من واشنطن، نقل مراسل “النهار” هشام ملحم عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان المحكمة الخاصة بلبنان التي تحقق في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري ورفاقه ستواصل عملها، واعرب عن ثقة حكومته انها “ستجلب الى العدالة المسؤولين عن التخطيط لاغتيال الرئيس الحريري وتنفيذه وتمويله”.
ورداً على تصريحات الامين العام لـ”حزب الله” التي شكك فيها في نزاهة المحكمة، قال المسؤول الاميركي: “الولايات المتحدة تدعم تماماً عمل المحكمة الخاصة بلبنان ونحن واثقون من انها ستواصل عملها البناء الدؤوب والمهني، وستبقى الولايات المتحدة مؤيدا قويا لدور المحكمة في العمل على انهاء الحماية للاغتيالات السياسية في لبنان”.
ولتأكيد جدية الالتزام الاميركي للمحكمة اضاف المسؤول: “دليلاً على استمرار التزامنا تعزيز العدالة في لبنان، قدمت الولايات المتحدة 20 مليون دولار لتغطية نفقات اعمالها”. ورأى ان وجود المحكمة “هو مؤشر واضح انه لا يمكن ان تكون سيادة لبنان موضع تفاوض… نؤمن بان عمل المحكمة سيساهم في ردع العنف السياسي في المستقبل في لبنان من خلال جلب الفاعلين للمثول امام العدالة”.
وجاء كلام المسؤول الاميركي على خلفية مشاعر انزعاج واستياء عميقة في اوساط المسؤولين الاميركيين في وزارة الخارجية ومجلس الامن القومي من المعنيين مباشرة بأوضاع شرق المتوسط ولبنان، والذين يتخوفون من احتمالات انزلاق المنطقة في اتجاه نزاع دموي آخر. واذا كان ثمة استياء عميق مما يعتبره المسؤولون الاميركيون تصعيدا مقصودا من “حزب الله” وحلفائه ومحاولة لترهيب الحكومة وقوى 14 آذار استباقا لاي قرار ظني ضد عناصر من الحزب يصدر عن المحكمة الدولية ودفعها الى التشكيك في شرعية المحكمة ورفض تسليم أي متهم، فان هناك ايضا انزعاجاً مما يعتبره المسؤولون “الاداء القيادي الضعيف” لرئيس الوزراء سعد الحريري، والضعف السياسي لقوى 14 آذار وعدم قدرتها على توفير طروحات سياسية واضحة وموحدة للرد على طروحات “حزب الله” وحلفائه ومقولاتهم.
ويتحدث المسؤولون الاميركيون الذين اتصلت بهم “النهار” في الايام والاسابيع الأخيرة بقلق وتشاؤم من احتمالات حصول نزاع عسكري جديد بين اسرائيل و”حزب الله” قد يجر اليه اطراف آخرون مثل سوريا. وقال مصدر مسؤول مطلع على هذا الشأن ان الاسرائيليين اما قرروا ان الاسلحة المتطورة والجديدة التي حصل عليها “حزب الله” من سوريا وايران، بما في ذلك صواريخ “سكود” وغيرها من صواريخ ارض – أرض من صنع سوري تعني ان الحزب قد تجاوز خطا احمر وبات يشكل تهديدا استراتيجيا لاسرائيل، وإما انهم يقتربون من اتخاذ مثل هذا القرار، الامر الذي يعني ان خيار الحرب لم يعد بعيدا جدا. وهناك من يرى ايضا ان احتمال وقوع “حزب الله” مجدداً في خطأ تقدير الحسابات كما فعل في 2006، هو امر وارد.
ويشير هؤلاء الى ان حوادث الاصطدام بين اهالي بعض القرى الجنوبية والقوات الفرنسية العاملة في إطار القوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان “اليونيفيل” هي محاولة من “حزب الله” لتغيير قواعد اللعبة في منطقة انتشار اليونيفل، وان الحزب قد يضطر في حال اتهام بعض أفراده بالتورط في اغتيال الرئيس الحريري الى تحويل الانظار من خلال التصعيد اللفظي وربما العسكري ضد اسرائيل، بعدما اعتبر ان المحكمة الدولية هي محكمة اسرائيلية.
وهناك أكثر من اجتهاد في شأن احتمالات نشوب حرب جديدة في المنطقة. وقال احد المسؤولين لـ”النهار” ان “اللهجة التهديدية لنصرالله سيكون لها تأثيرها على خصومه السياسيين” في لبنان، لكنه اضاف انها “تعكس ايضا اعترافا ضمنيا بالذنب وان جاء مغلفا بموقف تحد”. واضاف ان نصرالله بدا وكأنه يقول للمجتمع الدولي ” انا مذنب وتعالوا اقبضوا علي اذا تجرأتم”. وقارن بين نبرة نصرالله في مؤتمره الصحافي الأقل تشددا ونبرة خطابه الاخير، وتكهن بان ايران ربما نصحته بتخفيف لهجته لان الايرانيين “يريدون ولاسبابهم الخاصة ابقاء بارود نصرالله ناشفاً” في هذا الوقت.
وعن آخر المعلومات عن تسلح “حزب الله”، قالت مصادر مسؤولة تتابع الوضع عن كثب انه ليست لدى الاستخبارات الاميركية معلومات مؤكدة عن نقل صواريخ “سكود” الى الاراضي اللبنانية، ولكن ما هو مؤكد هو ان سوريا سلمت الحزب عددا من صواريخ “سكود” لا تزال مخزونة في مستودعات يملكها ويديرها الحزب في سوريا. وأضافت ان “حزب الله” “يملك” هذه الصواريخ ولكن في سوريا. ويعتقد ان الضجة التي اثارها المسؤولون الاميركيون في هذا الشأن في الاسابيع والاشهر الأخيرة، الى الاتهامات الاسرائيلية المباشرة لسوريا بتزويد الحزب بصواريخ “سكود”، تهدف من جملة ما تهدف اليه الى تحذير الحزب وسوريا من ان نقل الصواريخ الى لبنان ستكون له عواقب وخيمة.
“النهار”: واشنطن تحذّر من حرب قريبة واستياء من “الإداء القيادي الضعيف” لسعد الحريري وقوى 14 آذارتوزيع نعوة ديكتاتوريات العالم العربي؟ مع انتخابات السودان يبدو أن كائنات الهيبريد وتشكل الجملوكيات ماضية في سبيلها، مثل أي وليد مشوه بالمنغولية، أو معتوه بالهبل ومرض السغل وصغر الجمجمة، هذه المرة ولد الوليد المشوه بيد قابلة أمريكية باركته اسمها كارتر؟ حين كانت الإمبراطوية العثمانية يطلق عليها الرجل المريض، كان السلطان يحتفل بالانتصارات، وهذا هو وضع العالم العربي اليوم مع إعلان كارتر عن سلامة وصول الجنين السوداني للعالم فيجب قراءة التاريخ. ومتأمل الأوضاع في العالم العربي يرى ان الصورة في عمومها تشكل ظاهرة الفينومينولوجيا، كما ذكر… قراءة المزيد ..