كيف يختفي موظف في مطار بيروت منذ 6 أشهر ولا يعرف أحد في الدولة اللبنانية شيئاً عنه؟ وإذا كانت الدولة اللبنانية لا تعرف، فمن يعرف؟
لا يكفي اللبنانيين أن يسمعوا إشاعات وتأويلات، ولا يكفي أن يسمعوا تلميحات بأنه جوزيف صادر كان يعمل لإسرائيل. إذا كان ذلك صحيحاً فلماذا لا يقدّم جوزيف صادر للمحاكمة؟
متى تتحمّل الدولة اللبنانية مسؤوليتها؟
*
وطنية – 27/7/2009 عقد راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد مؤتمرا صحافيا لمناسبة مرور ستة اشهر على اختفاء المهندس جوزيف صادر، في منزل عائلة صادر في بلدة مغدوشة، في حضور زوجة صادر وأفراد عائلته. كما حضر النائب ميشال موسى ورئيسا بلديتي مغدوشة غازي ايوب ودرب السيم مارون جحا.
استهل المطران حداد المؤتمر الصحافي بالقول: “لقد مضى ستة أشهر على غياب جوزيف صادر، طال الغياب وكثرت التساؤلات والتحليلات وبل التأويلات وما من أحد يستطيع أن يدلنا أين هو جوزيف. هل إنه على قيد الحياة، هل هو متهم بجرم أو جناية، هل إنه مع الأحزاب أم مع الأجهزة الرسمية؟ وأسئلة أخرى تراود عائلته لا سيما أباه وأمه وزوجته وأولاده. قلنا ربما بعد الإنتخابات النيابية سيحررون جوزيف ومرت الإنتخابات وما زال مأسورا. قال رأي ربما إتهم بالعمالة فقلنا لماذا لم يسلم للدولة كسائر المتهمين ويطبق عليه القانون وكلنا تحت القانون. وها قد أقفل ملف التعامل ولم يتحرر جوزيف. ورب قائل أنه مع فريق لا دخل له لا بالأحزاب ولا بالدولة، فأين دور الدولة في هذا الخيار، هل ما زالت في لبنان مجموعات متفردة بقراراتها وبرقعتها الأمنية والجغرافية لا تسيطر عليها الدولة أو الأحزاب المعروفة بوطنيتها وتنظيمها؟ لا أعتقد أن هناك جيوبا من هذا النوع وعلى الدولة أن تفيدنا إذا ما كانت موجودة أم لا. لقد طال غياب جوزيف وما زلنا نسأل عنه يمينا ويسارا دولة وأحزابا وما من مجيب. هل من نوايا خفية حول إختفائه وتحديدا هل خطف جوزف ليكون رهينة عن غيره؟ وما هو المطلوب فدية مالية أم موقف سياسي أم ماذا؟ لم نعد نحسن التحليل من كثرة التأويل، فكل مرجعية ترمي الكرة عند الطرف المنافس والحالة هي هي جوزف ما زال محجوزا”.
اضاف: “إن اختطاف جوزف صادر هو قضية لبنانية بإمتياز. فكل لبنان معني بهذه الحادثة ولا يمكن لأحد إذا إعتبر نفسه لبنانيا أن يتملص من مسؤولية إحتجاز هذا المواطن لا بل أي مواطن آخر. امه تسأل عنه بعدد اللحظات وقد آلت صحتها إلى تدهور أدخلها المستشفى مرارا، ووالده الرجل الصامد الحكيم قال إنه يصفح عن خاطفي إبنه إذا ما تم الإفراج عنه. وزوجته وأولاده وإخوته يصلون إلى الله ليبقى جوزف بعيدا عن كل أذية وخطر. ونحن كلنا نصلي إلى الله ليلهم الخاطفين التصرف بحكمة القانون والإلهام الضميري والحس الوطني والتعالي عن المصالح الشخصية بألا يعرضوا جوزف للأذى ويعطون العدالة أن تحقق مجراها في هذه القضية التي أصبحت مريرة”.
وتابع: “نناشد كل فاعليات لبنان والجميع دون إستثناء رسميين أن يساهموا بالإفراج عن جوزف صادر. ونتفهم أن الأمر معقد ولكن ثقتنا كبيرة بأن في الوطن مرجعيات تفكك العقد الكبرى وتتعالى فوق المصالح الخاصة وتحول الضعف إلى قوة لأنها قوية، فتساهم معنا في الكشف عن مكان وجود أخينا جوزف وكيفية تحريره أو تدبير مصيره وإخراجه سالما من الأسر ونحن لكم من الشاكرين. ولك يا أخي جوزف نقول بلإسم الجميع كل من يحبك إن كفك نظيف ولا خوف على إنسان مثلك أن يتلوث بإية تهمة كان. فنحن بانتظارك في مغدوشة ودرب السيم والمنطقة، بل كل اللبنانيين ينتظرونك ان تخرج إلى الهواء الطلق محررا لتعود وتعيش بكرامتك كما كنت الآن وكل أيام حياتك”.
وردا على سؤال قال المطران حداد: “اي تصعيد في ظل اللغط الموجود اليوم قد يجرح شعورالخاطفين ربما، من يعرف من هم الخاطفون وكيف هم، ربما اذا صعدنا تصيب أو لا تصيب، فإذا اصبت ربما هناك خطر على جوزيف. نحن لا نريد أن نؤذي الخاطفين، بل نحن نرجو الخاطفين ان يفرجوا عن جوزيف ونحن نتعامل معهم كأخوة وشركاء في هذا الوطن وكناس تحت القانون لانه اذا كان هناك أي تهمة على جوزيف، التصعيد لا ينفع بل تسليمه الى الدولة هذا الذي ينفع. وانا اتصور ان اللغة الأخوية مع الأشخاص الذين اختطفوا جوزيف هي الأنفع. وما زال كل طرف يرمي الموضوع على الطرف الآخر ليرفع المسؤولية عنه هو، و”الطاسة ضايعة”. هناك بعض المحبين قالوا ان جوزيف ما زال حيا وكلفونا بمهمة ابلاغ أهله، وهم جهة غير رسمية. ومؤخرا أكدوا لنا أنه ما زال وربما سلم للدولة، والدولة تقول والمراجع تقول انه ليس مع الدولة. نحن نسأل اين هي الحقيقة، الحقيقة هذه الجهات لديها نوع من النفوذ المعنوي في البلد، هم رجال دين يعني وكوني انا رجل دين مثلهم طمأنوني عنه باسم الدين وبعدما رأوا والدته على التلفزيون فتحركت عاطفتهم”.
وأكدت زوجة صادر ثقتها بزوجها “ونزاهته وأن الحقيقة ستظهر أنه بريء من كل الشائعات التي أطلقت حول اسباب اختطافه”. وقالت: “انا متكلة على الله وواثقة أن الله لن يتركنا كما لن يتركنا الذين يحبوننا ومن يقفون الى جانبنا، نحن واثقون من براءة جوزيف والله كبير ويرى كل شيء وقادر على كل ظالم، وكل ظالم له نهاية ولا بد تظهر الحقيقة يوما ما. ونحن واثقون من مواطنية جوزيف وكل هذه الشائعات التي أطلقت عليه كلها غير صحيحة”.