لغط كثير ومطالبات متعددة بكل همة ونشاط لإلغاء معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل بينما الممارسة اليومية ونشاطهم اليومي لكل هؤلاء لا تتفق ومطالبهم. علو الصوت وكثرة الإلحاح والاحتقان الظاهر يعطي انطباعا بان هناك خطأ واضح وجلي فيما جري بسبب تلك المعاهدة الموصوفة بالشؤم في اقلها وبالخيانة في أكثرها.
يثيرون الحجج والشواهد من الأحداث ومما جري منذ توقيع المعاهدة وكأنها حيثيات إدانة لها وأن كل ما جري سببه إياها وكأن سلبيات الحاضر هي نفسها بنود الاتفاق. فالسادات لم يوقع وثيقة هزيمة مثلما وقعت إلىابان الوثيقة من فوق ظهر مدمرة أمريكية لم تطولها الغارة إلىابانية علي قاعدة بيرل هاربر البحرية. وقع القادة إلىابانيين وثيقة الهزيمة والتسليم وهم وقوف فلم يسمح لهم الأمريكان بالجلوس مثلما جلس السادات أو ياسر عرفات في فضاءات وحدائق البيت الأبيض. ودعونا من شكل بروتوكول التوقيع ومظهر أدائها فليست هي أيضا من أسباب ما جري لليابان بعدها رغم الخراب الشامل والتلوث بكل القاذورات النووية لمدنها.
نفس الثلاثين عاما التي مرت منذ التوقيع مرت أيضا علي كوريا والصين وإلىابان ومإلىزيا وتايوان وهونج كونج وكثير من دول العالم الغير عربي أو غير إسلامي. ومع ذلك يولول القوميين والإسلاميين بأقوال هي أساسا أمنيات فيقولون “لم يأت السلام ولم يهبط الرخاء من السماء!! بعد ثلاثين عاماً لم تتحقق الديمقراطية و لم يرفع قانون الطوارئ!!”. لم يدرك الإسلاميون والقوميون أن أمنياتهم لم تتحقق أو أن دعاءهم لم يعد مستجابا، فإما أن يراجعوا وضوءهم وطهارتهم وإما يغيرون ألهتهم.
إنهم يعلمون تمام العلم بان الرخاء لا يهبط من السماء إنما يصنع علي الأرض. فهل ساهموا في صنعه؟! كان الاعتراض علي التحول إلى حالة السلم وإلى الليبرإلىة برنامجا لمثقفي مصر؟! شغلوا انفسهم بتجميل زمن الهزيمة والخداع القومي فاصبح فضاء الوطن مباحا للفساد. وشغل النظام نفسه بتبرير تمرير كل ما ليس له علاقة بالسلام او التنمية. ربما لانه مازال يرفع العروبة كراية مهلهلة علي صاري مكسور.
هم جميعا يعلمون ان الديموقراطية ممارسة وليست صراخاً وجعجعة ومع ذلك فاصواتهم لا تقل علوا عن نبرة صوت العرب قبل الخامس من يونيو 1967.
حظي موقف السادات عندما اعلن مبادرته بزيارة القدس انتهاءا بتوقيع كامب ديفيد بقبول شعبي في مصر مشوب بريبة واضحة وشك. ونجح جهازه الإعلامي القوي، الموروث من سلفه الراحل بكل عتوه، في إقناع الرأي العام بأن تحقيق الرخاء في مصر والخروج من الأزمة الاقتصادية مرهون بالوصول إلى سلام مع إسرائيل. تماما مثلما اقنعت الناصرية نفس الجماهير ان الرخاء قادم بعد التخلص من اسرائيل. رخاء كل نظام ارتهن بموقفه من الدولة العبرية وليس بما يفعله هو علي الارض التي هي عليها مسيطرون. اكاذيب وديماجوجية الاعلام لكلا النظامين غير وارده عندهم. إنها سذاجة ان يعتقد مثقفي القومية والعروبة ان عروبة مصر وسياستها وكل ما طرحته الناصرية سببها القناعة العقلية للجماهير بخطابهم الثقافي والايديلوجي، والا فكيف يشرحوا تحولهم بكل سهولة إلى معارضة دون انتخابات حرة او استفتاءات نزيهة؟؟
