صباح اليوم ورد في جريدة “الشرق الأوسط” خبر جاء فيه:
“قالت مصادر يمنية إن اجهزة الأمن اليمنية اعتقلت أربعة ايرانيين مشتبهين بنشاطات استخباراتية في اليمن. وقالت المصادر إن الأمن اليمني اعتقل الايرانيين الأربعة وبحوزتهم وثائق ومستندات توكد تورطهم في دعم التمرد الذي يقوم به الحوثيون في محافظة صعدة ومديرية بني حشيش في محافظة صنعاء، وأنهم يعملون على تهيئة الأوضاع للقيام بأعمال مماثلة في محافظات يمنية أخرى. وكشفت المصادر عن عثور أجهزة الأمن اليمنية على جوازات سفر مختلفة لنفس المجموعة، من ضمنها جوازات سفر أميركية، لكن المصادر قالت إن الايرانيين المعتقلين دخلوا اليمن بجوازات ايرانية. وأشارت المصادر إلى أنه تم العثور على أرقام تليفونات دولية تم فحصها بهدف كشف هوية أصحاب هذه الأرقام. ويأتي ذلك فيما لم تؤكد او تنفي أجهزة الأمن اليمني واقعة الاعتقال للايرايين الأربعة.”
مقال منصور هائل أدناه يلقي ضوءاً مختلفاً على “الإيرانيين” المعتقلين، وهم عائلة “بهائية” فرّت من إضطهاد “الملات” الإيرانيين إلى اليمن قبل 30 سنة!! هل باتت سلطات اليمن بحاجة إلى “فبركة” قضايا “إيرانية” وهمية لتقنع الرأي العام بأن مشاكلها في “صعدة” ليست من صنعها هي قبل غيرها؟
بيار عقل
**
إعصار في بيت (نون).. ليلة القبض على الإيرانيين في صنعاء
منصور هائل
خمس أو ست نساء إيرانيات جمعتهن صباح السبت المصيبة الفاجعة لدى صديقتهن الدكتورة أم (نون) التي كانت شقتها مسرحاً لاقتحام عاصف قلب عاليها سافلها وحولها إلى قطعة بابلية مدوية، جريحة، مكلومة، نائحة، ومضروبة بمخالب الخراب والفوضى العمياء حتى إنها لم تعد قط تشبه تلك الشقة التي كانت قبل التاسعة من مساء الجمعة بعد أن تزلزلت أركان سكونها الحميم، كما لم يعد سكانها نفس ذلك الثلاثي الوردي المحفوف بجفن نسمة فقد انقطع في أعماقهم وتر الأمان الذي طالما تخلق برفو وئيد ورفيف أمتد واخضر رويداً رويدا في دخائلهم وأينع ولمع في أذهانهم وجباههم وشفاههم 30 عاماً من إقامتهم في اليمن ولدت في غضونها وحيدة الأسرة (نون) التي صارت طالبة في سنة رابعة طب، وكانت في ذلك المساء قد أشاعت (حالة طوارئ) في البيت وأغلقت غرفتها على نفسها لتتهيأ لأول امتحان نهائي في الصباح التالي ولم يدر في خلدها أن الغرفة ستقرع بأعقاب البنادق.
جميع النساء اللواتي تحلقن حول أم (نون) كن في حالة يرثى لها، بل كنَّ هن الرثاء وما بعده كن مصدومات، ممتقعات ذاهلات، حائرات في أمر تفسير اعتقال أزواجهن الليلة السابقة.. ذلك ما أفادت به شاهدت عيان تجرأت على كسر طوق حصار عيون الحرس والعسس واخترقت أسوار حصار عيون الجيران الرعاديد التي تكالبت على بيت ذلك الجار الذي كان أليفاً، وديعاً، رائعاً الى قبل الساعة التاسعة من مساء الجمعة.. قبل ان ينطوي على غريب ومجهول مريب و… الخ.
الشاهدة التي كانت سجلتها زيارتها الأولى لبيت أهل (نون) بعد انقشاع زوبعة الاقتحام وتصدع الحصار الذي كان يمنع السكان في ذات العمارة والعمارات المجاورة من الدخول والخروج والزمهم بتنفيذ حظر التجوال قرابة ساعتين على الأقل تقول: إنها صعقت بفظاعة المشهد الذي رأت وأن خلفية المشهد ارتسمت بتوقيع بيادات العسكر على (موكيت) فاتح كان يشع بلوني ورده وسحابه.
