مصر.. هي مصر.. بكل هذه الأسماء ومحمولاتها.. لا يمكن لأحد.. محباً كان أو مبغضاً، أبيض أو أسود.. عربياً أو تركياً أو هندياً أو إيرانياً أو أميركياً أو أوروبياً. مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً أو بوذياً أو هندوسياً.. سنياً أو شيعياً أو إباضياً، أن يجردها من أي من هذه الأسماء.. سواء كانت قوية أو ضعيفة، جميلة أو أقل جمالاً، فقيرة أو غنية، مصيبة أو مخطئة، قلقة أو مستقرة، لأنها أم العرب.. والعربي الاصيل لا يتبرأ من أمه لأنه أصبح أقوى منها أو أغنى.. وما من قوة عربية أو غنى عربي لا يمر بمصر، لا ينعكس عافية على مصر، فإنه أقرب الى الضعف والفقر.. من دون مصر تبقى النعم ناقصة ومنغصة..
مصر.. كنانة الله.. بوابة آسيا على أفريقيا معبر الإسلام بمحمولاته الحضارية الفنية..
لا يمكن لأي مسلم أن يتصور نهوضاً من دونها أو على حسابها، ولا يمكن لعاقل أن يؤمن أو يصدق، أن كياناً عربياً أو إسلامياً مهماً تكن إمكانياته أو أحلامه أو طموحاته، قادر على أن يلغي دورها أو أن يحل محلها.
وإن لم يكن هذا الدور وذلك المحل موصولاً بدور مصر هادفاً الى النهوض بها ومعها، فإنه دور وهمي ومحل غير مستقر.. هو اللادور واللامحل.
هذا الموقع لمصر منة من الله لا يغيره أي إنسان، وهو ليس من إنجاز أحد، لا من إنجاز جمال عبد الناصر ولا إنجاز المعز لدين الله الفاطمي، وليس هذا منا إنكاراً لفضل أحد.. بل هو وضع للفضل في مكانه وسياقه، وحتى لا تدعونا المبالغة القائمة على إنكار مصر ودورها الطبيعي، الى ظلم القيادات والمحطات التي أضافت الى موقع مصر ودورها ولكن من الخزان والمخزون المصري ذاته.. لم يكن أحد بدعاً في تاريخ مصر وعمارة مجدها…
فكفى إلغاءً واختزالاً ظالماً لمصر ولجمال عبد الناصر في جمال عبد الناصر الذي لم يكن له مجد لو لم يكن ممجداً لمصر ممجداً فيها وبها.
أما عن مصر وفلسطين فدلونا على عدد الفلسطينيين الذين قتلوا بسلاح مصري؟ دلونا على شاهد من تدخل مصر السلبي في شأن الشعب الفلسطيني والثورة الفلسطينية، وكم عدد الأطراف العربية والإسلامية، أحزاباً ودولاً، ممن لم يتدخلوا في الشأن الفلسطيني لتتخريبه أو مصادرته.
أما أن مصر الآن قلقة ومثقلة بالهموم والأعباء الباهظة والإدارة المرتبكة والمصير الغامض فلذلك أسباب منها، بل وفي طليعتها ما دفعته مصر من اثمان في سبيل النهوض العربي، مما كان حاشداً بالخطأ والصواب، إلا في حالة واحدة هي الحالة الفلسطينية. ليس هناك من بلد عربي أعطى فلسطين من دون مكافأة، ومن دون إمكانية تعويض ذاتي، أكثر من مصر، أو سوى مصر… وأما أن المصريين، أي الشعب المصري غير راضٍ عن مسلك دولته، فإن ذلك لا يغري العقلاء والمخلصين بالتصويب على مصر في لحظة جريمة إسرائيلية وإندفاعة صهيونية لكسر شوكة العرب، ومصر أولاً، بإعتبارها شرطاً لفلسطين وشرطاً للجميع… ومن ينسى أو يتناسى ما بذلته مصر من جهد لرأب الصدع الفلسطيني دائماً.. وأخيراً، بين حماس وفتح، خاصة؟ ألم تكن مصر في كل ذلك، ومن موقع الرعاية التي لا يؤثر فيها ضعف أو استضعاف أو حصار، تقدر أو ترى أن المآل الفلسطيني والعربي من ورائه سوف يكون أشد سواداً كما نرى الآن؟
وكيف يستقيم الكلام وتسلم النوايا إذا ما كنا نريد أن ننتقم من تل أبيب في القاهرة؟ وإذا ما اضطربت مصر ودخلت في المجهول.. فمن منا سوف يرى طريقه والى أين سوف نصل؟
دعوا مصر لأهلها.. فليقولوا ما يشاؤون، وليعملوا ما يشاؤون.. ليحتجوا، ليعترضوا، ولينقلبوا ويقلبوا اوضاعهم إن شاؤوا.. ولكن لا تفتحوا علينا مرة ثانية أبواب ترحيل المطامع والأوهام والأحلام المبالغ فيها من بلد الى بلد.. ليذهب كل واحد منا الى بلده، الى حاله، خدمة للأمة ولفلسطين وللعرب والمسلمين…
ولتسلم هذه الكيانات من أجل فلسطين.. لأنها لن ترضى أن تقوم حريتها على خراب محيطها الحاضن والحافظ لها.. ولن تتحرر فلسطين على حساب مصر أو غيرها… ومباركة ومقدسة هذه العواطف الشعبية والعربية والإسلامية والعالمية التي تنفجر صادقة ثم تعود هامدة في حين يكون الجرح الفلسطيني قد أصبح أوسع مساحة وأعمق عمقاً وأشد إيلاماً.. ويكون السرطان الصهيوني قد تغلغل في مكان فلسطيني آخر..
مصر.. هي مصر.. المحروسة.. أم الدنيا.. كنانة الله وباب الحرمين كما سماها جمال الدين الأفغاني
و الله صدقت ياسيدهاني،كيف لا؟ونحن نعرفك من
زمن في نبطيةالجنوب أيام العمل الوطني في السبعينات، ولم تقصر في شرح دور مصر الوطني خاصة في عدم إيذاءالفلسطينيين عكس الكثير من الأنظمة التي قتلت و سجنت من الفلسطينيين المناضلين أكثر مما قتلت اسرائيل منهم، و هذه الأنظمة المدعيةلم تحارب يوماَ العدو الغاصب
مصر.. هي مصر.. المحروسة.. أم الدنيا.. كنانة الله وباب الحرمين كما سماها جمال الدين الأفغاني
ما توسعهاش اوى كدة.