المغادر لبيروت باتجاه شتورا أو الى سوريا وعند منطقة المديرج – ظهر البيدر يقرأ على شاخصة عملاقة “الحدود السورية 35 كم”. يا الله كم تافهة تلك المسافة. سوريا على مرمى حجر. دمشق خلف ذلك الجبل. خلف تلك الغيمة، وجوه من نحبهم ليست بعيدة، هناك ضحكنا، هناك سهرنا، هناك اعتصمنا، هناك تسكعنا، هناك، كانت خيباتنا وهناك كانت انتصارتنا الصغيرة.
كذب، لا أصدق، دمشق بعيدة جدا، الشاخصة تلك تخدعنا لا تدلنا أين هي دمشق، هي ساكنة فينا، قريبة حتى لتمتزج مع تنهداتنا وعلى أرصفة تشردنا، قريبة حتى لكأنها ملتصقة بأرواحنا، لكنهم سرقوك منا يا دمشق و… تريدين مني وقف بكاء القلب!! تريدين مني أن أمتهن الفرح!! أن أطرد الحزن، أشيّع الأسى!! كيف؟! ونظراتك تذهب الى اللامنتهى محملة بأوجاع كل القلوب، القلوب التي هاجرت والقلوب التي في زنازينها تقاوم الصدأ، سأمتهن الفرح لكي لا يتوقف القلب عن النبض باسمك.
لستم معنيين بما “اشخبط ” بما أكتب، اشيحوا عنها، مزقوها، هي كلمات متنافرة، لا تنضيد فيها، التناقض يحتلها من ألفها الى يائها، لا أطمح الى دموعكم ولا الى انسانيتكم، أكتب لأطرد الحزن، ليأتيني السلام، لأبدد خرائب روحي، ليعود الأخضر الى عيني، أبحث عن شقيقة روحي ليعود دمي الى نسغه ونسقه، ان لم أفعل ذلك فالقيح سيسد كل المسامات.
• كاتب سوري- بيروت
ahmadtayar90@hotmail.com