ففي العمل السياسي لم يغادر ايا منهم حزبه، سلطة ومعارضة، وموقع قيادته له ربما لانهم عقم فلم ينجبوا اجيالا جديدة لتولي المهام. ولم نشهد تحولا فكريا في نظرياتهم أو تعديلا ولو طفيفا في مساحات الخطأ عندهم فهل المعارضة اكثر تمسكا بالخطأ وبالسلطة باكثر مما تتمسك به السلطة التي يعارضونها والتي تقترب من سلطة خالق الكون؟ تسعدهم وتشرح صدورهم سلبيات المعاهدة في تقييد سيادة مصر علي سيناء بنطاقات أمنية وتحديد للقوات، لكنهم لم يقولوا انها مشروطه بتقييد مماثل بنسبة الحجم الجغرافي للدولتين. لكنهم سيفزعون إذا ما عرفوا ان السياده المنقوصة هي ثمن للتهور العروبي والقومي والجري عميانا وراء قاده كذابين يدعون ما لا يقدروا علي تنفيذه ويعدون بما لا يملكون تحقيقه. أما اكثر الادعاءات سخرية ففي الاتهام بان المعاهدة تمنع مصر من التزاماتها العربية طبقا لعضويتها بالجامعة العربية، ويإلىتهم يتاملوا مشهدهم العربي وحال جامعة دولهم العربية منذ انشائها وحتي إلىوم وخاصة بعد ظهور قاده، ادعوا دون ان يمنحهم احد، القاب مثل ” قائد أممي، عميد الحكام العرب، ملك ملوك أفريقيا وامام المسلمين”. فماذا يمكن لمصر ان تفعله وهناك قادة قومين كمنوا في خنادقهم بهذه المواصفات وخرجوا ليعلنوها في زمن انقلب العالم راسا علي عقب واصبح هناك رئيس لامريكا من اصل افريقي وفي اسرائيل حكام مثل نتنياهو وليبرمان؟
أما المشهد الفلسطينيي بعد اكثر من نصف قرن فاكثر تعاسة ليس بسبب المعاهده انما بسبب اداء اصحابها. لكنهم لم يقولوا ان عبد الناصر – القومي العروبي مثلهم تماما – عندما تولي القضية اضاع بتهوره وعدم كفاءته ما كان متبقيا منها من ارض الضفة وغزة بعد ان كان القطاع في حوزته. قبل ان يندفع الزعيم بغرائزه القومية وبتاييد من مثقفي العروبة كانت هناك تصريحات بانه لا يملك خطة لتحرير فلسطين، لكنهم يريدون الزعيم مرة اخري ربما لان هناك اراض، خافية علينا، هم في استغناء عنها لصالح اسرائيل. فالقضية الفلسطينية تحت اداء اصحابها ومعهم عرب الممانعة والصمود والتصدي تحولت إلى محاولة لم شمل فصائل وجماعات متهمة بالارهاب تحت ادارة ضابط مخابرات مصري، اي ان الدور المصري بعد ان اعطي العيش لخبازه – حسب المثل المصري – عاد للملمة شمل الفلسطينين بعد ان تولوا امرهم بانفسهم. فاين اهليتهم ومعهم باقي العرب وحرصهم علي قضاياهم؟!
هم يعلمون ان قانون الطوارئ في مصر له اسباب اهمها الارهاب، وهو صناعة عربية/اسلامية بدءا من اغتيال الرؤساء إلى اغتيال المثقفين واغتيال المواطنين باعمال قذرة تفجيرا للسيارات او زرع العبوات انتهاءا بالاغتيال الفكري والثقافي والمعنوي لاصحاب الراي وفي آخرها التكفير الديني والتي تركت للمشايخ باعتبارهم ارهاب احتياطي و خط دفاع اخير ضد العقلانية والحريات. ومع ذلك فهم يؤيدون كل العمليات الارهابية ويخلطونها بالمقاومة تمويها لها ويروجون للارهاب باعتبار اي فعل لجماعة او عصابة هو عمل مقاوم طالما ذكرت اسرائيل في سياق الخبر حتي ولو استثني الارهاب مناطقها الجغرافية ضمن الفعل. يبكون علي قتل الفلسطينيين ولا يقولون باسباب قتل الفلسطيني للفلسطيني او أن اغتيال المثقفين والسياسيين من بني جلدتهم ممكنا.
فتلقائية حدوث الافضل لان هناك اتفاقية سلام هي اعفاء للذات من فعل ما ينبغي عمله داخليا بدءا من السلطة إلى رجل الشارع. ويتحاجون بان العرب مازالوا يعتبرون ان اسرائيل هي العدو، بينما العرب مختلفون في موقفهم منها. وهو اختزال للعرب بل واعتبار ان الجميع عربا لهم راي واحد هو رايهم هم. فالدولة السعودية علي سبيل المثال لا الحصر تعتبر ان عدوها الاول هو عمل المثقفين وليست الصهيونية او اسرائيل. فالديموقراطية والعلمانية والليبرإلىة والمذهب الشيعي هم ألد اعداءها.
يسخر المثقفون من قول السادات بان حربه مع اسرائيل هي آخر الحروب لكن المنطقة لم تشهد حربا بالمعني الاستراتيجي كحرب اكتوبر منذ 1973 مؤكده بصحة قول السادات. فهل شنت دول المنطقة حربا ليثبتوا خطأ السادات؟ ام انهم في انتظار تورط مصر في حروب جديدة ليضيفوا صوتا جديدا وربما كارثة جديدة إلى كوارث المنطقة.
