خاص بـ”الشفاف”
تقول الصحافة الإيرانية إنه بعد رحيل مؤسس الجمهورية الاسلامية الإيرانية الإمام الخميني عام 1989، أُنيطت إدارة شؤون منزل الخميني أو ما يسمى “بيت الإمام” إلى نجله “أحمد”، الذي عاش بعد والده فترة خمس سنوات و9 أشهر، ولقّب بـ”صاحب ذكرى الإمام”، فيما قال عنه مراقبون بأنه كان حافظ أسرار الإمام.
وبعد وفاة أحمد الخميني استلم ابنه الأكبر “حسن” زمامَ إدارة “البيت” بناءً على وصية والده. وُلِد حسن عام 1973 في مدينة “قم”. وتزوج من ابنة آية الله سيد محمد موسوي بجنوردي، وأسفر هذا الزواج عن أربعة أبناء هم أحمد ونرجس وفرشته وهادي.
كثيرون اعتبروا “حسن الخميني”، الأكثر شبها بجده الإمام الخميني، إضافة إلى كاريزمته التي تشبه كاريزما الإمام. وكان هذا الشاب يُعتبرُ الإمام موسى الصدر مؤسس “حركة أمل” اللبنانية والذي فقد في ليبيا في أواخر سبعينيات القرن الماضي، قدوتَه. وشيئا فشيئاً، تطور “حسن” في دروسه الدينية وأصبح أحد أساتذة الحوزة الدينية في “قم”، وبات يقضي معظم وقته في التدريس والتعليم. وفي عام 2011 أصبح يدرّس مادة “الخارج” الفقهية التي تُعتَبر من حيث المستوى الدراسي الديني مادة متقدمة.
خلال دراسته في الحوزة، تتلمذ “حسن الخميني” على يد فقهاء بارزين أصبح بعضهم مسؤولين كبار في الجمهورية، أمثال فاضل لنكراني وسلطاني طباطبائي ووحيد خراساني وشبيري زنجاني وجوادي آملي وموسوي أردبيلي وعلي محقق داماد. وكان عام 2015 عاما مميزا بالنسبة له، إذ قرر خوض انتخابات مجلس الخبراء، لكنه لم يحصل على الموافقة القانونية اللازمة للمشاركة.
لدى حسن الخميني أخوان اثنان، هما “ياسر” و”علي”. وكان ياسر يرفض الظهور في وسائل الاعلام، لكنه حسب بعض المراقبين “مسيّس” أكثر من أخويه. تزوج ياسر من حوراء ابنة “محمد صدر”، نائب كمال خرازي وزير الخارجية الإيراني في عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي. و”محمد صدر” هو ابن خالة فاطمة طباطبائي، التي هي والدة ياسر الخميني وزُهره الخميني زوجة الرئيس خاتمي. وفاطمة هي شقيقة الإمام موسى الصدر، وهي كذلك شقيقة الإمام محمد باقر الصدر الذي أعدمه نظام صدام حسين في العراق.
يُعتبر “علي” أصغر أبناء أحمد الخميني. وقد درس العلوم الدينية حتى أصبح أحد رجال الدين مثل جده وأبيه وأشقائه. لكن وبخلاف ياسر، له ظهور اجتماعي لافت.
في فترات غياب حسن الخميني، يدير علي شؤون “بيت الإمام”. وهو يطرح نفسه باعتباره منظّرا، ويمكن استنتاج ذلك من خطبه التي يلقيها. وعلي متزوج من ابنة جواد شهرستاني، الذي من جهته متزوج من ابنة زعيم المرجعية الشيعية آية الله علي السيستاني.
كان الإمام الخميني يعشق علي. وقد كتب في الصحيفة السجادية التي أهداها إياه بأنه “يرى في وجهه نور الإمام علي (بن أبي طالب)”.
الحفيد الآخر للإمام الخميني الذي برز نجمه في أوائل سنين الثورة الإسلامية وخفت راهنا وبات يعيش بصورة هادئة، هو حسين، النجل الوحيد لمصطفى الخميني الابن الأكبر للإمام الخميني والذي قُتل بصورة غامضة قبل الثورة الإسلامية. وكان لمصطفى مكانة مميزة عند والده، حتى أنه اعتبره أمله في الحياة وأمل الإسلام. ولحسين الخميني اهتمام شديد بالسياسة، إذ علاقاته بالسياسيين قوية جدا.
وعادة ما يشير الأصوليون المتشددون إلى اسم حسين الخميني، ليس لأنهم يريدون أن يشكّلوا علاقات خاصة معه، إنما لكي يوجّهوا رسالة خاصة إلى حسن الخميني مفادها أن نفوذه لا يمكن أن يتشكّل فقط انطلاقا من اسمه.
وإلى جانب أحفاد مؤسس الجمهورية الإسلامية، هناك حفيدات كان لهن شأن مميز أيضا. كما أن أحفاد الإمام الخميني من طرف بناته زهراء وفريدة وصديقة، كان لهم شأن مماثل أيضا.
وتعتبر زهراء مصطفوي أكثر بنات الإمام الخميني نشاطا وفعالية، وخاصة في الساحة السياسية. فهي تشغل منصب أمين عام جمعية المرأة في الجمهورية الإسلامية. وقد لعبت هذه الجمعية دورا بارزا في فوز الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي بالانتخابات الرئاسية في أواسط التسعينات من القرن الماضي.
وفي آخر انتخابات رئاسية في إيران قبل ثلاث سنوات، احتجت زهراء مصطفوى بشدة على قرار السلطات برفض ترشيح هاشمي رفسنجاني، وكتبت رسالة مفصلة في هذا الخصوص. وهذا ما جعلها وجمعيتها تساندان المرشح المعتدل حسن روحاني (الرئيس الحالي).
أما صديقة مصطفوي، زوجة شهاب الدين إشراقي الذي توفي إثر سكتة قلبية قبل أكثر من ثلاثين عام، فلديها ثلاثة أولاد وأربع بنات. من بناتها تبرز زهراء ونعيمة.
زهراء إشراقي هي زوجة السياسي الإصلاحي البارز محمد رضا خاتمي (شقيق الرئيس محمد خاتمي)، طبيبة وناشطة سياسية وكانت قد شاركت في الخطوط الخلفية لجبهة الحرب بين العراق وإيران. وهي تتحدث عن إشادة الإمام الخميني بزواجها من خاتمي.
برز اسم نعيمة إشراقي بسبب زواجها من ابن إمام صلاة الجمعة في مدينة اصفهان آية الله طاهري الذي كان أحد أبرز رجال الدين المدافعين عن الحركة الإصلاحية.
إلى جانب اسم الإبنتين برز شقيقيهما علي ومرتضى، الناشطان السياسيان. وقد سعى الاثنان لخوض انتخابات مجلس الشورى لكنهما ووجها بالرفض والمنع من قبل مجلس صيانة الدستور.
فرشته إعرابي حفيدة أخرى لمؤسس الجمهورية الإسلامية. وهي الإبنة الوحيدة لفريدة مصطفوي جراء زواجها من محمد حسن إعرابي الذي ينتمي إلى أسرة غير معروفة على الصعيد السياسي والاجتماعي.
في ظل هذا التنوع الفكري والسياسي الموجود في أسرة الإمام الخميني، يمكن الإشارة إلى اسم حسن الخميني باعتباره الأكثر بروزا، إذ لا يزال يعتبر الناطق الرسمي باسم “بيت الإمام”..
*(تمت الاستعانة بالمعلومات الواردة في هذا التقرير من موقع “گویا نیوز” باللغة الفارسية)..