وطنية – 26/4/2009 قال عميد الكتلة الوطنية كارلوس اده في تصريح اليوم: “أنصح كل مؤيدي الجنرال ميشال عون ومناصريه لمصلحتهم الشخصية ولمستقبل أولادهم أن يقرأوا كتاب الرجل الثاني في “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم بعنوان “حزب الله” والصادر العام ألفين وإثنين 2002 وفي طبعته الجديدة العام ألفين وثمانية 2008. ويتضمن هذا الكتاب أجوبة عديدة على السياسة الايرانية وسياسة “حزب الله” السابقة والحالية، والمعتمدة في لبنان وفي المنطقة، وذلك يؤشر بوضوح الى أهدافهما والى الطريق التي يقوداننا في إتجاهها”.
وتابع: “سأقدم بعض المقاطع المقتبسة من الكتاب كنموذج عن هذه السياسة الخطيرة. في الصفحة 25 يؤكد الشيخ نعيم قاسم إلتزام “حزب الله” بثلاثة أهداف أبرزها “القيادة الشرعية لولي الفقيه كخليفة للنبي والائمة وهو الذي يرسم الخطوط العريضة للعمل في الامة وأمره ونهيه نافذان”. وفي الصفحة 74 يضيف قاسم بما يتعلق بصلاحيات ولي الفقيه أنه “من الواضح حجم الصلاحيات المنوطة بالولي الفقيه …وإتخاذ القرارات السياسية الكبرى التي ترتبط بمصالح الامة وهو الذي يملك صلاحية قرار الحرب أو السلم…”إذن من الواضح ومن خلال قراءة هذا النص وعلى عكس ما يعتقده الكثيرون منا وعلى عكس ما كنت أعتقده في الماضي شخصيا فإن “حزب الله” ليس حزبا لبنانيا أولا، ولكنه أداة في يد ولي الفقيه، ينفذ سياسة ايران الخارجية والتوسعية والدفاعية.أي “قرار الحرب والسلم” و”القرارات السياسية الكبرى” ليست منوطة بقيادة “حزب الله” كما يؤكد الشيخ قاسم بل تنفذ في لبنان بعد تلقي الاوامر من ولي الفقيه. وهذا يفسر لماذا في شهر حزيران العام ألفين وستة2006، وبعدما وعد السيد حسن نصر الله اللبنانيين بصيف هادىء، فوجئنا بخطف جنود إسرائيليين ما أدى الى وقوع حرب شاملة على لبنان. وذلك يعني أن القيادة المحلية ل”حزب الله” ليس لديها الصلاحية في اتخاذ قرار البدء بالعمليات العسكرية”.
وقال: “إضافة الى أن الحزب كان يعد بأبقاء نشاطاته ضمن الاراضي اللبنانية الا أننا فوجئنا مجددا بنشاط لخلية له في مصر، الدولة العربية الصديقة خلافا لقوانينها وانتهاكا لسيادتها. وهذا ينسحب أيضا على علاقة الحزب بتحرير فلسطين كما يكتب الشيخ قاسم في الصفحة 335 إذ عبر حزب الله عن ايمانه بتحرير كل فلسطين، واتخذ المواقف السياسية والعملية والتعبوية التي توصل الى هذا الهدف، فيكون بهذا قد التقى مع الانتفاضة الفلسطينية في إطار الوحدة العملية، وبالتالي يتحول “حزب الله” الى أداة لهذه السياسة ما يفسر عمليا الاسلحة والصواريخ في الجنوب ، والعمليات في غزة”.
اضاف: “هذا الموقف الاستراتيجي إتخذ في ايران وليس مرتبطا بلبنان لان ودائما قرار الحرب والسلم والقرارت السياسية الكبرى والحاسمة هي من صلاحية ولي الفقيه. من الواضح أنه لن يسمح المسؤولون المصريون في أن تمر هذه الاحداث من دون إنعكاسات وكذلك لن تلتزم اسرائيل الصمت لانه أصبح من الواضح أيضا أن ولاية الفقيه تقود لبنان وجميع اللبنانيين عاجلا أم آجلا الى نزاعات مع المحيط العربي والى حروب مع تل أبيب. وما يدعو الى الغضب أنه لدى سؤال الجنرال عون حول الازمة القائمة بين مصر و”حزب الله” أجاب بما معناه أنه لا يتدخل في علاقات الحزب الخاصة… كما وفي تصريح آخر يقول عون ردا على حديث لي انه لا يخجل بالدفاع عن “حزب الله”…ونحن قد قرأنا مشروع “حزب الله” بالتفصيل ونعرف أنه لا يخجل اذن بالدفاع عن مشروع تحويل لبنان الى جمهورية اسلامية،الى قاعدة عسكرية لولاية الفقيه، لتحرير فلسطين بالسلاح والقيام بعمليات غير شرعية في بلاد عربية صديقة. ويا لهذه الاجوبة اللامسؤولة وغير المباشرة والمستخفة بعقول الناس بشأن يعني بالطبع كل اللبنانيين في أمنهم وإقتصادهم وأملاكهم ومصيرهم، وهو الذي يدعي أنه رجل ذو فكر استراتيجي كبير، وهو يمنح تفويضا كاملا للسياسة التوسعية لولاية الفقيه ويحول نفسه والمسيحيين معه الى أدوات لهذه السياسة”.
