كتب – سامح سامي
تنظر محكمة جنوب القاهرة بباب الخلق جنح مستأنف الخليفة اليوم الاثنين الموافق 16 فى الاستئناف المقدم من الدكتور سعد الدين ابراهيم على الحكم بسجنه سنتين وذلك فى القضية التى رفعها أبو النجا المحرزى ضمن الحملة التى شنتها عدة صحف مصرية والعديد من المحامين مؤخراً على مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، وعلى رئيس مجلس أمنائه، د. سعد الدين إبراهيم، وتعدى الامر الى طلب رفع الجنسية وفرض الحراسة على المركز. وقد تركّز هذا الهجوم على موضوعين رئيسيين. أولهما ما أشيع عن قرار الكونجرس الأمريكي بإقتطاع 200 مليون دولار، من المنحة السنوية التي تتلقاها الحكومة المصرية، وتخصصيها لدعم مركز أبن خلدون و لم تذكر أي من الصحف التي تناولته، تاريخ أو رقم أو نص القرار الذي اتخذه الكونجرس الأمريكي بالنسبة للمساعدات المخصصة لمصر، أو لمركز ابن خلدون. وإذا كان ذلك كذلك، فكيف بدأت الإشاعة المذكورة ولماذا هذا التوظيف الاستعدائي البشع للاشاعة ضد شخص بعينه، وكأن القصد هو إستحلال دمه على مذبح الوطنية أو أكل عيش الشعب المصري؟ و أغلب الظن هو أن الذين بدأوا هذه الحملة الاستعدائية لا يهمهم الحقائق ولا، المعلومات، حيث لم يسأل أي منهم أي مسئول أمريكي. ولكن كان همهم الأول التعبئة والشحن والبحث عن كبش فداء لتوجيه الاحباط الوطني والغضب القومي ضد أمريكا نحوه .
وثانيهما الذي انطوت عليه الحملة ضد مركز ابن خلدون، واستهداف د.سعد الدين ابراهيم، هو بسبب ما نقل عنه في محاضرات أو تصريحات حول اقتراح ربط المساعدات الخارجية بالتحول الديمقراطي في البلدان اللاديمقراطية في المنطقة، وأن ذلك جزء من الأجندة الأمريكية. وحقيقة الأمر أن دعوته للديمقراطية وحقوق الإنسان يصل عمرها إلى أكثر من 35 سنة، وتحديداً منذ منتصف الستينيات وخاصة بعد هزيمة 1967. وتصوره منذ ذلك الحين أن سبب الهزائم العربية هو الاستبداد وغياب المجتمع المفتوح، والمشاركة الشعبية الحقيقية في السلطة، والشفافية، والمحاسبة، وحكم القانون.
وذكر بيان أرسل نسخة منه للشفاف: إن الدكتور سعد وغيره من المصريين يتطلعون إلى اليوم الذي تستغنى فيه مصر، حكومة ومجتمعاً، تماماً عن المساعدات الخارجية وأن يكون كل إصلاح لشأن مصر هو بإرادة مصرية داخلية خالصة. فهذا اليوم حين يأتي ستكون فيه مصر قد استعادت استقلالها وكرامتها كاملتين غير منقوصتين. ولن يأتي هذا اليوم إلا في مصر الديمقراطية .
واننا إذ نعبر عن قلقنا تجاه تزايد الحملة الاعلامية المحمومة ضد د. سعد الدين فى الاعلام الرسمى المصرى والتى نستنكرها ، فإننا نتطلع إلى نزاهة القضاء المصري لرفع هذا الغبن باتهامات ملفقة لكونها تنعكس سلبا على سمعة مصر فى المحيط الدولى” .