سعيد صيام: “لا أكره الإسرائيليين لأنهم يهود أو إسرائيليين بل بسبب الإحتلال”!
هل كان وزير داخلية “حماس”، سعيد صيام، الذي تأكّد مقتله يوم أمس الخميس واحداً من “متطرّفي” حماس “الإسلاميين”؟ أم هل كان سعيد صيام وطنياً فلسطينياً، بغض النظر عن إيديولوجيته “الإسلامية”؟ وهل قرّرت إسرائيل تصفيته بسبب “تطرّفه”، أم لتحقيق “إنتصار إعلامي” في الحملة العسكرية ضد غزّة؟
جريدة “هآرتز” الإسرائيلية تقول في تغطيتها لخبر مقتله: “كان صيام المؤسس الحقيقي لقوة الشرطة التابعة لحماس، وكان أحد الذين قاموا بانقلاب “حماس” الدموي في العام 2006 الذي أسفر عن إبعاد “فتح” عن السلطة (في غزة).
وتضيف “هآرتز”: “كان يشرف على بضعة ألوف من عناصر الأمن في غزة، وكان الناس يخافونه. وكان الرقم 3 بعد اسماعيل هنية ومحمود الزهّار وكان الكثير يعتبرونه الأكثر تطرّفاً ضمن هذا الثلاثي”.
” يبدو أن الضربة الجوية التي أدت لمقتل “صيام” كانت عملية إسرائيلية تهدف إلى إعطاء إنطباع بحصول إنتصار في الحملة الجارية ضد “حماس”. إن قوات الدفاع الإسرائيلية تدرك أن موافقة “حماس” المبدئية على المقترحات المصرية بخصوص وفق إطلاق النار تعني أن الحملة العسكرية قاربت نهايتها”.
تضيف الجريدة الإسرائيلية:
“في مقابلة مع “هآرتز” في نوفمبر 1995، قال صيام: “أنا لا أكره الإسرائيليين لأنهم يهود أو لأنهم إسرائيليون وإنما أكرههم بسبب ما فعلوه لنا، بسبب أعمال الإحتلال”.
وردّاً على سؤال حول ما إذا كان يستطيع أن يتصوّر حدوث تغيير في العلاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال: “يصعب أن ننسى ما حلّ بنا. إذا ما زال سبب الكره، فكل شيء ممكن”.
“أما إذا ظل السبب قائماً، فإن الود يظلّ مستحيلاً. أولاً، علينا أن نقنع بصورة عامة ومن حيث المبدأ بأننا تعرّضنا للظلم، ثم بعد ذلك يمكن أن نتحدث عن 67 أو عن 48. أنتم ما زلتم لا تعترفون بأن لنا حقوقاً. إن الشرط الأول للتغيير هو الإعتراف بالظلم الذي عانينا منه”.
الكلام السابق يجعل “سعيد صيّام” أقرب إلى محمود عبّاس منه إلى أسامة بن لادن أو.. أحمدي نجاد أو حسن نصرالله!
“حرب دولوكس”
أبعد من مقتل “سعيد صيام”، فقد بدأت تظهر في صحافة إسرائيل أصوات مندّدة بالمجزرة التي تجري في غزة.
“القتال في غزة هو “حرب دولوكس”. بالمقارنة مع الحروب السابقة، فإنه لعب أطفال- طيّارون يقصفون بدون عوائق وكأنهم في تمرين، وجنود دبابات ومدفعية يقصفون المنازل والمدنيين من سيارتهم المدرّعة، وقوات هندسة مقاتلة تقوم بتدمير شوارع بأكملها إنطلاقاً من آلياتها المحمية المخيفة ومن غير أن تواجه مقاومة جدّية. إن جيشا ً كبيراً يقاتل ضد مدنيين عزّل وضد تنظيم ضعيف ورثّ فرّ من مناطق القتال وبالكاد يبدي أية مقاومة. كل ذلك ينبغي أن يُقال علناً، وقبل أن نبدأ بالتبجّح عن بطولتنا وانتصارنا”.
تركي الفيصل: نحن اليوم جميعنا فلسطينيون ونسعى للشهادة من أجل الله وفلسطين”
في السياق نفسه، نشرنا على صفحة “الشفّاف” الإنكليزية تعليقاً كتبه المحلّل الأميركي أنطوني كوردسمان من “مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية”، وهو “مركز أبحاث” يميني أميركي ومقرّب من “البنتاغون. تحت عنوان: “حرب غزة: مكاسب تكتيكية، وهزيمة إٍستراتيجية”، يتحدث كوردسمان عن “أسود يقودها حمير” (وهو تعبير استُخدِم لوصف كيفية إدارة الحكومة البريطانية لجيشها أثناء الحرب العالمية الأولى)، وضمن ما يرد في مقاله:
“هنالك قليل من الأصوات العربية التي ينبغي الإنصات إليها بجدية أكثر من صوت الأمير تركي الفيصل. وقد تحدث تركي الفيصل أثناء منتدى الخليج الذي انعقد في 6 يناير قائلاً: “لقد تركت لكم إدارة بوش تُركة تثير التقزّز وموقفاً متهوّراً إزاء المجازر وإزاء سفك دماء الأبرياء في غزة… كفى كفى، نحن اليوم جميعنا فلسطينيون ونحن نسعى للشهادة من أجل الله ومن أجل فلسطين، في خطى أولئك الذين ماتوا في غزة”.
يضيف كوردسمان: “إن أيا من إسرائيل أو الولايات المتحدة لا يمكن أن تستفيد من حرب تتسبّب بمثل ردة الفعل هذه من جانب واحد من الأصوات الأكثر حكمة واعتدالاً في العالم العربي”.
بيار عقل