عاشت منظمة الاتحاد الاشتراكي عاقراً حتى بلغت من العمر عتيا ً، لكنها وقبل أن تسلم الروح أنجبت فجأةً ثلاثة منابر ذكورا ً تحولوا بقدرة ” ساداتية ” مطلقة إلى أحزاب ، أوسطهم ( الوطني) ورث عن الوالدة الراحلة الكريمة السلطةَ والمال والعقار ، ودخل يمينهم ( الأحرار) ثلاجة جريدته مختاراً ، وأما يسارهم (التجمع) فحبس في داره بعد معارك سبعينية خاسرة . بعدها ُأنشئ حزب رابع ٌ (العمل) ابتلعه الأخوان فأخرجته السلطةُ من البرج مذموماً بينما أعادت إلى الحياة حزب الوفد القديم ليواجه معها الانتشار الأخوانيّ ، ولنفس السبب وافقت على حزب للناصريين معذبي الأخوان ، فيما راح الأخوان المنبعثين من الرماد كطائر الفينيق “يصطادون” الأنصار بصنارة “الإسلام هو الحل” وبطُعم خاص ماركة ” طظ في مصر”.
كان الحزب الوطني – في بدايته – تحالفاً طبقياً بين البيروقراط والرأسمالية المحلية وكبار الملاك الزراعيين. وبعد انفتاح “حررني ودمرني” انضم إليه وكلاءُ الرأسمالية العالمية ” الدراكولية ” الناعمة ، فنازعه الوفد التعبير عن مصالح البورجوازية المصرية بالبكاء على زغلول والنحاس وسراج الدين ، في حين أقسم التجمع اليساري أن يظل دائماً وفياً للعمال والفلاحين الفقراء حتى وإن هجروه ! أما الأخوان ُ البرجماتيون الشطار فأسرعوا باحتضان البورجوازيةَ التجاريةَ والمهنيين وصغار الموظفين عاقدين معهم زواجا ً كاثوليكيا ً لا طلاق بعده .لكن ذلك كله لم يمنع الدراكوليين من “مص” دماء الجميع . هنا هبط البرادعي على البرج “مخلـّصاً ” فقال الأخوان “لا فأنت علمانيّ عدو” وغمغم الوفديون “المعادي للوفد معادٍ للبرالية” وحوقل التجمع ” كيف نؤيدك وأنت معترف بالأخوان الذين هم أعداء للطبقة العاملة ؟! ” واستنكر الناصريون “جئتَ أمريكياً لتطرد العمال والفلاحين من مجلسي الشعب والشورى!” أما الأقباط فأعلنوا استعدادهم لدعمه لا حبا ً له ولكن بغضا ً للوطني المتدثر بسلفية المادة الثانية من الدستور، بينما تقلص أنصاره مصدومين بتخاذله عن الانضمام لمضربي يوم 6 إبريل والمطالبين بتعديل الدستور.
كان حزب التجمع قد أقال أبا العز الحريري نائب رئيسه لاعتراضه على “ديكتاتورية” رئيسه رفعت فاستقال عبد الرحيم علي احتجاجاً على “ديمقراطية” نفس الرئيس رفعت ، تلك التي سمحت بالحوار مع الأخوان الفاشست. أما البيت الوفدي فتزلزل (خارجياً) بصفقته السرية مع الحزب الحاكم قصد تحجيم الأخوان الذين تزلزلوا (داخلياً) بتناحر الاتجاهين الرئيسين فيه : القطبيين والإصلاحيين . وثمة فتق لا ريب فيه قادم للوطني سيشطره حزبين: الأول لرجال الأعمال وأتباعهم بزعامة جمال ، والثاني للحرس القديم الذين أدركوا خطورة التصاقهم بالمليارديرات الجدد المكروهين من الشعب ، بيد أن مشكلة الحرس القديم أنهم ما زالوا أوفياء لثورة يوليو التي لا تعترف إلا بزعيم واحد هو جمال…. وما زال البرج يتحول.
tahadyat_thakafya@yahoo.com
الإسكندرية
تحولات برج بابل في مصر
سيد نواواي — sayednaw@link.net
انقسام الحزب الوطني وارد جدا نظرا لوجود تناقضات واضحة بين ما يسمي الحرس القديم بزعامةصفوت الشريف وعمر سليمان وبين المليارديرات الجدد بزعامة الفتي المدلل أحمد عز. والمتوقع أن يضطر الرئيس مبارك للتخلي عن رئاسة الحزب الوطني. وهذا هو النصور الأقرب إلى المنطق . المشكلة أن السياسة المصرية مازالت بعيدة عن العقلانية. ولكن ذلك لا يعني استمرارها في العبث حتى بمصالحها . شكرا للكاتب الكبير مهدي بندق على مبادرته بفتح هذا الموضوع للنقاش الجاد
تحولات برج بابل في مصر محمد البدري — hotmail.com هذا اجمل سيناريو قراته لما جري ويجري في السياسة المصرية منذ الثورة المجيدة !!! حتي استشرت الثورة وعمت فاصبح الفساد هو روح الوطن ونخاعه الشوكي. واعتقد ان سيناريو زلزلة البرج سيستمر باطول مما نتوقع فنموذج السودان هو ماكيت مصغر لموقع تصوير المسرحيات في الشرق الاوسط. من شاهد الانتخابات الاخيرة فليتذكر تطبيق الشريعة منذ النميري بقطع الاطراف وسمل العيون وجاء الاخير الحالي رضي الله عنه -المطلوب ضبطه واحضاره للمحكمة الدولية- حيث الحكم بالجلد لمن ترتدي البنطلون من النساء وتهديده لشارب وحامل الخمر وهو ممسكا بعصا موسي المارشالية. لحظة الاورجازم لهذا البرج البابلي… قراءة المزيد ..