طهران- “الشفاف” – خاص
تشير المعلومات الواردة من ايران الى ان الكثير من القرارات المصيرية التي يتوقف عليها مستقبل المعارضة والنظام الايراني على حد سواء تنتظر الحشود المتقابلة والمرتقبة في ساحات طهران والمدن الايرانية في الحادي عشر من الجاري.
وتقول المعلومات ان النظام الايراني ينتظر الحشود الاصلاحية المرتقبة ليبني على حجمها مقتضيات المواجهة المرتقبة. وتشير الى انه اذا استطاع الاصلاحيون حشد اكثر من ثلاثة ملايين محتج في الشوارع الايرانية، فان النظام سيكون له رد فعل يختلف شكلا ومضمونا عن الحشود التي تقل عن هذا العدد.
وقبل الدخول في السيناريوهات التي تتربص بالمستقبل الايراني بعد الحادي عشر من الجاري لا بد من التوقف عند مراهنة رئيسية للسلطة الايرانية للحد من الاحتشاد الاصلاحي وهي ايام العطل الرسمية الاربعة التي يقع من ضمنها يوم الحادي عشر، بحيث يعمد الكثيرون الى اعداد برامج للاستفادة من هذا الايام والخروج لقضاء اوقات العطل خارج طهران.
اما في مجال السيناريوهات فهي تتراوح بين حدّين، حسب ما افادت المعلومات الواردة حديثا من ايران.
قرارات إعدام إصلاحيين بارزين “جاهزة”
السيناريو الاول، والناجم عن حشود اصلاحية وضيعة او محدودة، سوف يسفر عن احكام بالاعتقال تطال قادة الاصلاحيين بالجملة وابناء رئيس مصلحة تشخيص النظام هاشمي رفسنجاني. كما ستصدر احكام باعدام بعض قيادات الاصلاحيين قد يكون من بينهم محسن امين زاده، مستشار الرئيس الايراني الاسبق محمد خاتمي ونائب وزير الخارجية الايراني الاسبق في عهد خاتمي، والقيادي الاصلاحي سعيد حجاريان وسواهم.
وتضيف المعلومات الى ان مذكرات الاعتقال وقرارات الاعدام جاهزة وتنتظر فقط وضع التواريخ عليها.
اما السيناريو الثاني الذي تحدثت عنه المعلومات فهو ناجم عن قدرة الاصلاحيين على حشد الملايين في الشوارع. عندها سيعمد المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الى اعتماد خيارات دستورية وقانونية لعزل الرئيس الحالي محمود احمدي نجاد عبر إحدى آليتين.
خامنئي يعزل نجاد
الآلية الاولى، عبر مجلس النواب الايراني، حيث يعطي المرشد الضوء الاخضر للمجلس لكي يطرح الثقة بأهلية الرئيس نجاد الشخصية، الامر الذي حال المرشد دون ان ينجزه المجلس النيابي الايراني للمرة الاولى عام 2002. وتشير المعلومات الى ان هناك 57 نائبا اصلاحيا في المجلس الحالي من اخصام الرئيس نجاد وان هناك قرابة 150 نائبا من المحافظين من الذين لا يريدون نجاد على رأس السلطة الاجرائية في ايران، مما يجعل التخلص من نجاد امرا متاحا وفق الدستور، خصوصا ان هناك الكثير من المخالفات الدستورية التي ارتكبها نجاد ليس اقلها اختفاء مليارات الدولارات من خزينة الدولة.
اما الآلية الثانية فهي تقوم على ان يطلب المرشد الاعلى للثورة الاسلامية علي خامنئي من “مجلس تشخيص مصلحة النظام”، الذي يرأسه هاشمي رفسنجاني ويضم معظم القيادات الايرانية الاصلاحية والمحافظة، تزويده بالتوصيات اللازمة للخروج من الازمة الراهنة. عندها يعود للمجلس اعطاء التوصيات للمرشد الاعلى بعزل الرئيس نجاد بموجب المادة 110 من الدستور الايراني مما يشكل مدخلا للحل مع الاصلاحيين على ان ترفق التوصية باجراء انتخابات رئاسية جديدة.
وفي كلا الآليتين، يتم ايجاد المخرج وفق القانون الايراني، مما يحفظ للمرشد الاعلى للجمهورية مكانته بعد ان اخذ موقفا مع احد فرقاء النزاع في مواجهة الآخر واضعاً مكانة المرشد ودوره على المحك.
وفي سياق متصل تخشى القيادات الايرانية اصلاحية ومحافظة ان تكون حركة الشارع الايراني خرجت عن السيطرة، وبالتالي فإن الذين سيتظاهرون في 11 الجاري والذين لم ينفكوا يحتجون على نتائج الانتخابات الرئاسية منذ 12 حزيران يونيو/الماضي وحتى اليوم رغم حملات الاعتقال والقمع المتزايد، هؤلاء قد لا يعترفون بتسويات منتصف الطريق مع السلطة الحالية وربما يقررون مواصلة احتجاجاتهم من اجل الحصول على المزيد من المكتسبات طالما ان النظام قرر التراجع خطوة او خطوتين الى الوراء مما يفتح الباب امام المجهول.
سيناريو الإنقلاب الحَرَسي
عندها تشير المعلومات الى ان الحرس الثوري لن يستمر في وقوفه على الحياد، او متفرجا، على ما يجري، بل سيعمد الى الاطاحة بالجميع سواء كانو محافظين او اصلاحيين وصولا الى المرشد الاعلى، وسيعلن الاحكام العرفية في طول البلاد وعرضها.
وتقول المعلومات الى ان قيادات الحرس الحالية تخشى من اي تغيير دراماتيكي في السلطة الايرانية، لان هذا التغيير سينعكس سلبا على حرس نظرا للفساد الذي بدأ ينخر قياداته العليا، وتاليا فإن هذه القيادات سوف تخسر مواقعها ونفوذها وستتعرض ايضا للمساءلة القانونية مما يعني ان الخسارة مضمونة. وبناءً عليه، فان الحرس الثوري سيعمد الى الامساك بزمام السلطة تحاشيا لوقوعها في يد اي نظام يخلف النظام الحالي.
واذا كان تاريخ 12 حزيران احدث تحولا في ايران، فمن المؤكد في ضوء ما سبق ان ايران بعد الحادي عشر من شباط/فبراير لن تكون نفسها ايران قبله.