قامت صحيفة “كيهان” المتشدّقة بمبادئ النظام في إيران، والتي تعرف بتأييدها المستميت للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، بنشرموضوع يستهتر باللغة القومية لزعيم المعارضة ميرحسين موسوي، وهي اللغة التركية الأذرية. ولم تكتفِ الصحيفة بالسخرية من اللغة القومية للأتراك الإيرانيين، بل تعاطت مع المرشح الرئاسي ميرحسن موسوي في قالب شخصية مدمنة على المخدرات يحاور زوجته “زهراء رهنورد” ثم يخاطب نفسه باللغة الفارسية باللهجة التركية الأذربيجانية مستخدمة هذه العبارة التي تحمل في طياتها سخرية وإستهزاء بالمرشح التركي الايراني “مير حسين موسوي” وبلغته وثقافته التركية:
صحيفة كيهان: آخه تو رو سننه به اين اينغلاب مخملين؟
وتعني بالعربية: مالك أنت وهذه الثورة المخملية؟
وجاء هذا الأمر الذي تناولته صحيفة “كيهان” الإيرانية المتشددة ليثير غضب الإيرانيين الأتراك الذين يتجاوز عددهم حسب بعض الإحصاءات أكثر من 40 بالمائة من سكان إيران، حيث شجبت مواقع تركية أذرية إيرانية بشدة التهكم على لغتهم القومية. وتناقلت الكثير من المواقع الإيرانية والصحف الناطقة بالفارسية وخاصة الإصلاحية الخبر على صفحاتها الأولى.
ولأنّ إيران تتكون من عدة قوميات رئيسية أخرى مثل الكرد والعرب والبلوش واللور والتركمان والغيلك، ويقطن أغلبية الأتراك الإيرانيين محافظات أذربيجان الشرقية وأذربيجان الغربية وأردبيل وزنجان وأجزاء من طهران وقزوين وهمدان وتبريز، ومعظمهم على المذهب الشيعي الاثنى عشري، فإنّ هذا الامر الذي تعرضت له الشعوب في إيران ليس الاول من نوعه. فطيلة الاعوام الماضية من الحكم الحالي والملكي، تتعرض الشعوب الايرانية الى التمييز الإثني والعرقي والديني وتنتهك حقوقها ببرودة دم من قبل السلطات ومن ينتمي لها. وهذا الامر يشير الى الماضي الطويل والذي يحمل معه التراكمات الكبيرة من سخرية واستهتار واضطهاد وتمييز وإبادة بحق الشعوب في إيران. وكانت إيران قد شهدت في السابق، وتحديداً مناطقها الساخنة والتي تضمّ شعوباً غير فارسية مثل العرب في الاهواز والترك الاذريين في شمال غرب إيران وبلوشستان في جنوب شرق إيران وكردستان في غرب إيران وتركمان الصحراء في شمال شرق إيران، حوادث دامية إثر إنتهاك حقوقهم والسخرية من لغتهم وتراثهم طيلة العقود المنصرمة مما سيؤزم الوضع المتأزم أصلاً في إيران.
وفي حين أنّ دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية يؤكد على المساواة بين كافة المواطنين الإيرانيين بغض النظر عن انتمائاتهم القومية والعرقية، إلا أن نشطاء الحقوق القوميات في إيران يرون ممارسة السلطات لسياسة “التفريس” تجاه العرب والترك والكرد و البلوش والتركمان وغيرهم من الشعوب، وحرمانهم من إستخدام لغاتهم الام، وعدم تفعيل الدستور بحذافيره وخاصة فيما يتعلّق بالمواد 15 و19 و21 والتي تؤكد على ضرورة تعليم اللغات الام للشعوب الايرانية الناطقة بغير الفارسية جنباً الى جنب بالمدارس والجامعات وغيرها. ولم نشهد لحد هذه اللحظة تفعيلاً لقرارات هذا الدستور. وظلت تلك المواد والفقرات المتعلّقة بحقوق الشعوب معطّلة بعد مرور ثلاثة عقود على عمر الجمهورية الاسلامية في إيران. ويتهم الناشطون في مجال حقوق الشعوب الايرانية السلطات بممارسة الاضطهاد القومي والعرقي و”الابادة ” (الجنوسايد) الثقافي والسياسي والاجتماعي بحق الشعوب في إيران.
“كيهان” تسخر من لغة موسوي التركية: مالك أنت وهذه الثورة المخملية؟
المبنى الذي بنيت عليه غير سليم فعلي خامنئي هو أيضاً من القومية التركية الفارسية