حتى وقت قريب كانت والدتي اذا ما أرادت أن تقسم يمينا، فلا يعجبها إلا أن تقسم برأس جارتنا “المسيحية” أم حنا، حيث كانت أم حنا وهي المسيحية الوحيدة في الحي الأقرب الى قلب والدتي بين كل جاراتنا. فلا يعجب والدتي إلا الذهاب الى بيت أم حنا والجلوس هناك لساعات طويلة، وكلما لا أجد والدتي في المنزل وأسأل أختي عنها تقول لي جازمة من المؤكد انها عند “حبيبة قلبها” أم حنا، يشتركان سوية بكل أعمال الطبخ من تنظيف الخضراوات والدجاج واللحوم وتجهيزها، ويذهبان للتسوق سوية، ومن البديهي القول انهن يشتركان في النميمة على كل نساء الحي.
أختي بدورها كان وجهها باسما في كل الأوقات، تمزح وتطلق النكات، تحب سماع الموسيقى ومشاهدة المسلسل التلفزيوني اليومي، تتباهى بشعرها الطويل الناعم، ولا تتردد بأن ترقص في الأفراح العائلية أمام بنات العائلة وصديقاتها، بل انها تسارع الى ذلك باختيال فيما لو طلبن صديقاتها منها أن ترقص.
ابن عمي كان يتردد علينا دائما يلقي علينا تحية جماعية أولا ثم يصافحني واخواتي ولا يتردد أن يقبل جباهنا تكريما. شاب يحب ارتداء الملابس الأنيقة، يبذل ما باستطاعته لكي يظهر بأفضل صورة، يهوى العطور وكان يقتني أفضل الماركات، يعتني جيدا بأسنانه ويفاخر دائما بنوع المعجون غالي الثمن الذي يستعمله، كل هذا اضافة الى قلبه الطيب الذي اتسع لمجموعة متنوعة وكبيرة من الاصدقاء والمحبين، يساعده في ذلك بسمة لا تفارق محياه أبدا.
صديقتي، صديقة الطفولة والدراسة كنت أنا الأقرب الى قلبها، وهي كذلك وما زالت بالنسبة لي. دائما تقول لي انها لا تستطيع أن يمر يوما عليها بدون أن تجالسني ساعة على الأقل. فأنا بالنسبة لها مخزن أسرارها، لا تُخفي شاردة وواردة تمر بها إلا وتقولها لي طالبة رأيي بها، وغالبا ما كانت تأخذ بالرأي الذي أقدمه لها، فان مر يوما ولم نلتقي لظروف قاهرة فهذا يعني اننا سنقضي ساعتين أو ثلاث على الأقل على الهاتف. واعتادت من وقت لآخر أن تهديني ديوان شعر، أو زجاجة عطر، أو ثيابا نسائية جميلة وكنت دائما أقابلها بالمثل.
كل هذا وأجمل منه كان قبل ارتياد والدتي للمسجد للصلاة هناك. ولاحقا المكوث في المسجد بعد الصلاة وخصوصا بعد صلاة العصر لسماع درس ديني يُبين فيه رجل دين لها ولغيرها من نساء الحي والأحياء المجاورة الحلال والحرام، مع أنهم دائما يرددون أن الحلال بيًن والحرام بيًن. وكل هذا واجمل منه كان قبل أن تتحجّب أختي بعد “نصائح” متكررة من صديقة لها ومرافقتها لها لاحقا للاستماع لدروس دينية في مسجد بعينه. وكل هذا وأجمل منه كان قبل أن يُرخي ابن عمي لحيته بعد تردده على المسجد للصلاة. وكل هذا وأجمل منه كان قبل أن تتنقب صديقتي وتصبح من “الصالحات”.
أصبحت والدتي لا تطيق رؤية جارتنا أم حنا، و يتعكر صفوها لمجرد ذكر اسمها. وان خرجت من البيت قاصدة المسجد أو أي مكان آخر تحث الخطى سريعا حتى لا تحصل المصادفة وتلتقي مع أم حنا. وتطالبني بان أنسى سيرتها فيما لو سألتها لماذا توقفتِ عن زيارتها. وكلما ذكرتها أمامها أسمعها تردد “الحمدلله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين”. كانت أمي دائما ترفع صوتها قليلا في الآية الأخيرة بقصد اسماعي وايصال رسالة لي، وأية رسالة؟
غابت البسمة عن وجه أختي، وتحول مُزاحها الدائم الى جدية مصطنعة، واستبدلت النكات الجميلة بنصائح سمجة وثقيلة لكل من تقابلها وأنا أوّلهن بوصفي أختها التي تراها أغلب الاوقات. أصبحت الموسيقى بالنسبة لها من مزامير الشيطان، والمسلسل اليومي كله اختلاط لا ضرورة تبيحه اطلاقا، والناظر اليه شريك في ارتكاب المنكر. وأصبحت تُسارع الى اخفاء شعرة من شعرها يبدو انها اختنقت من الحجاب واحتاجت بعض الهواء. وان اضطرت لحضور فرح عائلي، فانها تنزوي على نفسها في احدى زوايا المكان، واذا ما ذكرتها احداهن بالأيام الخوالي ورقصها الجميل تمتمت “أستغفر الله أستغفر الله وأتوب اليك من كل ذنب عظيم”، ولا أعلم أين هو الذنب العظيم الذي اقترفته أختي.
