في الذكرى الثامنة لجريمة “11 سبتمبر 2001″، فإن السؤال حول علاقة أجهزة إستخبارات باكستان بـ”القاعدة” وزعيمها أسامة بن لادن، وبدماغ عملية نيويورك وواشنطن “خالد شيخ محمد”، يظل بدون إجابة. مثلما يظل غير مقنع أن ينجح أسامة بن لادن وأيمن الظواهري في الإختفاء طوال 8 سنوات بدون مساعدة دولة أو دول، خصوصاً باكستان ثم.. إيران. في المقابلة التي أجراها مراسل “الشفاف”، أمير مير، مع صديق “أسامة”، ضابط الإستخبارات الباكستانية السابق “خالد خواجة”، تأريخ للعلاقات بين رئيس الحكومة الأسبق “نوّاز شريف” وأسامة بن لادن، وخصوصاً لقاء الرجلين في المدينة المنوّرة، الذي يزعم “خالد خواجة” أنه كان بداية علاقة “نواز شريف” مع العائلة الحاكمة في السعودية.. بترتيب من “أسامة” نفسه!
“الشفّاف”
*
في محاولة يائسة للحؤول دون انتخاب آصف علي زرداري رئيساً لباكستان، فقد وصل رئيس الحكومة الأسبق، “نواز شريف”، إلى حد عقد إتفاق مع حزب “رابطة باكستان الإسلامية” (جناح “قائد أعظم”) المؤيّد لبرفيز مشرّف من أجل تقديم مرشّح رئاسي مشترك. ولكن الخطة لم تدخل حيّز التنفيذ رغم عقد عدة إجتماعات بين قيادات حزبي مشرّف ونواز شريف بسبب عدم قدرة “نوّاز شريف” على اتخاذ موقف حاسم. وذلك حسب أقوال “خالد خواجه”، وهو ضابط سابق في جهاز الإستخبارات المشترك (“أي إس أي”) كان مقرّباً جدّاً من أسامة بن لادن، ويزعم أنه كان جزءاً من مخطّط “الحؤول دون وصول زرداري إلى الرئاسة بأي ثمن”.
وكان “خالد خواجه” قائداً لسرب طائرات في سلاح الجو الباكستاني قبل تقاعده، وهو حالياً يدير منظمة غير حكومية بإسم “الدفاع عن حقوق الإنسان”. وقد زعم في مقابلة صحفية قبل أيام أن “نوّاز شريف” التقى مع أسامة بن لادن عدة مرات قبل هجمات 11 سبتمبر 2001 وأنه هو، أي “خالد خواجه”، الذي رتّب الإجتماعات المذكورة بطلب من رئيس الحكومة الأسبق الذي كان يرغب في إبعاد “بنازير بوتو” عن السلطة بواسطة دعم مالي من أسامة بن لادن. ويّذكر أن “خالد خواجه” كان قد وجّه خطاباً إلى الرئيس الأسبق الجنرال “ضياء الحق”، الذي حكم باكستان من 1977 إلى 1988، وصفه فيه بأنه “منافق”. وبسبب الخطاب، فقد أقيل “خالد خواجة” من جهاز الإستخبارات المشترك وأُرغِمَ على التقاعد من سلاح الطيران الباكستاني، فسافر على الفور إلى أفغانستان في العام 1987 وقاتل ضد قوات الإحتلال السوفياتية إلى جانب أسامة بن لادن، الأمر الذي أدى إلى نشوء صلة صداقة عميقة وثقة عميقة بين الرجلين.
وفي مقابلة حصرية، قابل “خواجة” أن “نوّاز شريف” خوّله، عشية إنتخابات 2008 الرئاسية (أثناء لقاء جمعهما في “بنجاب هاوس” في إسلام آباد) بأن يجري محادثات مع رئيس حزب “رابطة باكستان الإسلامية” (جناح “قائد أعظم”) المؤيد لمشرّف، “تشودري شجاعات حسين”، وإبن عمه “تشودري بيرفيز إليه، وأن يدرس معهما إمكانية تقديم مرشّح رئاسي مشترك بغية إلحاق الهزيمة بآصف زرداري. ويضيف “خواجة” أنه أجرى محادثات مطوّلة مع “شجاعات حسين”: “ومع أن شجاعات حسين كان راغباً في توحيد “الرابطتين الإسلاميتين”، فإن ما اقترحه عملياً كان سحب مرشّح نواز شريف، وهو القاضي المتقاعد “سعيد الزمان صديقي” لصالح مرشح حزب مشرّف، “سيد مشاهد حسين”. وكان رأي “شجاعات حسين” أن “مشاهد” هو من الأعضاء القدامى في “رابطة باكستان الإسلامية” (قبل انشقاقها)، عدا أنه كان مساعداً سابقاً لـ”نوّاز شريف” نفسه، وأن ذلك سيمهد الطريق لتوحيد الرابطتين. كما أضاف أن “ميان صاحب” (أي “نواز شريف”) لن يجد صعوبة في مساندة عضو في “الرابطة الإسلامية” لانتخابات الرئاسة بدلاً من قاضٍ سابق “خصوصاً إذا كان مخلصاً في فكرة إعادة توحيد الرابطة الإسلامية”.
