرقاء المعنيون جميعاً في باكستان قريباً تمهيداً لقرار أميركي بالإنسحاب من أفغانستان، أو البقاء فيها ومواصلة القتال.