وأضافت: أن إيقاع الأحذية الغليظة بعد توقيعها كان هو السائد في أرجاء البيت الذي كان وهي لم تعرف كيف ومن أين تبدأ حديثها؟!
هل تنقل ما سمعت من (نون) وأمها، وكيف دخل الجنود كالإعصار وأيديهم على الزناد؟!.. هل تقول الخراب الذي شاهدت، الكراسي والأرائك المقلوبة، أسلاك الهاتف والكهرباء المقطوعة وأجهزة الكمبيوتر المخلوعة والصور العائلية الخاصة والأوراق والوثائق الشخصية والأشرطة والسيديهيات والكتب ومراجع طبيبة الغد ومعها كراسات ومراجع كانت استعارتها من زميلاتها وجميعها صودرت مع أجهزة الكمبيوتر والكاميرات والهواتف المحمولة والكاتبة ودفاتر المطالعة.
ومما له دلالته أن الأم تمسكت بحقها في الاحتفاظ بجواز السفر!.. وتضيف الشاهدة إنها تلبكت في فكرة ترتيب الفوضى.. الوسائد والملايات والبطانيات والملابس المرمية والمتناثرة هنا وهناك.. وثمة امرأة أخرى كانت هناك تتحصن بامتقاع بارد، صامت وجليدي، مسماري موجع، تقول: إن تلك المرأة كانت من ارتفاع الضغط الذي سجل رقماً قاتلاً وكان من حسن حظها أنها في ضيافة طبيبة وتضيف الشاهدة أن المائدة الفاغرة التي يبدو أنها كانت تهيأت واعدت على شرف صديق زارهم ذلك المساء مع زوجته لتناول العشاء والشاي.. وتستدرك أن تلك المرأة التي أصابها ضغط الدم المرتفع هي زوجة الضيف الصديق الذي اعتقل هو الآخر مع والد (نون) قبل أن يكمل قول انطباعه بشأن مذاق (التورتة) التي احتلت قلب طاولة العشاء.
وتتأوه الشاهدة وهي تتذكر أن الطبيبة أم (نون) تطوعت لمعالجة المرضى من اليمنيين مجاناً لمدة عشرة أعوام قبل أن تلتحق بالعمل ضمن القوام الطبي لمستشفى حكومي (مركزي) كبير في صنعاء.. وتشير إلى أن والد (نون) الذي اعتقل مساء الجمعة وخفره العسكر من بيته وهو يحتذي الخف المنزلي ويلبس (البيجامة) البيتيه، قد خدم اليمن هو الآخر من موقعه كمهندس، خبير في مجال الطرقات.. وتتأوه كيف أن هؤلاء الذين أقاموا في اليمن من عام 1978 الموافق لصعود الملالي وولاية الفقيه) والرعاع من الأتباع ومن (حراس الثورة) الذي لا يستبعد أنهم كانوا من الكائنات الطاردة لمن يخالفهم في الرأي والمعتقد مثل أسرة (نون) التي يبدو أنها لا تخالفهم إلا في مستوى إعلائها من شأن قيم المحبة والتسامح والأمانة والوفاء ونبذ العنف والانفتاح.
وتتهدج الصغيرة (مي) التي زارت مع أمها شاهد – العيان وصديقة أسرة (نون) وهي تتحدث عن (نون).. (نون) التي يلتم ويتحلق حولها الأطفال الصغار من كافة العمارات المجاورة كل خميس، ومقدما لا يخنقها ضغط واجب الامتحانات والمعلوم أن يوم الخميس هو يوم مميز بالنسبة لجميع أولئك الأطفال بل انه يوم عيدهم لأنهم يلبسون أجمل وأحلى ما لديهم ويغتسلون ويتزينون ويذهبون لمقابلة (نون) بهيئة فرائحية جذلا وهناك يستمعون لحكاية الأسبوع من (نون) عن المحبة أو عن الوفاء أو التسامح وتنخرط معهم (نون) في حل الأحجية والألغاز المرحة وتوزع عليهم أوراق بيضاء إلا من خطوط لملامح وهياكل ليقوموا بتلوينها ويحملونها معهم عندما يرجعون إلى بيوتهم وهم يتفاخرون بـ”لوحاتهم” التي يحرصون على تعليقها في مواضع بارزة من الجدران.
ومن بيت (نون) لا يعود الطفل فقط بـ(لوحة) وبطاطس ونعناع وطائرة ورقية فحسب، ولا يعود ينتف من حكاية فقط وإنما يعود بخواطر مزدحمة تطفر من جبينه المتورد بلون خمري.. يعود مزدحماً بأخبار تلعثم مطالعها أو بعض فواصلها ويشكل عليه أمر قولها ويعد بقولها بعد استراحة قصيرة، وفي لا يفي بوعده لأنه يذهب في نوم عميق بوجه طافح بابتسامة من يحكي بإنشاء وزهو حكاية “نون”.
