رسالة 14
عدد – 15 –
20 نيسان 2010
وقفة أمام عدد من العناوين اللبنانية الداخلية من جهة وأخرى بشأن لبنان في الإطار الإقليمي من جهة ثانية
1. مجدداً حول تصعيد الفرق الآخر لـ”المحرم” والممنوع ضغطاً على الحوار الوطني وربما لإلغائه:
• ما نرغب في تسليط الضوء عليه تحديداً هو أن خطر نسف الحوار وطاولته من جانب الفريق الآخر، حقيقي وفعلي.
• من ناحية بسبب رفضهم بحث الاستراتيجية الدفاعية والسلاح بمنطق، خصوصاً في المرحلة الإقليمية الراهنة حيث خطر الحرب يتأتى من مصدرين: إسرائيل وإيران.
• ومن ناحية ثانية لإسقاط كل قرارات الحوار السابقة، أي اسقاط الاجماع حول المحكمة الدولية والاجماع حول “السلاح الفلسطيني” خارج المخيمات.
• ومن ناحية ثالثة من أجل تسييد مناخ ترهيب في البلد.
• في مقابل هذه المعطيات التصعيدية من جانب الفريق الآخر والمناخ الترهيبي المفروض، ينبغي الاعتراف بأن لدى جمهورنا شعوراً قد لا يصل إلى الإحباط، لكنه شعور بأن 14 آذار تبدو “من تحت” في كثير من الحالات ما لم يكن في معظمها.
• هذا الموضوع، أي “السقف العالي” – بل التهديدي – للفريق الآخر في مقابل “السقف المتدني” من قبلنا يؤثر كثيراً.
• وقد تكون الانتخابات البلدية مناسبة لتظهير الآثار.
• لا سيما وأن “الدوز” السياسي في هذه الانتخابات يكاد لا يُرى، ولا سيما أيضاً أن لا إدارة مشتركة لها.
• غير أن المسألة أبعد من الانتخابات البلدية، وتتطلب “موازنة” من جانب 14 آذار لـ”هجوم” الآخرين.. بقدر من الهجوم السياسي.
• لا شك أن ثمة صموداً 14 آذارياً بيدَ أن المطلوب نسبة من “التعادل” غير متحققة ويقتضي دراسة كيفية الوصول إلى تحقيقها.
• وفي الإطار نفسه، لدينا اعتقاد بأن في وسعنا تنظيم فعاليات ثقافية – سياسية – شعبية تبقي جذوة القضية.
• وكذلك إمكانية اللعب على “تفرقة” داخل فريقهم والتركيز على عدة جبهات معاً.
• وبالمناسبة، يقود الفريق الآخر في الفترة المقبلة تحركات مسماة مطلبية. وليس ما يمنع أن نظهّر حقيقة أننا – أي 14 آذار – أكثرية في أبرز القطاعات الاجتماعية والشعبية. فلماذا لا تتحرك فاعليتنا الطلابية؟ أو القطاعية في أنشطة من هذا القبيل؟.
• أي تفعيل القضية وجمهورها.
2. على خط متصل، نلفت إلى الخطاب الذي يعتمده الرئيس سعد الحريري في جولاته الخارجية:
• خطابُه هو خطاب حماية لبنان.
• وهو خطاب السلام – الحلّ. (تأكيده أن ثمة فرصة للسلام الآن).
• غير أنه لم يفوّت مناسبة في أي من محطات جولاته الخارجية، من أجل الحديث عن المحكمة الدولية وعن الحقيقة.
• وهو موقف ليس مبدئياً فقط لكنه موقف صمود في وجه التشويش على المحكمة والتهويل بهز الاستقرار في وجه الحقيقة.
• أي أن الحريري الذي يبدي مرونة في مجال العلاقات اللبنانية – السورية لا يقدم تنازلات في الثوابت الرئيسية (الحقيقة مثالاً).