يبكون بان السلام لم يحل لان مصر خرجت من دائرة الصراع بعد توقيع الاتفاقية. متناسيين ان كل نظام عربي ممن هم به معجبون حريص علي السلام حتي ولو ظلت اراضيه محتلة وعقل شعبه مغيب والتنمية في حدها الادني وحقوق الانسان وكرامته مفقودة.
يتناسون ان كل معركة او غارة تمت منذ الاتفاقية لم يقم بها نظام عربي بل بالعكس قامت بها اسرائيل ردا علي اعمال عشوائية غير مجدية او ارهابية كخطف الطائرات التي برع فيها العرب فقط. كان علي النظام المفترض صموده ان يقوم بالحرب من اجل الحقوق المشروعة، فكان الشجب او الصمت مثلما حدث منذ ضرب المفاعل العراقي حيث نظام البعث المشغول بقتل الفرس في حرب في اتجاه الشرق رغم ان ميكروفونات نظامه كانت تتجه غربا سبا وشتما. في النصف الاخر لنظام البعث كانت الغارات والمناوشات تجري علي ارضه بينما هو مشغول باخضاع شقيقة الاصغر لبنان في بيت الطاعة القومي.
آخر مناوشات المنطقة جرت في غزة لاكثر من ثلاث اسابيع وكانت بشاعتها تفوق مشاهد الحروب الكبري، ورغم ذلك لم يتدارك احد ويقول لحماس التي تولت امر القطاع علي طريقة قطاع الطرق بانه ان لم تكن لديكم قدرة علي ردع اسرائيل او وقف جيشها فلا تذهبوا انتم إلىها وتقدموا الاطفال والنساء قرابين لبقائكم في السلطة باعتباركم مقاومين. فغياب العقلاء واصحاب الحكمة فيما يسمي الامة العربية ادي لان تدعي حماس الانتصار. فلا انتصار عسكري حققته حماس لنحتفل به تماما مثلما لم تحققه مصر باستسلام العدو بدون شرط او قيد في حرب اكتوبر. لكن ما العمل وما يقولوه بانهم امة عربية هي اساسها امة بلا ذاكرة، فمثلما تهور قائدها وزعيمها في يونيو 67 تهور الجميع بعد غيابه كصلاه جماعة وراء امامهم القومي الراحل. فكان تخريب جنوب لبنان وغزة ومن قبلها حصار بيروت واحتلالها ويخرجون منها رافعين شعار النصر. وصف السادات سياسته القادمة بانها “علي طريق جمال” هكذا استهل السادات فترات حكمه فطبقوا جميعا سياسة عبد الناصر عميانا بعد وفاته بطريقة تلاوة الذكر الحكيم وقام هو بفعل مخالف حيث حارب بجدية واستعداد وتوقف عندما لم يجد فائدة من الحرب وسالم عندما وجد السلام مجديا، فقتلوه لانهم علي درب جمال سائرون.
في احدي لقاءات نجيب محفوظ ، رحمة الله عليه، اعرب احد رواده من المثقفين وكتاب الرواية عن مدي الامتهان الذي حل بنا بعد كامب ديفيد، وقارن بقوله كنا في عام 1967 اكثر كرامة وعزة للنفس. فالعزة عند فصائل المثقفين القوميين لها اساس وجذر عميق في الثقافة العربية عامة والاسلامية خاصة. فان يكون الفرد علي جهل بوضعه ومسلما أمر ذاته لولي أمره وان يفاجا بما لا يتفق واحلام يقظته هي عزة وكرامة. فهذا اثبات لحقيقة ايمانه. اما إذا غير ايمانه وطالب بالمشاركة قبل ان تسحبه السلطة إلى سيناء ليشهد ماساته بنفسه فهذا علم بالغيب لا سبيل إلى كشفه عبر المشاركة الديموقراطية. انه تناقض المثقف المطالب بالديموقراطية والشفافية في كل لحظة وبين ايمانه بالبطل المخلص ومدي قدراته الخارقة علي فعل الاعاجيب والاحتفاظ بالمواطن في كنف الجهل والعماء. النصر عندهم اما في مسرحيات التنحي والعوده الميمونة في اقلها واما في الضبط والاحضار من حفرة العنكبوت او بقرار من محضر المحكمة الجنائية الدولية في اقصاها. لكن ان تقف وتوقع علي هزيمتك وتعترف بعجزك ومن ثم تراجع نفسك وثقافتك وتاريخك فتلك هي الهزيمة بعينها التي تحاشي ذكرها المثقف القومي وبطله القومي وفكره القومي وسلموها إلى الاسلامي بكل الوانه بدون مثقفين وبدون فكر انما عبر بطل واحد مازال ينتظر في كهفه في تورا بورا وإنا معه لمنتظرون.
