“الشفّاف”- خاص
عثرت القوى الامنية اللبنانية ليل الخميس الفائت على إمام مسجد الإمام الرفاعي في بلدة مجدل عنجر الشيخ محمد عبد الفتاح المجذوب، الذي فقد اثره ليل الثلثاء – الاربعاء، حيا في منزل صديقه في بلدة لالا البقاعية، وقد غيرّ هندامه وحلق لحيته.
واشارت معلومات الى ان الشيخ مجذوب كان في منزل كمال حندوس نائب رئيس بلدية لالا لاسباب غير واضحة وكان معهما عدد من الساهرين .
وأصدرت النيابة العامة الاستئنافية في البقاع مذكرتي توقيف في حق الشيخ المجذوب وكمال حندوس، وتمت احالتهما على فرع المعلومات في بيروت للتحقيق معهما.
وذكرت اخبار “المستقبل” ان الشيخ المجذوب اعترف بتخطيطه لعملية اختطافه الوهمية تهربا من مشاكل مالية، مشيرة الى انه تقررت احالته الى النيابة العامة.
وكانت معلومات صحيفة “النهار” استبعدت وجود اي بعد سياسي لفقدان اثره، او حتى عملية خطف. في حين ذكرت صحيفة “السفير” ان فرع المعلومات كان قد وصل الى قناعة بوجود عملية اختفاء وليس قضية اختطاف، بعد معلومات وتحريات وسماع شهود أدلوا بمعلومات اكدوا فيها وجود الشيخ المجذوب في المنزل المذكور.
وكان فقد اثر الشيخ محمد المجذوب منذ ليل الثلثاء – الاربعاء، بعدما كان اتصل من هاتفه الخليوي بوالده العاشرة والدقيقة 55 ليلا مستغيثاً: “ابي، انا…” سمعت بعدها جلبة وصوت احدهم يأمره بإغلاق هاتفه.
وعلى الأثر بدأ البحث عنه، وعثر على سيارته الى جانب طريق معمل السكر في مجدل عنجر على بعد أمتار من مفترق الطريق الدولية، وكان محركها لا يزال يعمل وانوارها مضاءة وكذلك عثر على عمامته ملقاة ارضا.
ووفق شقيقه عمر، فإن الامام مجذوب كان قد توجه الى شتورة لقضاء حاجة ومن ثم اصطحب ابنته ليان البالغة من العمر سنة ونصف سنة وتركها مع والدتها في منزل ذويها في مجدل عنجر قبل ان يتوجه الى منزل للعائلة على طريق معمل السكر حيث خطف.
وفي المعلومات التي أوردتها صحيفة “الحياة” أن “للشيخ المجذوب إشكالات في بلدة كامد اللوز في البقاع الغربي مع مجموعة أصولية متشددة عندما كان إماماً لمسجد البلدة ما أضطره الى مغادرتها والعودة الى مسقطه في مجدل عنجر.
واشارت الى ان هذه الإشكالات ترافقت مع حوادث 7 أيار 2008. كما كانت له مواقف متشددة من قوى المعارضة وإشكالات مستجدة مع مجموعة أصولية متشددة في بلدته أيضاً.
الى هنا لا تحمل رواية الشيخ اي جديد ولكن المعلومات تشير الى ان مجذوب كان في الاصل من جماعة الداعية الطرابلسي السلفي فتحي يكن الذي عرف عنه ارتباطه بحركات الاخوان المسلمين ومن بعدهم بالمخابرات السورية.
وما حصل مع الشيخ مجذوب انه بعد احداث السابع من ايار تحول الى يسار السلفيين وكان يخطب في الجموع التي كانت تتجمهر في البقاع وفي مجدل عنجر محرضا على النظام السوري وحزب الله وحركة امل ـ تحريضا قال عنه عدد من ابناء المنطقة انه كان يصل الى حد المبالغة احيانا.
كان موقوفاً لدى الأمن اللبناني؟
مصادر لبنانية مطلعة زعمت ان الشيخ مجذوب كان يبالغ في مواقفه لتغطية تعامله مع اسرائيل وفي حقيقة الامر هو لم يدبر اختطافه كما انه لم يكن مختطفا بل كان موقوفا لدى الاجهزة الامنية اللبنانية للاشتباه بتعامله مع اسرائيل. ولكن الضجة التي اثارها اختفائه ، نظرا لكونه شيخا وامام مسجد، والتي كادت ان تتحول الى مشروع فتنة، ارغمت القوى الامنية على إعادة تظهير سيناريو عودة الشيخ الضال وظهوره المفاجئ في بلدة لالا .
فشعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي هي التي اوقفت الشيخ المذكور في “لالا” واتهمته بتدبير اختطافه، مع العلم ان جميع السيناريوهات التي رافقت فقدان الشيخ مجذوب لا تؤشر الى عملية اختطاف باستثناء العثور على سيارته وعمامته بقربها. فلا هناك طلب فدية ولا بيان تحمُّل مسؤولية من اي جهة سياسية او دينية كانت اعلنت انها وراء العملية. وحتى ما اشيع عن ان حجم ديونه كبير وانه متورط في اختلاسات مالية لا يؤدي بالضرورة الى اختطافه.
وفي سياق متصل ،ادلى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني بتصريح قال فيه
فوجئنا بنبأ الاختطاف وحيثياته كما فوجئنا بنبأ العثور على الشيخ محمد مجذوب بالصورة التي تشير الى انه لم يكن هناك عملية خطف وانما عملية تضليلية ننتظر التحقيق الرسمي لاثباتها وللكشف عن ملابساتها.
فاذا كان ما حدث تمثيلية لاغراض خاصة فان القضاء اللبناني هو صاحب كلمة الفصل في تقرير ذلك.
موقف قباني رفع الغطاء والحصانة الدينية عن الشيخ مجذوب الذي يقبع في سجن لبناني في انتظار محاكمته.
الشيخ مجذوب لم يخطف نفسه: هل هو موقوف بتهمة التعامل مع اسرائيل؟
هو موقوف بسبب وشايات من خصومه.
الشيخ مجذوب لم يخطف نفسه: هل هو موقوف بتهمة التعامل مع اسرائيل؟
بانتظار جلاء الحقيقة
يقول الله تعالى في محكم التـنزيل “والفـتـنة أشد من الـقـتل”