3. في ما يتصل بالعلاقات اللبنانية – السورية:
• في معلومات توافرت أن الجانب السوري أبدى انفتاحاً على الملاحظات اللبنانية في ما يتصل بمراجعة الاتفاقيات المعقودة بين الجانبين.
• غير اننا على أي حال وفي انتظار تكريس ذلك.
• يبقى أن نُذكّر بأن ملفات العلاقة اللبنانية – السورية تتضمن معالجة المشكلات الموروثة ومن ضمنها المعاهدة نفسها.
• والاتفاقية الأمنية ومسألتا الحدود والمعسكرات خارج المخيمات.
• وأن نُذكّر أن كل ما يجري بحثه حالياً فضلاً عن كونه لا يرقى إلى مستوى إقفال الصفحة الماضية، لا يرقى إلى مستوى التأسيس لـ”شراكة” لبنانية سورية.
• أما في ما يتعلق بمشاركة قوى 14 آذار في احتفال السفارة السورية أمس بـ”عيد الجلاء”، فإننا نسجل أن هذه المشاركة طبيعية ومفهومة.
• من زاوية أن السفارة دعت ونحن لبّينا.
• ونحن نحضر إلى السفارة التي كانت مطلبنا ولا نذهب زرافات ووحداناً إلى دمشق.
• نقدّر احترام السفارة الأصول الديبلوماسية.
• مع لفت النظر إلى أن خطاب السفير السوري، الديبلوماسي في شكله، ركّز أكثر من مرة على “تسوية البيان الوزراي” حول “الشعب والجيش والمقاومة”، لكنه تحدث عن “إنجازات” السياسة السورية إقليمياً في السنوات الماضية، مستعيداً نفَس دمشق حول “انتصاراتها”.
4. بشأن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول القرار 1559:
• هذا التقرير يستعيد تقارير سابقة في نقاطه الرئيسية.
• لكن جديده هو إعلان أن تهريب الأسلحة الكبيرة (السكود) إلى لبنان عبر حدوده البرية (أي سوريا) من شأنه أن يهدد استقرار لبنان وقد يؤدي إلى “نزاع آخر” (حرب).
• ويدعو إلى تطبيق قرارات الحوار السابقة.
• إذاً، تأكيد أن القرار 1559 “حي” وتجري متابعته دولياً بدأب.
5. بالنسبة إلى عدد من التطورات الإقليمية:
• استدعاء الخارجية الأميركية نائب رئيس البعثة السورية في “واشنطن” من أجل مراجعة سلوك سوريا الاستفزازي في ما يتعلق باحتمال نقل أسلحة بالستية إلى “حزب الله” كما أعلن الناطق باسم الخارجية الأميركية.
• إعلانه “إدانة” نقل “سكود” من سوريا إلى “حزب الله”.
• إشارته إلى أن “تصنيف سوريا كدولة راعية للارهاب يتصل مباشرة” بعد بدعمها لمنظمات إرهابية مثل “حزب الله”.
• وكشفه أن الاستدعاء هو “الرابع” في الآونة الماضية لبحث السلوك السوري.
• وكل ذلك ما يعني موقفاً أميركياً عالياً وتأزماً مُستأنفاً بين واشنطن ودمشق.
• ويتزامن هذا “التشدد” مع سوريا، مع تحذير من جانب وزير الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من “خطر نشوب صراع في المنطقة ما لم تُفرض عقوبات جديدة على إيران”، مضيفةً ان “تجاهل التهديد الذي تشكله طهران سيضع العالم في وضع أكثر خطورة في غضون ستة أشهر إلى سنة”.
• بديل الحرب العسكرية على إيران، عقوبات صارمة.
• وذلك توازياً مع محاولات الإدارة الأميركية بعث الأمل بعملية سلمية متجددة.
• وهذا ما يتجلى في مخاطبة الرئيس باراك اوباما لإسرائيل اليوم مؤكداً على “حل الدولتين”.