ويضيف “خواجة” أنه، أثناء اتصالاته لترتيب لقاءاته مع “شجاعات حسين”، كان “نواز شريف” قد كلّف قياديين من حزبه، بينهم “سيد غوث علي شاه”، وظافر إقبال جاغرا”، و”إسحق دار” بإجراء “محادثات توحيد” للرابطتين مع “شجاعات حسين”. وقال: “لكن الإجتماعات مع شجاعات حسين لم تفشل فحسب، بل وكانت سيئة للغاية وتركت لديه إنطباعاً رديئاً جداً. وكان رأي “شجاعات حسين” أن زعماء حزب نواز شريف متصلبون وغير مخلصين في نية توحيد الرابطتين. كما أنهم كانوا على ثقة في غير محلها بأن “مولانا فضل الرحمن” و”ألطاف حسين”، اللذين كانا قد أعلنا دعمهما لآصف زرداري، سوف يتخلّون عنه. وبالنتيجة، فقد عقدت إجتماعاً آخر مع “نواز شريف” وطلبت منه الموافقة على عقد إجتماع ثانٍ بيني و”شجاعات حسين”. وأثناء هذا اللقاء الثاني، أعرب “شجاعات” مجدّداً عن استعداده للتحالف مع “شريف”. ولكنه ظل يلح على أن صيغة الإندماج ينبغي أن تكون محترمة ومشرفّة لأنهم لم يكونوا مستعدين للتحالف مع “شريف” بأي ثمن. وفي النهاية، خوّلني”شجاعات” ومعي “إعجاز الحق” (هو إبن الديكتاتور السابق “ضياء الحق”) باتخاذ أي قرار نعتبره مناسباً من أجل تمهيد الطريق لتوحيد الرابطتين. والواقع أن “شجاعات” وافق على سحب مرشّح حزبه للرئاسة، شرط أن يقوم “نوّاز شريف” بزيارته في بيته لتقديم عرض دمج الرابطتين. وقد سافرت على الفور إلى “بنجاب هاوس” من أجل وضع اللمسات الأخيرة على إتفاق الدمج مع “نواز شريف”. ولكنه تصرّف بطريقة غريبة وقال لي أنه كان على وشك السفر إلى “لاهور”. وحينما ألححت على أن الوقت كان مناسباً لاتخاذ قرار حول قضية دمج الرابطتين، فقد وصل الموضوع إلى علم ناشطي حزبه بطريقة ما فبدأوا يصيحون مردّدين “ميان صاحب لن يذهب، ميان صاحب لن يذهب”. وهكذا تبخّرت محاولة دمج الرابطتين”.
“أسامة” هو الذي رتّب علاقة “نوّاز شريف” مع العائلة الحاكمة في السعودية
وردّاً على سؤال حول مزاعم حزب “رابطة باكستان الإسلامية” (جناح نواز شريف) بأن أقوال “خواجة” حول وجود علاقة بين رئيس الحكومة الأسبق وأسامة بن لادن ليست سوى جزء من مؤامرة كبرى لاغتيال سمعة نواز شريف، قال “خواجة” أنه يشعر بالأسى لأن “رابطة باكستان الإسلامية” تقوم بحملة لتشويه سمعته وتصفه بأن كاذب. وأضاف: “إنني أنذر ميان نوّاز شريف بأن عليه أن يقدّم إعتذاراً غير مشروط لأنه أمر بشن حملة لتشويه سمعتي رغم معرفته الأكيدة بأن كل ما ذكرته حوله وحول أسامة بن لادن كان الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة. وإلا، فسيكون من حقّي أن أتقدّم بشكوى إلى القضاء ضده بتهمة تشويه سمعتي والسعي لضرب مصداقيتي. إن عدداً آخر من السياسيين الباكستانيين، مثل “قاضي حسين أحمد”، و”مولانا سميع الحق”، و”حافظ حسين أحمد”، و”حميد غول”، اجتمعوا بدورهم مع أسامة بن لادن، ولكنهم لم ينكروا إجتماعاتهم مع أسامة مثلما فعل نواز شريف. وقال: “حتى لو رفض حزب نواز شريف الإعتراف بحصول إتصال بين أسامة ونوّاز، فإن ذلك لن يغيّر شيئاً في الوقائع التي شهدها عدد من الناسب بينهم “خيّام قيصر” (رئيس أركان مكتب نواز شريف) وأنا شخصياً”.