ابن عمي أصبح يطل علينا في العيدين فقط، يلقي السلام على الجميع عن بعد، متجهم الوجه، لم يعد يصافحنا باليد، ربما لأنه تذكر الأن أننا من غير المحرمات شرعا له ولم يبقَ في باله تجاهنا إلا هذه الأحاسيس المريضة. وربما لأنه وكما يقول في حالة وضوء دائم، لحيته الكثة قاربت الوصول الى بطنه، يرتدي دشداشة قصيرة و “شبشبا”. يضع كحلا في عيناه، ويتباهى بزجاجة صغيرة من زيت العود والعنبر الأسود عادة ما تكون من النوع المغشوش الذي يبيعه زملاء له على باب المسجد، ويقضي الدقائق التي يجلسها يلوك سواكا بأسنانه ربما حتى المخبر لا يستطيع أن يحصي كمية البكتريا التي يحملها ذاك السواك، ولا يتردد بالقاء نظرات غير بريئة تجاهنا كلما أحس أن لا أحد ينظر اليه.
بقيت صديقتي التي غابت عني بعد أن تنقبت ولم أعد خازنة أسرارها، ورأيي أنا هو آخر ما يعنيها في هذه الدنيا. جاءتني بعد النقاب مرة واحدة لتقدم لي بعض الكتب الوعظية الرخيصة من غرار تلك الكتب المعنونة بتعلم أي لغة في خمسة أيام أو كيف أصبح مليونيرة في خمسة أيام، وكيف أدخل الجنة في خمسة أيام، وكيف أنجو من القبر وعذابه، حيث قدمت لي كتيّب عذاب القبر وثعبانه الأقرع وملكاه اللذان يحضران مع ملفي الشخصي.
عودة الى والدتي التي دائما ما تقول لي ان كل شيء جميل لدي، أخلاقي، روح التعاون، مثابرتي في عملي وكل شيء آخر ما عدا شيء واحد وأصبح “كاملة مكملة” كما تقول، وهو انني يجب أن أذهب معها للمسجد للصلاة هناك وحضور دروس الدين. في كل مرة أثناء حديثها معي بهذا الخصوص تحضرني كل تلك التقلبات التي حصلت لها ولأختي ولابن عمي ولصديقتي، فأجيبها مازحة: “ما أخشاه يا أمي، انه اذا توفر هذا الشيء فاني سأفقد كل تلك الأشياء الجميلة مثار فخرك بي”، تتركني وتبتعد فيما السؤال يظل يلح عليً: تُرى ماذا يعلمونهم وماذا يقولون لهم في المساجد ودروسها الدينية؟
كاتبة فلسطينية
zena1903@hotmail.com
ماذا يعلمونهم في المساجد؟
سوري قرفان
ميزان للأخلاق بسيط دون العوده إلى أديان غير أخلاقيه.
النزاهه والصدق مع الذات شرط أساسي للنجاح باستعمال هذا الميزان.
الميزان الأخلاقي يقول : إن كان مردود عملك أو فعلتك على الأخرين والمجتمع سئ فإن تصرفك غير أخلاقي. أما عكس ذلك فهو جيد وأخلاقي.
بالله عليكم هل من الحكمة أتباع أديان ومذاهب تكون وظيفتها زرع الكراهيه بن بني البشر ذوي معتقدات مختلفه؟
ماذا يعلمونهم في المساجد؟
مجالس أهل الكرم — majaless.com@hotmail.com
تأليف خيالي .. وكأن المسجد والالتزام صورة للتجهم وكره الآخرين
وحقيقة الاسلام مختلفة تماما عن الصورة المشوهة التي تنقلينها لنا ولنا في رسولنا الحبيب عليه الصلاة والسلام افضل قدوة وهو يزور جاره اليهودي المريض
لكن واقعيين في نقلنا للمفاهيم .. وان كان هناك حقد على الاسلام والمساجد فلا ينبغي ان تظهر احقادكم هكذا علانية
ماذا يعلمونهم في المساجد؟ حسين163 — hussain201023@yahoo.com يا سيدتي ألف وأربعمائة عاماً نقوي خلالها سلطة رجال الدين ضد المؤمنين بالحداثة والراغبين في التغيير ؛ والمؤمنين بالعقل وحرية الإبداع ؛ هؤلاء المخدوعين بمظاهر الحضارة ؛ ويهددون قيم المجتمع ؛ وعايزين الناس تركب على بعضهم في الشوارع والحدائق العامة . وبعد أن تقوى شوكة رجال الدين وتهدد الحاكم العربي ؛ يبدأ في تشويه صورتهم ؛ ويوجه الناس ويعبأهم ضد هؤلاء الأصولين الرجعيين المتخلفين . المساجد ورجال الوعظ والإرشاد تابعة تبعية مباشرة لرجال أمن الدولة ؛ ولم تكن أبداً مكان للعبادة ؛ وإنما كانت ومازالت تستخدم المساجد معسكرات للتوجيه والتعبئة ؛ والتدريب المسلح… قراءة المزيد ..
