بيروت – “الشفاف”
نفت مصادر في العاصمة اللبنانية بيروت الخبر الذي تناقلته وكالة (DPA) الالمانية للانباء بشأن مقتل اللبناني محمد علي حماده في غارة جوية نفذتها طائرة اميركية من دون طيار في مقاطعة وزيرستان عار عن الصحة.
وكانت الوكالة الألمانية قد نقلت عن متحدث باسم الاستخبارات الباكستانية لم يذكر اسمه إن الشخص الذي قتل يوم الأحد الماضي يدعى محمد على حماده وهو من أصل لبناني قضى أعواما طويلة في السجن بألمانيا، وأن مجموعة من أتباعه قتلت معه حين أصاب صاروخ اطلقته طائرة أمريكية بدون طيار وكرا للجماعة في منطقة القبائل في وزيرستان الشمالية.
واستبعدت مصادرنا في بيروت ان يكون “حماده”، من قرية “صفد البطيخ” بجنوب لبنان، متواجداً في باكستان خصوصا ان والده توفي منذ حوالي الاسبوع ووري في الثرى في لبنان.
وأشارت المعلومات الى ان حماده ليس مكلفا اي ملف امني من اي نوع كان من قبل “حزب الله” وهو ليس من الذكاء بحيث يمكنه تولي ملفات امنية حساسة على غرار العلاقة المزعومة بين حزب الله وتنظيم القاعدة.
وأضافت ان هذه العلاقة التي نشأت مع المسؤول الامني في الحزب عماد مغنية الذي زار ولاية كشمير مرار قد يكون حماده احد المشاركين فيها إلا أنه حكما ليس مكلفا متابعتها او تنسيق جهود الحزب والقاعدة والجمهورية الاسلامية في ايران.
وسواء قتل حماده في غارة على وزيرستان ام لم يقتل تساءلت اوساط لبنانية عن المغزى من إشاعة نبأ مقتله خصوصا انه عضو في “أمن حزب الله الخارجي” أو في “الأمن الإيراني”، وأن يكون في باكستان فمعنى ذلك أن ثمة تنسيقاً إيرانياً – حزب اللهياً مع “القاعدة” أو “طالبان”. وذلك خطير للغاية. لأن التنسيق قد لا يكون مقتصراً هناك، فماذا عن العراق ولبنان!
ويُذكّر في هذا المجال أن الأوساط الأصولية كانت قد تناقلت، إبان حرب 2006، أن إيران قرّرت إرسال “سعد بن لادن”، الموجود في أراضيها، إلى لبنان. ولكن، يبدو أن الإيرانيين عادوا فصرفوا النظر عن إرساله لأسباب غير واضحة!
وتشير هذه الاوساط الى ان حزب الله التزم الصمت ولم يصدر من جانبه ما يؤكد نبأ مقتل حماده او نفي للخبر وهذا ما يثير المزيد من علامات الاستفهام بشأن علاقات الحزب الامنية الخارجية وخصوصا مع تنظيم القاعدة.
من هو محمد علي حماده؟
محمد علي حمادة قضى أعواماً طويلة في ألمانيا مسجوناً وأطلق سراحه في العام 2005 مقابل كفالة مالية.
محمد علي حماده هو شقيق عبد الهادي حماده وكلاهما من الذين انتظموا في حركة المقاومة الفلسطينية، تنظيم “فتح”، لينضما في ما بعد الى جماعة عماد مغنية (الذي عمل بدوره مع حركة “فتح” في ضاحية “الشياح) التي أسست مع سواها ما يعرف اليوم ب “حزب الله”.
في 14 حزيران من العام 1985 شارك حمادة مع اثنين آخرين في اختطاف طائرة تابعة للخطوط الجوية الأميركية (تي دبليو أيه) عندما كانت في طريقها من أثينا إلى روما وأرغموا قائدها على الهبوط في مطار بيروت، واحتجزوا ركاب الطائرة كرهائن داخلها لمدة 17 يوما مطالبين بالافراج عن سبعة عشر عنصرا من عناصر حزب الدعوة الاسلامية العراقي كانت السلطات الكويتية تحتجزهم بعد تورطهم بهجمات اسفرت عن مقتل ستة أشخاص عام 1983 من القرن الماضي .
كما طالب الخاطفون بالإفراج عن مئات السجناء اللبنانيين الذين كانوا معتقلين في الجنوب اللبناني الذي كان يرزح تحت نير الاحتلال الإسرائيلي. ولما لم يستجب لهذه الطلبات قُتل أحد الرهائن وهو غواص بسلاح البحرية الأميركية يدعى روبرت ستيثم والقيت جثته على أرض مطار بيروت الدولي. وفي أعقاب قتله بدأ الخاطفون إطلاق سراح رهائنهم.
أفرجت إسرائيل عن بعض السجناء في جنوب لبنان بعد أيام قليلة من الحادث، لكنها أصرت على أن تلك الخطوة تمت في إطار التزام سابق.
حمادة اعتقل في مطار فرانكفورت في الثالث عشر من كانون الثاني 1987 بعدما عثر موظفو الجمارك على متفجرات في حقائبه ، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة ليتم الإفراج عنه بعد ان امضى ثمانية عشر عاما في السجن بكفالة مالية .
إطلاق سراح حماده بعد ان امضى هذه المدة في السجن أثار جدلا حيث اعلن متحدث باسم وزارة العدل الالمانية خلال مؤتمر صحافي ان “الحكومة الفدرالية لا علاقة لها بالاجراءات الجزائية” التي ادت الى اطلاق سراح حمادة قبل انتهاء محكوميته.
واضاف انه بموجب النظام الفدرالي الالماني، هذا الاجراء من اختصاص نيابة فرانكفورت وهذا النوع من مراجعة الاحكام امر عادي في ما يتعلق بحالات السجن المؤبد، نافيا ان تكون المانيا تسلمت طلبا لتسليم حماده من جانب الولايات المتحدة الاميركية.
واستبعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية يومها اي علاقة بين الافراج عن حمادة واطلاق الرهينة الالمانية سوزان اوستوف في العراق.
ومنذ ذلك الحين غاب حمادة عن الأضواء ليعود أسمه ويظهر البارحة مع شيوع خبر الغارة الاميركية في باكستان.
وكان وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس اتهم إيران في العاشر من شهر أيار الفائت بتمويل حركة “طالبان” بالعتاد والمال، مشيرًا إلى أنها تلعب لعبة مزدوجة بدعم الحكومة الأفغانية من جهة وطالبان من جهة أخرى، وهو ما نفته حركة طالبان.