وأضاف: “لقد التقى ميان صاحب (أي نواز شريف) بأسامة في 5 مناسبات على الأقل وكان يسعى بكل جهده للحصول على دعم مالي للإطاحة بحكومة بنازير بوتو. وقد وفّر له أسامة بن لادن بعض المبالغ، التي نقلتها بنفسي إلى نوّاز شريف، الذي كان في ذلك الوقت رئيس حكومة إقليم البنجاب. وأصرّ نواز شريف على أن أرتّب له إجتماعاً مباشراً مع “الشيخ”، فرتّبت الإجتماع في السعودية. وكان الإجتماع الأكثر تاريخية في فندق “غرين بالاس” بالمدينة المنوّرة وضمّني أنا مع نواز شريف وأسامة بن لادن. وفي ذلك الإجتماع، طلب أسامة من نواز شريف أن يكرّس نفسه للجهاد في كشمير. فرد نواز على الفور” “أنا أحبّ الجهاد”. فابتسم أسامة، ثم قام من كرسيه واقترب من العامود المجاور وقال: “نعم، ربما تحبّ الجهاد، ولكن حبّك للجهاد يعادل هذا القدر”. ثم أشار إلى قسم صغير من العامود. وأردف: “أما حبّك لأولادك فهو بهذا القدر”، مشيراً إلى قسم أكبر من العامود. وأضاف: “أما حبّك لأهلك فهو بهذا القدر”، مشيراً إلى القسم الأكبر من العامود. ثم قال: “أنا أوافق على أنك تحب الجهاد، ولكن هذا الحب هو النسبة الأصغر بين اهتماماتك الأخرى في الحياة”. لكن كلام أسامة كان فوق مستوى فهم نوار شريف الذي ظل يسألني “Manya key nai manya?” ، أي “هل هو موافق أم لا”! وكان نوّاز يسعى للحصول على هبة بقيمة 500 مليون روبية. ومع أن أسامة أعطاه مبلغاً أصغر، فالأمر الأساسي هو أن أسامة أمّن لنوّاز شريف إجتماعاً مع العائلة الحاكمة في السعودية أسفر عن توفير دعم سياسي كبير له. وقد ظل ذلك الدعم قائماً إلى أن أطاح به الجنرال مشرّف. ورغم هذه الذكريات التي لن تُمحى من ذاكرتي، فإنني أطالع تصريحات النفي في الصحف التي تزعم أن نوّاز لم يلتقِ يوماً بأسامة، فأقول لنفسي: “كيف يمكن لهؤلاء الناس أن ينسوا من رعوهم وساعدوهم؟”.
لقد طلبت من الناطق بلسان حزب نوّاز شريف أن يعلّق على أقوال “خالد خواجة”، فرد بأن ما كشف عنه حول جهود نواز شريف قبل إنتخابات الرئاسة في العام 2008، وكذلك مزاعمه حول لقاءات نواز شريف مع أسامة بن لادن، ليست سوى كومة من الأكاذيب. وأضاف: “هل خالد خواجه في مستوى أن يكلّفه شخص تولّى رئاسة الحكومة مرتين ببذل جهود لتوحيد الرابطة الإسلامية؟ وحتى لو كان يملك مثل هذا المستوى، فإن الإندماج مع حزب مشرف لم يكن مطروحاً على الإطلاق بحكم موقف شريف المبدئي الذي يعرفه كل إنسان في الشارع- فهو لم يكن مستعداً للتحالف مع ديكتاتور مثل مشرّف. وبناءً عليه، فأي مخطط من هذا النوع من جانب نواز شريف لم يكن وارداً على الإطلاق”.
amir.mir1969@gmail.com
في المدينة المنوّرة قال أسامة لنوّاز شريف ‘أنت تحب أهلك أكثر من الجهاد’ ولكنه أمّن له دعم العائلة الحاكمة Inglourious Bastards شكل انفصال بنغلادش نقطة انعطاف في تاريخ باكستان (فما زال الخطاب الباكستاني يسمي بنغلادس : شرق باكستان) , والعام الماضي اشار الجنرال يوسف احمد في مؤتمر دولي الى الوضع السياسي الحالي في افغانستان (بالسياسة التي تلت حكومة طالبان) انفصال بنغلادش انتج حالة معقدة في ولايات السند وبلوشستان والمنطقة الحدودية (الشريط الجبلي الوعر المحاذي لافغانستان والذي يضم وزيرستان) فهذه المناطق فيها حكم شبه ذاتي ونزعات انفصالية من جهة , ومن جهة اخرى تمييز وظيفي (فقد تم احضار كفاءآت المركز الحكومية… قراءة المزيد ..