الشفاف – وجدي ضاهر
توقفت اوساط مطلعة عند التصعيد الذي بدأ يلف منطقة الشرق الاوسط من اليمن جنوبا، وصولا الى لبنان، ومرورا بالعنف الدموي المتجدد في العراق.
وربطت الاوساط عينها بين استعادة مناخات العنف وما وصفته بـ”الحملة الايرانية المضادة للقرار الدولي بفرض عقوبات على طهران في مجلس الامن” من جهة، ومِن قبل الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي من جهة ثانية، ما وضع الاقتصاد الايراني امام مفترق طرق خطير وينذر بعواقب اجتماعية واقتصادية قد يجد النظام الحالي في طهران نفسه عاجزا عن استيعابها او احتوائها.
ويشير سياق التوتير والتصعيد ان ايران تريد استدراج المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة للجلوس معها الى طاولة مفاوضات يقر فيها المجتمع الدولي سلفا بالنفوذ الايراني في الاقليم فضلا عن البرنامج النووي المثير للجدل، على ان تتحول طهران الى شرطي الولايات المحدة في الخليج العربي وصولا الى الشرق الاوسط.
وفي هذا السياق تشير اوساط مطلعة الى ان التوتير الذي بدأه الامين العام لحزب الله حسن نصرالله لا يستهدف الداخل اللبناني بقدر ما يهدف الى إفتعال ايراني لازمة في لبنان ومن خلاله مع المجتمع الدولي المتمثل هنا بالمحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر قيادات ثورة الارز.
وفي السياق عينه ليس مصادفة تشير المصادر الى عودة الاشتباكات الى اليمن بين الحوثيين وقبائل موالية للحكومة وإشتراط الحوثيين نفي زعيم احدى القبائل مع ما لهذا الامر من تداعيات إجتماعية وثقافية في اجتماعيات العشائر والقبائل، بما يشير الى ان الحوثيين يبحثون عن ذريعة لاستعادة توتير الاجواء على الحدود الجنوبية للملكة العربية السعودية.
وتزامناً، في العراق، كان لافتا ارتفاع وتيرة اعمال العنف مع تعثر تشكيل الحكومة بعد انقضاء جميع المهل القانونية لتشكيلها. وكان آخر استهدافات العنف تفجير مكتب قناة “العربية” الفضائية المعروفة الانتماء والتوجهات السياسية.
وفي هذا السياق، يبدو ان ايران اتخذت قرارا بالمواجهة مع المجتمع الدولي ولكن ليس على اراضيها. فما هو واضح الى اليوم هو ان اراضي المواجهات الحالية هي اليمن والعراق ولبنان، مما يبقي في يد طهران اوراقا أخرى هي “حماس” والممرات المائية التي كانت طهران اعلنت سابقا انها ستقفلها في حال تعرضها لاي هجوم عسكري.
وبالنظر الى السياق الحالي للمواجهة الايرانية فليس مستغربا ان تعمد طهران الى إغلاق باب المندب ومضيق هرمز كرد إضافي على العقوبات الاقتصادية التي اصبحت أكثر ايلاما للاقتصاد الايراني ما يضع الاقتصاد الغربي في مأزق تدفق النفط في موازاة الازمة التي يواجهها الاقتصاد الايراني؟!
من اليمن الى لبنان.. تصعيد ايراني ردا على العقوبات
يقول المفكر الإيراني الشيعي د. علي شريعتي: “الدولة الصفوية قامت على مزيج من القومية الفارسية، والمذهب الشيعي حيث تولدت آنذاك تيارات تدعو لإحياء التراث الوطني والاعتزاز بالهوية الإيرانية، وتفضيل العجم على العرب، وإشاعة اليأس من الإسلام، وفصل الإيرانيين عن تيار النهضة الإسلامية المندفع، وتمجيد الأكاسرة”.