ماذا يعلمونهم في المساجد؟
محمد — fff767@hotmail.com
طيب انت تتحلين بعقل منفتح وتفكير قوي …لماذا لا تذهبين معهم وتسمعين بنفسك ماذا يعلمونهم في المساجد وتحاولي ان تتناقشي معهم اذا كانوا مخطئين ….ام انك تخافين من الحقيقة
ماذا يعلمونهم في المساجد؟يا أستاذة .زينب عذرا,,,,, الصورة في غير محلها,,,, فالصورة لعلماء الأزهر الشريف الذي رأسه العديد من الرجال الأقوياء في المحبة والسلام و هذا ليس من باب المجاملة فسيرة فقيدنا الراحل الشيخ الطنطاوى تفوح بالمحبة و السلام و لن أنسي ما حييت المحبة القوية التي كانت تربط بين والدي و فضيلة الشيخ الباقوري رحمهم الله و فرحت بحق باختيار فضيلة الشيخ و العالم المتواضع الدكتور الطيب لذلك فاعمالا بالتعليم المقدس للسيد المسيح “كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم أفعلوه أنتم أيضا بهم” ها أنا أسبح عكس التيار اليوم انصافا لرجال أفاضل قد تجرح سيرتهم العطرة مثل هذه… قراءة المزيد ..
ماذا يعلمونهم في المساجد؟
/ احمد الربيعي — zin@yahoo.com
يعلمونهم في المساجد كيفيه الحقد على الاخرين والمخالفين ويعلمونهم افضل كيفيه لتكفير وتفخيخ وتفجير المسلمين المخالفين واصحاب الديانات الاخرى..هذا طبعا في المساجد السلفيه
ماذا يعلمونهم في المساجد؟ — abd_el_rhman@yahoo.com يعلمونهم في المساجد أن هناك خالق للكون أرسل رسول اسمه محمد ونقل رسالة مفادها أن البشر جميعهم متساوون أمام الله لا يتميزون إلا بالتقوى والعمل الصالح ، وأنه بعثه الله ليتمم مكارم الأخلاق ، فأنا قد تربيت في المسجد ورغم ذلك فعلاقتى بالمسلمين والمسيحيين ممتازة، وأذكر جيدا عندما كنت في الجيش وكنت خطيبهم هناك ورغم ذلك فلقد كنت محبوبا جدا من جميع زملائي رغم أنهم كانوا لا يصلون بل ويشربون المخدرات أمام عينى ولكنى لم انتقدهم كثيرا إلا في حالات ضيقة بل اتعامل معهم بكل احترام، أنا اتفق مع الكاتبة في أن هناك الكثير… قراءة المزيد ..
ماذا يعلمونهم في المساجد؟
عيسى — zhrd19@hotmail.com
مقال جدا رائع ويستحق القراءه يجلعنا نتوقف قليلا عنده لنتذكر من احببناهم كيف كانوا والى اين وصلوا تحياتي لك اختي الكاتبة والى الامام
ماذا يعلمونهم في المساجد؟
ام حنا تبقى على الرأس من فوق , المشكلة “ام شلومو” الي جاية من بروبدجان (Birobidjan) , ولعلاج صداعها حلين لا ثالث لهما : اما بترجع لبروبدجان , او عشرين جبة اسبرين دفعة واحدة , واؤكد لها انه سيكون آخر صداع ؟!
الظاهر انه العائلة لامستها عصا (الساحرة) في ليلة ما فيها ضوء قمر ؟! .. باستثناء “سندريلا” المعكوسة ؟!
يقول المثل (كل مع اليهودي , ونام عند المسيحي) : تذكر ذلك في القصة التالية ؟!
ماذا يعلمونهم في المساجد؟ pal malater — palmalater10452@hotmail.com Dear Zeina, What they teach is this ; That Christians are infidels ; that they worship idols. That they are polytheists and believe in 3 Gods. That they associate others to God. That the Christian God has a ’girl friend’ called Mary and copulated with her to beget Jesus. That they have falsified their scriptures (how we did that is beyond me) ; That they will all go to hell (so what do u care if we do or we do not). In short : a long sermon of pure hatred .… قراءة المزيد ..