افتتاحية النداء: إنهم يخيفون السجّان!
سأل السجّان أولهم جبرالشوفي: أين تريد ان ننقلك ونطلق سراحك؟ أجابه “في الصالحية”، استغرب السجّان، لكن جبر المشتاق للشام أيضا، كان راغبا ألا تراه عائلته وأهل بلده في السويداء وهو في ثيابه الرثة من آثارالسجن. كان يريد أن تكون ثيابه جميلة زاهية كحريته، لذلك أصر . وفي الصالحية رفعوا الغطاء عن عينيه، وفكّوا قيد يديه، فسار ودخل إلى أول محل ملابس صادفه. وعندما استقبله البائع بتجهم سارع لطمأنته بأنه ليس كما قد توحي ملابسه، بل هوسجين سياسي من إعلان دمشق قد أطلق سراحه للتو، ولديه المال اللازم للشراء. عندها انفرجت أسارير البائع فعرض تقديم الملابس له كهدية، لكن جبر الفرح والزاهي بحريته وكرامته أصر على دفع ثمنها.
أطلق سراحهم واحدا إثر الآخر، جبروأحمد وأكرم وفداء ووليد وياسر، بعد إسماعهم مجموعة من الإنذارات والتهديدات المترافقة بمدائح لوطنيتهم وثقافتهم، مع تكرار المعزوفة الشائعة عن الهجمة والضغوط التي يواجهها النظام بسبب ممانعته المشهودة!.
أطلق سراحهم بعد قضائهم كامل محكوميتهم، والتي أنزلها بهم قضاء فقد سمعة استقلاله الشهيرة. ومع أنهم حشروا تنكيلا في مهاجع السجناء المجرمين، فقد حرموا من المساواة بهم، ولم يحصلوا على مثل حقوقهم، وبينها تخفيض ربع المدة المعتاد.
وكانوا قد شاركوا قبل سنوات نخبة من زملائهم الأحرار في التعاقد حول إطلاق إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي سبيلا، من أجل الخروج السلمي والآمن والمتدرج من الأزمات السورية المستفحلة. والانتقال بسورية من صيغة الدولة الأمنية إلى صيغة الدولة السياسية، داعين جميع أبناء الوطن من مختلف الفئات، بما فيهم البعثيون، إلى المشاركة في حوار وطني شامل ومتكافئ حول ذلك، ورافضين للتغيير المحمول من الخارج.
وعندما عقدوا مجلسهم الوطني الأول على طريق الإعداد للمؤتمر الوطني المنشود، سرعان ماجابهتهم السلطة بالاعتقالات والملاحقات والضغوط الأمنية المتتابعة.
على دعوة الحوار ردت السلطة بالسجن، وعلى دعوة الإصلاح ردت: لا صوت يعلو فوق صوت المعركة !. وهي لاتخوض أية معركة سوى معركتها المستمرة ضد حريات مواطنيها !
هكذا، لا تعرف السلطة الأمنية سوى إجراءات من طبيعتها، وهي تحذر الحوار وكل أشكال صراع البراهين والأفكار، فتلجأ باستمرار للقوة والتعسف، وبذلك لا تزيح من يقف بمواجهتها فقط، بل تحاول إرعاب الآخرين ودفعهم للتواري والعزلة أيضا.
لكن ما دامت السلطة قوية وكلية القدرة كما تزعم، فلماذا غطى السجّان عيون المعتقلين في لقائه الأخير معهم قبيل إطلاق سراحهم؟ هل رغب السجّان في بقائه مجهولا، أي في الفصل بين شخصيته ودور السلطة الأمنية التي يمثل، وبذلك كان عمله مجرد دور أو منصب حرص على فك علاقته الشخصية به ؟!
ذاك هو الفرق إذن بين السجّان الذي تحوّل سجينا متخفيا لا يستطيع مواجهة عيون سجنائه، وبين أولئك الأحرار الخارجين من الأسر، كراما رافعي الرأس كـ جبرالشوفي الذي انطلق إلى الصالحية معلنا شخصه وحريته.
وهو نفس الفرق بين من فرض الرقابة على وردة سوريا المتحررة من الأسر د. فداء الحوراني، مسجلا ومصورا القادمين لتهنئتها، وبين أولئك المستمرين في زيارتها زرافات ووحدانا من عدة محافظات سورية.
وهو الفارق بين علي العبد الله ذلك الذي ناضل طويلا في صفوف المقاومة الفلسطينية، واختار أخيرا ومع ولديه الدفاع عن حرية المواطن والوطن، فتكرر سجنه معهما، وبين سجّانه الذي خاف من رؤيته حرا، فأعاده إلى السجن فور خروجه منه!
هو فارق بين الحر مهما اختلف وضعه، داخل السجن أو خارجه ، مادام مدافعا عن أفكاره، وبين سجين سلطته التي لا يستطيع الدفاع عنها، فيلجأ إلى سجن معارضيها، العزل إلا من قوة الأفكار!
إفتتاحية “النداء”، موقع إعلان دمشق
السجان ممَّ يخاف: أسرى إعلان دمشق أُطلقوا معصوبي العينين مقيّدي الأيدي!
خالد الحسيني-السعودية — kh_al7usaini@hotmail.com
أستغرب كيف لا يرى الشعب العربي أحرار سوريا وايران يقتلون ويعذبون وهم يناضلون بكل بسالة وشرف!! استغرب لماذا بقية العرب يرتضون ظلم حكوماتهم وكأنهم بمعزل عن العالم تحية لأحرار سوريا وايران ومصر
السجان ممَّ يخاف: أسرى إعلان دمشق أُطلقوا معصوبي العينين مقيّدي الأيدي! لا والف لا للطواغيت كما امر الله السجان ممَّ يخاف: أسرى إعلان دمشق أُطلقوا معصوبي العينين مقيّدي الأيدي! الكل يعلم ان النظام السوري عبارة عن مافيات دمرت الشعب السوري والمنطفة. فمتى ينهض الشعب السوري ويجبر هذا النظام الديكتاتوري على تطبيق الديمقراطية واحترام الانسان؟ وكما قيل (حسب (الكواكبي) في كتابه (طبائع الاستبداد) أنه لا حاجة لإزالة الطاغية بل فرملته وتقليم أظفاره وتعليمه أن لا يتجاوز حدوده.واليوم طار صدام والدوري وعصابة البعث بأكملهم بين مشنوق ومذبوح ومنتوف، ومزقوا شر ممزق آية للمتوسمين وموعظة للغافلين وصدام ليس المجرم الوحيد في غابة العرب… قراءة المزيد ..