رسالة 14
عدد – 24 –
3 أيار 2010
أوّلاً: في عدد من العناوين الداخلية الرئيسية:
1. الانتخابات البلدية في محافظة جبل لبنان:
• مما لا شك فيه أن من أهم الدلالات هو “الحيوية الأهلية” التي ظهّرتها الانتخابات في جبل لبنان وعبّرت عنها النسبة المرتفعة للمشاركة.
• كما مما لا شك فيه أن الدلالة السياسية الأبرز التي يمكن استخلاصها من البلديات هي المسار الانحداري لـ”التيار العوني” في غالبية المناطق المسيحية.
• وبالرغم من كثرة الكلام عن “اختلاط السياسي بالعائلي” ، فإن ثمة اتجاهاً سياسياً كان غالباً لدى الناس هو الاتجاه الـ14 آذاري، وذلك في ما يتجاوز الإدارة السياسية لقوى 14 آذار. وهذا ما ينبغي أن نغتبط به.
• ومن الطبيعي الإشارة إلى المعركة البلدية – السياسية التي شهدها قضاء جبيل ومدينة جبيل. فالنتيجة السياسية في مجمل القضاء كانت في صالح 14 آذار. والنتيجة السياسية في مدينة جبيل كانت “مطعّمة” لكن بدور أساسي لـ14 آذار. وأسفرت عن سقوط وجه كالح من وجوه المرحلة اللحودية – السورية – الأمنية هو جان لوي قرداحي.
• ومن الإشارات السياسية في جبيل أن “الخصومة” – إذا جاز التعبير – مكرّسة بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان وميشال عون.
• ومن الإشارات السياسية تلك التي أعطاها وليد جنبلاط و”الحزب التقدمي الاشتراكي” باتجاه مسيحيي 14 آذار في دير القمر.
• وكانت إشارة سلبية من “التقدمي” باتجاه “المستقبل” في بلدة برجا في إقليم الخروب. وقد تلقى جنبلاط رداً “قاسياً” على إشارتيه.
• وينبغي تسجيل حقيقة أن “تيار المستقبل” كما دلت النتائج في إقليم الخروب له اليد الطولى على صعيد الشارع السني.
• لكن يبقى المسار الانحداري العوني هو أهم ما في “الصورة”.
• وإذا شئنا أن نضيف، يمكن القول إن الاختراق الذي حققه النائب السابق باسم السبع على مستوى المخاتير في بلدة برج البراجنة – في الضاحية الجنوبية – في وجه “حزب الله”، إنما هو اختراق معبّر شيعياً.
2. الانتخابات البلدية في بيروت الأحد المقبل:
• من الطبيعي القول إن الانتخابات البلدية معركة سياسية بامتياز.
• على اعتبار أن “حزب الله” وعون اختارا المعركة في بيروت.
• بوضعهما شروطاً تعجيزية على التوافق بما يقود إلى حصول معركة.
• لم يعُد خافياً أن للمعركة السياسية في بيروت من جانب الفريق الآخر هدفاً محدداً هو ربطُ نزاع مع رئيس الحكومة سعد الحريري.
• أي إن هذا الفريق الآخر يهدف إلى الطعن، انطلاقاً من بيروت، بـ”قدرة” (!) الرئيس الحريري على ترؤس “حكومة الوحدة الوطنية”. وهو – أي الفريق الآخر – لا يتوقف عن تكرار أن حصول تغيير حكومي هو هدفه المباشر.
• وعلى أي حال، فضحت صحيفة “الوطن” السورية اليوم “الطبّة” بحديثها عن “وساطات” لعقد لقاء بين الرئيس الحريري وميشال عون، في إيحاء بأن اللقاء يحل المشكلة في بيروت، وقد انطلقت – الصحيفة – من اعتبار نتائج جبل لبنان في غير صالح 14 آذار!.
• لكن من الواضح أن الحريري أخذ قراره بعدم الخضوع للابتزاز.
• فهو بعد أن كلف النواب المسيحيين التفاوض مع “التيار العوني”، سمى رئيس اللائحة بلال حمد الذي بدوره أكد أن اللائحة ستُعلن في غضون ساعات.
• إنّ أمرين متلازمين لا بد منهما في العاصمة: كثافة المشاركة في الاقتراع من جهة وتأمين استمرارية المناصفة الإسلاميّة – المسيحيّة في المجلس البلديّ من جهة أخرى.
• ولذلك كلّه فإنّ انتخابات بيروت حسّاسة جداً ومهّمة جداً.
3. في غضون ذلك، نتوقف عند جوانب محدّدة في أداء “حزب الله”:
• كشف في الكويت في الأيّام الماضية عن شبكة تجسّس إيرانيّة تضم فيمن تضّم لبنانيين.
• صحيحٌ أنّ دولة الكويت تعاطت بهدوء مع هذا الأمر بل بدت بطيئة في ردّ فعلها لحسابات عدّة.
• لكن لا ريبَ في أنّ اللبنانيين التابعَين لشبكة “الحرس الثوريّ الإيراني” هما من “حزب الله”.
• وذلك بالاستناد إلى “التاريخ” القديم من المشاكل بين “حزب الله” والكويت.
• وفي الأسبوع الماضي، عندما ناقش مجلس الأمن الدوليّ تقرير بان كي مون بشأن القرار 1559، تطرقّ إلى موضوع “خليّة حزب الله” في مصر.
• ولم يكن ذلك نقاشاَ “عشوائياً”. ذلك أن مجلس الأمن الدولي ربط عملياً بين تشكيل الحزب لخليّة في مصر وبين قدراته الأمنيّة والتسليحيّة، أي ربطه أيضاً بالقدرات الإستخبارتية الإيرانيّة.