الاعتراف بالهزيمة او بالحق ليست من فضائل العرب. قالها انتوني كوين في دور عمر المختار، نموت او ننتصر. فماذا لو انهزم، وماذا هو فاعل؟ واين الثالث المرفوع والحقيقة الوحيده التي يهرب منها العرب؟ ام انه الكبر والتكبر والحرص علي الخطا حتي ولو كره الكافرون وكل منه له عقل.
ويبقي دور المثقف في مجال السياسة مكبلا بكل ما تردده فترات الهزائم المدوية وكل ما يحمله الماضي من مخلفات فكرية وايديولوجية. لم يتقدم احدهم ويكتب “بروسترويكا” شرقية او “جلاسنوست” عربي مثلما جري عند السوفييت لكنهم يريدون ليس فقط استعاده زمن السوفييت انما استعاده السوفييت بشحمهم ولحمهم بدولتهم وقمعهم حتي ولو كرهت شعوب الكتلة الشرقية باكملها هذا الامر. الابداع عندهم مشلول الا في سبر اغوار الشخصية العربية او الريفية او شيزوفرانيا ابناء المدن. فقراءة التاريخ لديهم مرهونة باحداث الماضي وتوزيع القوة بين اقطابه. فالقومي مغرم بفترة الاستقطاب الحاد بين الاشتراكية والراسمإلىة بين كتلة وارسو وحلف الاطلنطي مغفلين ان الجميع كان مشغولا بهذا الصراع الكبير دون ان يلتفت قاده ايا من الكتلتين علي ما يجري في خرائب العالم العربي المتخلف قولا وفعلا. والاسلامي مغرم بالحفر في التاريخ استلهاما لمراحل لم يكن بها سوي الناقة والدواب. تحلم قوي الاسلام السياسي بماضي من نوع آخر كالخلافة العثمانية، في ادناها او خلافة يكون رجلها الاول من قريش في اقصاها، دون البوح اننا لو بحثنا عن قريش لما وجدنا لها اثرا عدا كلمة واحدة فيما هو له من حافظ. فقريش ومعها العرب اختفوا من التاريخ منذ ان ذبحهم الخلفاء العباسيين او عندما قضي علي بقاياهم صلاح الدين الايوبي السني.
أستخرجت امريكا العرب (عرب النفط) من حفريات التاريخ تزامنا مع استخراج وقود الحفريات. فتحرق الاخير لتوليد الطاقة بينما حفريات التاريخ تحاول الخروج إلى فضاءات العالم الحديث متجملين بكل انجازات الحضارة. فبعد سقوط الاتحاد السوفييتي اهتم العرب بجلب الراقصات ومن يصلحون للفن الرخيص ومآرب اخري، علي طريقة البحث الدائم في فضلات الموائد. وبعد الاستهلاك يدعوهم إلى الفضيلة واعلان الشهاده والاحتفال باسلمتهم. اما اسرائيل فكانت حريصة علي جلب العلماء السوفييت في كل المجالات. فالسقوط العربي عميق لان المستقبل ليس شانا عربيا عملا بالمقولة التي يؤمنون بها والقائلة ” لا يصلح حال الامة الا بما صلح به اولها” لكن المأساه لا تكمن في مثل هذه الافكار انما في عدم قول القوميين ومعهم الاسلاميين متي كانت هناك امة عربية واحده او حتي امة اسلامية واحده؟ فكما روجوا للجن والعفاريت باعتبارها حقائق علينا التعامل معها روجوا لامم لم تكن موجوده ويروجون حإلىا لالغاء ما هو حقيقي لتثبيت ما لا يقدرون علي اثباته او تحقيقة وهو الحرب بجدية والانتصار ولو لمرة واحده يتيمة. فالانطلاق من الوهم لدي العقل العربي لا ياتي الا باوهام كثيرة وتبقي الحقيقة هي ابعد ما يمكنهم الوصول إلىه.
Elbadryk@access.com.eg
* القاهرة
إلغاء معاهدة السلام
أتفق مع الصديق الكاتب البدري فيما عرضه ، وأساسه إصرار العرب على نفي ما أسماه بـ ” الثالث المرفوع ” أي التعامل بمنطق أرسطو – الذي تجاوزته الفسلفة الحديثة إلي فضاء الديالكتيك الرحب – وخلاصته : إما أن تكون منتصرا ً وإما لا تكون !
وبما أن العرب لم يجربوا حالة النصر ” الحقيقي ”
فهم بمنطقهم المتخلف غير موجودين .فكيف ينتظر من كائن غير موجود ( باعترافه هو نفسه) أم ينتصر . هكذا تعيشون الدور والتسلسل المنطقي يا أتباع أرسطو .