في الوقت الذي يشهد فيه عصرنا تنامي ثورة المعلومات ، التي تنقل البشرية جمعاء إلى مجتمعات المعرفة وآفاق الديمقراطية تأسيسا ً على اقتصاديات ما بعد الصناعة ، وما يترتب على هذا كله من تحرير العقول وانفتاحها على أوسع الفضاءات العلمية والثقافية والاجتماعية ؛ في هذا الوقت بالذات نرى – والدموع في مآقينا – مجتمعنا المصري وقد أشرف على العصف بمنجزاته العقلية التي تحققت بشق الأنفس ، وبالتضحيات الجسيمة طيلة قرنين من الزمان .. إلى درجة أن صارت تقوم من داخله اليوم قوى ماضوية ظلامية ، وضعت على رأس أجندتها إرهاب المثقفين والتحريض ضدهم وإيذاؤهم بكل السبل ، بما يذكـّر بمآسي محاكم التفتيش ” القروسطية ” ، تلك التي كانت تنبش في ضمائر الناس بغية إلصاق تهمة الكفر والإلحاد بهم ، بغية تعذيبهم وإعدامهم بدم بارد وقلب مستريح ! وها نحن أولاء اليوم نواجه بابتعاث وتوطين ذلك الُمناخ المسموم في بلادنا ، إذ راحت تنقذف علينا حجارة من سجيل الإرهاب الفكري المقيت ،والتعصب الديني الأعمى ، والانقسام المذهبي الجاهل ، والتحوصل الطائفي المرعب .
تحت غيوم هذا المناخ الفظ تمكنت بعض القوى – باحترافية ليست جديدة عليها – من ” جرجرة ” الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي ومعه نخبة من المبدعين ( جمال الغيطاني وعزت القمحاوي وغيرهما ) وأصحاب الأقلام الجادة ( أسامة سرايا وإبراهيم سعدة ومحمد شعير وغيرهم ) لساحة القضاء بتهمة ” الكتابة ” ضدا ً على أحد رموز التعصب والجمود الفكري ، فكان أن صدر حكم بتغريم الشاعر حجازي بمبلغ 20000 جنيه ، والحجز على أثاث منزله استيفاء لدفع الغرامة ! وحين تصدى شيخ النقاد العرب الدكتور جابر عصفور ( في سياق مشروعه النقدي التنويري ) للدفاع عن الشاعر حجازي ، سيق بدوره إلى القضاء ، ليصدر حكم بتغريمه مبلغ 50000 جنيه ، حيث جاء الحكم الجديد في إطار المنظومة القانونية الحالية ، التي تتيح لكل معاد للثقافة ، مبغض للحداثة والإبداع أن يستخدم القضاء لحسم منازعات فكرية ، مكانها الطبيعي هو الساحة الثقافية ، وسلاحها المشروع هو الحوار المتحضر ، الذي يفترض أن الصواب ليس حكراً على أحد ، وأن الحكمة نتاج للرأي والرأي الآخر بعد اختبار وتمحيص وإعادة نظر .
لقد أحسن مجلس إدارة اتحاد الكتاب – برئاسة الكاتب الكبير محمد سلماوي – حين بادر برفع مذكرة للنائب العام ، يحض فيها سيادته أن يستعمل سلطته القانونية لإيقاف تنفيذ الحكم ضد جابر عصفور ، والموقعون على هذا البيان ( ومعظمهم أعضاء بالاتحاد ) يباركون هذه الخطوة ، ويزيدون عليها دعوتهم لسائر الجمعيات الثقافية ، ومنظمات المجتمع المدني أن تثري هذه المبادرة بمذكرات مماثلة ، ذلك أن في الذود عن جابر عصفور وحجازي وغيرهما من ضحايا الإرهاب الفكري ، زودا ً ودفاعا ً عن الذات نفسها ، وعن الثقافة الوطنية ، وعن مصر الغد .
الموقعون :
1- مهدي بندق شاعر ورئيس تحرير مجلة تحديات ثقافية
2- أ.د. أبو الحسن سلام أستاذ المسرح – جامعة الإسكندرية
3- أ.د. محمد زكريا عناني أستاذ اللغة العربية – جامعة الإسكندرية
4- أحمد فضل شبلول شاعر ورئيس تحرير مجلة فاروس
5- كمال غبريال كاتب مصري
6- صبري أبو علم شاعر
7- د. مأمون البسيوني روائي وكاتب صحفي
8- د. هاني أبو الحسن مدرس مسرح بجامعة الإسكندرية
9- د. أشرف منصور مدرس الفلسفة بجامعة الإسكندرية
10- فتحي سيد فرج كاتب وباحث سوسيولوجي
11 – د. محمود رشدي أستاذ نظم المعلومات وخبير إدارة الأزمات
12- د. جلال شمس الدين باحث فيلولوجي
13- محمد عبد الوارث كاتب قصة
14- مصطفي نصر روائي
15- أحمد حميدة روائي
16- مفرح كريم شاعر ومترجم
17- فوزية شبل ممثلة بالفرقة القومية المسرحية بالإسكندرية
18- كريمة حماد ممثلة مسرح
19- محمد عمرو مهدي مهندس استشاري
20- طارق مهدي مهندس وخبير تكنولوجيا الطباعة
21- رفيعة أحمد كاتبة قصة
22- ميرفت محسب شاعرة
البدري وأمثاله
البدري وأمثاله، نتيجة وليسوا سببا. هم أدوات لازمة للحكم والإستقرار. الإستقرار الذي أصابنا بالتيبس والتعفن. هم أداة للحكم مثل الحزب الوطني والأمن المركزي والشرطة وأجهزة المخابرات والصحافة الحكومية والمادة 76 وغيرها من الأدوات.
يجب إطفاء الشموع القليلة الباقية، التي تجاهد لإنارة ليالينا الحالكة، حتي يطبق الظلام الكامل على ربوع الوادي. الخفافيش ومصاصي الدماء، لا تنشط إلا في الخلاء والخفاء.
يجب تجريف الأرض من كل فكر ورأي، يجب تجفيف منابع الثقافة وطرد المفكرين وملاحقتهم، حتي يزداد الحكم إستقرارا على استقرار، ويزداد الإيمان إنتشارا على انتشار. وحتي يلتحي كل الرجال، وتتنقب كل النساء. وتحكم أرض الكنانة من الأراضي الوهابية.
جابر عصفور وعبد المعطي حجازي
إن سطوة قوى الظلام على الثقافة والمثقفين المصريين ممثلين بالرمزين واستجابة القضاءلحيثيات الدعوة منذ البداية يعني دق المسمار الأول في نعش دور مصر التنويري في العالم العربي وإذا ما تأخر النائب العام في التدخل ووقف تنفيذ الحكم ستتغول قوى الظلام وعندهالايسعنا إلا أن نقول على مصر السلام
حبيب حنا
التضامن مع جابر عصفور تضامن مع مصر الغد
نتضامن مع الناقد والرمز الثقافي الكبير الاستاذ الدكتور جابر عصفور . ضد مساعي خفافيش الظلام وعناكب الجهل والتجهيل
بيان من مثقفي الإسكندرية: التضامن مع جابر عصفور تضامن مع مصر الغد
معكم ضد التخلف والإقصاء