• كأنّ مجلس الأمن يقول إن “سلاح حزب الله” لم يُعد مجرّد مشكلة لبنانيّة داخليّة أو مسألة لبنانيّة خلافيّة، بل هو بات مشكلة إقليميّة – دوليّة.
• وذلك أخذاً في الاعتبار حقيقة الانتشار الأمنيّ لحزب الله أو الانتشار المشترك الإيراني – الحزب اللهي في غير مكان من المنطقة والعالم.
• إنّ “سلاح حزب الله” مشكلة وفقاً لكل المعاني، ولم يعد سلاحاً استخدم في الداخل فقط، بل غدا عنواناً لمشكلة لبنانيّة في العالم.
• والملاحظ أنّ تلك التطورّات تترافق مع تصعيد الحزب لخطابه في ما يتعلّق بسلاحه رفضاً للحوار بشأنه من ناحية وتصعيداً للتأكيد على بقائه “ما استمرت إسرائيل” من ناحية أخرى.
• غير أنّ الملاحظ أن التطورّات تترافق مع حملة “حزب الله” على ما يُسميه الاستباحة الأمنيّة الأميركيّة للبنان، من حملته على “اتفاقية الهبة الأميركيّة” إلى قوى الأمن الداخليّ إلى حملته على زيارة الوفد الأميركيّ إلى نقطة الحدود الشرقيّة مع سوريّا.
• أي أنّ ثمّة دوراً يؤدّيه “حزب الله” من ضمن المنظومة المخابراتية الإيرانيّة يقوده إلى محاولة عزل الدولة اللبنانية وضرب علاقاتها الخارجية على غير صعيد.. كي يتحرر من أية ضوابط.
4. في ذكرى “7 أيّار”:
• في ضوء أن “نهج” 7 أيّار أو بالأصّح “عقيدة 7 أيّار” مستمرّان.
• نلفتُ، بالصلة مع التطوير الذي أدخلته 14 آذار على برنامج النقاط السبع لحماية لبنان، ذلك التطوير المتعلقّ بالحريّات، إلى ضرورة تذكّر هذا التاريخ الذي يصادف يوم الجمعة المقبل.
• وليس ما يمنع الأمانة العامة لـ14 آذار في بيانها الأسبوعي من الإشارة إلى هذا التاريخ باعتباره ليسَ محطّة وانتهت من جانب “حزب الله” و8آذار.
• أي إعادة الاعتبار من جانبنا للمسألة الديموقراطيّة – الدستوريّة، ومواجهة هذين النهج والعقيدة اللذين يحكمان سياسة الحزب بما في ذلك أنهما في خلفيّة قراره بالنسبة إلى الانتخابات البلديّة في بيروت.
ثانياً ـ في بعض التطورّات الإقليميّة:
1. التحريك المتجدّد لعمليّة السلام من جانب الإدارة الأميركيّة:
• الاختراق على صعيد المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل.
• بـ”ضمانة” أميركا لتجميد الاستيطان ولو من دون الإعلان عن ذلك رسمياً.
• في انتظار قرار منظمة التحرير المتوقع غداً بالموافقة.
• وعودة جورج ميتشيل المرتقبة هذا الأسبوع للبدء في إدارة المفاوضات.
• بموافقة اللجنة العربيّة لمتابعة مبادرة السلام التي انعقدت على مستوى وزراء الخارجيّة نهاية الأسبوع الماضي في غياب الوزير السوريّ وليد المعلّم.
• الغياب + بيان “الفصائل” من دمشق = سلبيّة سوريّة ومسايرة سوريّة لإيران.
2. تزامناً مع الانطلاقة المتجددّة هذه، تصاعدت الضغوط الأميركيّة والغربيّة على سوريا:
• تحذيرات هيلاري كلينتون لبشار الأسد بشأن الصورايخ إلى “حزب الله”.
• تحذيرات برنار كوشنير + مطالبته سوريّا بترتيب الحدود مع لبنان.
• ردّ وليد المعلّم على كلينتون كأنه يقول أنّ الحرب واقعة .. وعلى سورياّ .. إذ اعتبر التحذيرات الأميركيّة المتتالية بمثابة تكرار للمرحلة التي سبقت الحرب الأميركيّة على صدام حسين.
• هذا فيما “المواجهة” الدوليّة مع إيران تقترب بعد رفض إيران كل الوساطات (بما في ذلك الوساطة التركية).
• أي – تكراراً – التوتر الإقليمي يرتفع.
رسالة 14 (عدد 22): “حزب الله” أبعد مسؤولاً أمنيّاً بارزاً فيه بعد اتهامه بالفساد
رسالة 14 (عدد 24): جنبلاط تلقّى رداً قاسياً في “برجا” و”دير القمر” وعون يواصل إنحداره ياليت قومي يتعلمون ويعقلون نعم ياليت قومي يتعلمون ويعقلون. ان حتمية تطور الامم او البلدان تعتمد على مدى تطبيق العدل اي علم الديمقراطية واحترام حقوق الانسان اي الى الضمانات الاجتماعية والمادية التي يعطيها المجتمع لكل فرد وهذه كنتيجة حتمية لتطبيق العدل. ان مشكلة النظام السوري انه يؤمن بالصياح والعنف والنفاق لكي يعمي البصر والبصيرة اين تحرير الجولان التي انسحب الجيش منها بدون قتال ان تاريخ النظام السوري هو دعم الميليشيات الارهابية والمافيات المخابراتية كما لوحظ في سوريا ولبنان والعراق من اجل قتل الشعوب المسكينة التي… قراءة المزيد ..