القدس (رويترز) – ندد البابا بنديكت السادس عشر بالمحرقة يوم الجمعة وتعهد للاسرائيليين بأن الابادة الوحشية التي تعرض لها اليهود على يد النظام النازي “الملحد” لن تنسى أو تنكر على الاطلاق.
وبدا ان لغته بددت فزع اليهود بشأن تصريحات سابقة عن مقتل ستة ملايين يهودي بيد الالمان والتي بدت للاسرائيليين فاترة تفتقر للحماس.
ورحب بكلمات البابا افنر شاليف رئيس النصب التذكاري للمحرقة الذي قال انها “تعزز رسالة البابا الى العالم بشأن أهمية تذكر أحداث المحرقة” والذي وصف الزيارة بأنها “حدث ايجابي للغاية ومهم”.
كما وجه البابا البالغ من العمر 82 عاما في ختام زيارته للاراضي المقدسة والتي وصفها بأنها تركت “انطباعات قوية” عن الامل والحزن نداء من أجل السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين حتى يمكن لكليهما العيش داخل دولته كجارين موضع ثقة فيما يتعلق بالامن.
وقال عن الجدار العازل المرتفع الذي أقامته اسرائيل بين القدس وبيت لحم وهي البلدة التي يعتقد المسيحيون انها مكان ميلاد السيد المسيح “من اكثر المشاهد المحزنة لي خلال زيارتي لهذه الاراضي الجدار”.
وقال البابا لدى مغادرته المطار “عندما مررت بجواره صليت من اجل مستقبل يمكن لشعوب الاراضي المقدسة ان يعيشوا معا في سلام وانسجام دون الحاجة الى مثل هذه الادوات التي تتعلق بالامن والفصل.”
وكانت زيارته منتظرة بأمل في الشرق الاوسط حيث تعثرت جهود السلام. وفي يناير كانون الثاني كانت موضع شك مثل العلاقات مع اسرائيل التي تدهورت بشأن قرار البابا اعادة اسقف الى الكنيسة الكاثوليكية بعدما نفى حجم المحرقة وهو موضوع بين عدد من القضايا التي أغضبت اليهود.
وقال اسرائيليون كانوا يأملون في ان يقدم البابا اعتذارا هذا الاسبوع ان البابا فوت فرصة وعبروا عن استيائهم من الكلمة التي القاها عند النصب التذكاري للمحرقة ياد فاشيم.
وجاء تنديده بمن ينكر المحرقة تلقائيا فيما يبدو لكثيرين توقعوا تعاطفا أكبر من رجل كان مجندا دون العشرين من عمره في الجيش الالماني اثناء الحرب العالمية الثانية.
لكن في الكلمة التي القاها اليوم الجمعة استخدم البابا لغة أكثر قوة ووصف اجتماعه مع الناجين من المحرقة بأنه “واحد من أهم اللحظات المهيبة” خلال الزيارة.
وقال البابا “في ياد فاشيم .. أعادت هذه اللقاءات المؤثرة بقوة ذكريات زيارتي منذ ثلاثة أعوام لمعسكر الموت في اوشفيتز حيث أبيد العديد من اليهود بوحشية في ظل نظام ملحد روج لايديولوجية معاداة السامية والكراهية. هذا الفصل المرعب من التاريخ يجب ألا ينسى أو ينكر أبدا.”
وقال ان معادة السامية والكراهية من جانب النازيين كتبت “فصلا مروعا يجب الا ينسى أو ينفى.”
وقبل مغادرة الاراضي المقدسة الى روما نقل البابا مرة اخرى رسالته السياسية الى بلاده داعيا الى السلام الذي سينهي الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية ويعطي للفلسطينيين وطنا لهم.
وأكد على هدفه مرات عديدة اثناء الجولة التي استمرت خمسة ايام وهو يدرك ان الحكومة الجديدة في اسرائيل امتنعت حتى الان عن اقرار “حل الدولتين” الذي يدعو اليه الغرب.
وقال “أود أن أسجل انني جئت الى هذا البلد كصديق للاسرائيليين مثلما انا صديق للشعب الفلسطيني.” واضاف “لا يوجد صديق … لا يشعر بالحزن نتيجة للتوتر المستمر بين الشعبين.”
وجاء النداء بعد مرور 61 عاما على قيام اسرائيل وهو اليوم الذي يعرف باسم النكبة بين الفلسطينيين الذين فر نصفهم أو اجبروا على مغادرة ديارهم في عام 1948 .
وقال البابا وهو يحث الجانبين “لا مزيد من اراقة الدماء. لا مزيد من القتال. لا مزيد من الارهاب. لا مزيد من الحرب.”
وقال البابا ان حق اسرائيل في الوجود في امان يجب الاعتراف به عالميا ويجب ان يتم الاعتراف بأن “الشعب الفلسطيني له الحق في وطن قومي مستقل ذات سيادة يعيش فيه بكرامة وان يتمتع بحرية التنقل.”
وقال الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس للبابا ان زيارته “قدمت اسهاما مهما للعلاقات الجديدة” بين الفاتيكان واسرائيل وان كلماته “حملت ثقلا كبيرا”.
وحمل البابا بنديكت رسالة أمل للبشرية كلها حين قال للمصلين في كنيسة القيامة بالقدس ان “الحب أقوى من الموت” في ختام زيارته للاراضي المقدسة.
وقال البابا بعد ان صلى عند موقع المغطس وهو الموقع الذي يعتقد المسيحيون ان السيد المسيح عمد فيه “القبر الخاوي يحدثنا عن الامل.. الامل الذي لا يخيب.. لانه هبة روح الحياة