اضاف: “سيندهش الكثير من اللبنانيين لدى معرفتهم أن دخول “حزب الله” الى الحياة السياسية اللبنانية ولاسيما البرلمانية، أتت بتوجيهات مباشرة من ولي الفقيه، وذلك في كتاب الشيخ قاسم صفحة 277 لدى شرحه كيف كان الحزب مترددا بالدخول الى النظام السياسي اللبناني لأنه نظام غير اسلامي،الا أن ولي الفقيه سمح للحزب بالدخول الى المجلس النيابي، معتبرا أن ذلك “لا يحمل عنوان المبايعة لهذا النظام” وانما سيكون في مثابة إحدى وسائل التغيير. ولكن ما هو التغيير الذي يقصدونه ويتطلعون اليه؟؟ التغيير هو اقامة الدولة الاسلامية، فبحسب الصفحة 40 يقول قاسم إن كل ملتزم اسلامي هو ملتزم بإقامة الدولة الاسلامية، أما على المستوى العملي فهذا الامر يتطلب الارضية التي تتقبل إنشاء هذه الدولة والارضية هي هذا الشعب. إذن كيف سيصار عمليا الى إقامة هذه الدولة بناء على الاختيار الحر للناس ورغبتهم بذلك، عمليا إرادة الشعب تترجم بإنتخابات أو استفتاء، ولكن كيف يضمن الحزب نتائج هذه الانتخابات أو هذه الاستفتاءات؟ بالعدد الديموغرافي والخطاب السياسي والمال ووسائل الاعلام والسلاح للابتزاز والضغوط وترهيب الناس ودفعهم الى الهجرة من خلال الضغط على لقمة عيشهم كما جرى عبر الاعتصام في الوسط التجاري الذي أدى الى إفلاس الكثيرين من المواطنين والشركات. ومع مرور الوقت سيصاب الناس بخيبة أمل تدفعهم الى الهجرة فيختل التوازن الديموغرافي بين المسيحيين والمسلمين، خصوصا إذا أخذنا في الاعتبار احتمال اندلاع حروب جديدة مع اسرائيل. وفي حال فوز “حزب الله” وحلفائه في الانتخابات النيابية وحصولهم على الاكثرية سيلغي حزب الله، وكما صرح، كل مفاعيل ما قامت به قوى الرابع عشر من آذار وسيشكل حكومة ويتسلم الوزارات الاساسية ومن بينها تلك المتعلقة بالامن والدفاع ويحكم السيطرة على هذه المواقع الهامة.عندما يستولي بقبضة من حديد على الجيش والامن من جهة وهوالذي يملك سلاحا ميليشيويا، من سيجرؤ على التصدي لسياسته على المدى الطويل؟
وختم اده: “سيطالب الحزب بالمثالثة وبالمزيد من النفوذ على حساب المسيحيين كما يحصل الان، ويمكننا الفهم أن الجنرال عون قبل بذلك لأنه في المقابل يحصل على دعم سياسي لتحقيق حلمه وطموحاته الشخصية وعلى مساعدات تتجاوز حدود ما كان يحلم به. ولكن ماذا عن الذين يدعمونه من المسيحيين ؟ وهل أحقاد الماضي مهما كانت مؤلمة وغير عادلة تبرر تضحيتهم بمستقبلهم ومصير أولادهم؟ وماذا سيحصل بعد فترة لدى تعاظم قدرة “حزب الله” وإعتراف دول أخرى به، دور وحاجة “حزب الله” الى الجنرال عون سينتهيان، فماذا إذن عن مصير ورقة التفاهم؟ ولاي حاجة ستستعمل بعد ذلك؟