وأخيراً لسنا في وارد تعطيل جهود أجهزة الأمن السياسي والقومي في تعقب “الحوثيين” ومن يقف معهم أو خلفهم أو من يسندهم ولن نكون على الضد من الجهود المبذولة لإشاعة أجواء الأمن والأمان والاستقرار ولكن.. على الجهات المعنية أن تتحوط قدر الامكان من الانزلاق إلى مهب افتراس هوس تضخم مؤامرات الأعداء في الخارج وتكثير وتكبير عناصر (الطابور الخامس) وتحميل كل ما هو ومن هو “شيعي” أو إيراني وزر ما حدث ويحدث الآن في “صعدة” ويلحق بالغ الضرر باليمن عموماً.. وفي السياق لا نملك غير أن نحذر من تلك العناصر التي ربما كانت محسوبة على “النظام”، ومن غير المستبعد أن تكون وجدت ضالتها في التكسب والارتزاق عبر إطالة أمد الحرب وتأمين استدامتها بما يهدف إلى تعظيم ثروات ومكاسب “شرذمة” من جنرالات الاحتراب والفرقة والتفكك ويغذي أوردة التعصب الطائفي، العرقي، الاثني المدمر لما تبقى من نسيج وطني متهتك ومن رباط واهن جامع لليمنيين.. أما فيما خص أسرة (نون) فإن شاهدة العيان وكثيرات غيرها من الشاهدات الجارات وكذا الجيران الذين يعرفون أفراد هذه الأسرة قد تسمروا مساء الجمعة إزاء ما حدث ولم ينبس احدهم بكلمة سواء تنصف هؤلاء الضحايا، من غير أن تلقي باللائمة أو بالتهمة على أجهزة الأمن وان كانت غير معصومة من الخطأ خاصة في ظل الظروف والملابسات التي اكتنفت ومازالت تحيط بحرب “صعدة” التي انعطفت إلى مرحلتها الخامسة ودخلت عامها الخامس.
وسنختم بتمني إنصاف أفراد أسرة (نون) وبخاصة الأب الذي يرزح حالياً في المعتقل وربما ساهم ذلك إلى إعادة شيء من أضغاث سكينة ما قبل التاسعة من مساء الجمعة.
اليمن – صنعاء
مواضيع ذات صلة:
مهدي خلجي
معاملة البهائيين: إختبار لحقوق الإنسان في إيران
إعصار في بيت (نون).. ليلة القبض على الإيرانيين في صنعاء
رفقا بهؤلاء البهائين….. ان هؤلاء لهم من العمر هنا في اليمن وقد شهد لهم بامانتهم واخلاصهم مع اي من عاشروه . وكما نعلم ان من احدى مبادئ البهائية عدم التدخل بالشؤون السياسية فكيف لهم بعد 30 عاما ان يقوموا بالبلبة في قضايا لا تخصهم …واتمنى من السلطات المعنية النظر بعين الرفق والمحبة لهؤلاء الابرياء
إعصار في بيت (نون).. ليلة القبض على الإيرانيين في صنعاء كان يا ما كان دكتاتور باسم صدام الآن في اليمن صديقة دكتاتور باسم صالح من قرية سنحان . يسير بخطوات من سبقوه- الدكتاتورية الشرقية – إلى موكبهم الأخير ” المشنقة” , هكذا راوغ صدام بين إلا إنسانية وسوء الأخلاق , بين الإسلام و البعثية بين والدكتاتورية و الطاغية بين ….بين , سياسة التأرجح والسقوط الى الشر , إلى السوء باستمرار هي دليل واضح في تخبط سير الأنظمة التي تنتهج سياسية جاهلية لا تتطابق لا مع الزمان والمكان,اليوم في اليمن في كل مكان تنفث رائحة نتنة من افواة القبائل والاستخبارات التي… قراءة المزيد ..
إعصار في بيت (نون).. ليلة القبض على الإيرانيين في صنعاء
نتمنى من العالم الحر والامم المتحدة بشكل خاص معاقبة وبيد من حديد كل من يساند العنف والمليشيات الطائفية او من يدربها او يغذيها بالمال لانها سرطانات وفيروسات قذرة ومجرمة ونقول للنظام الايراني كفى بث الطائفية والعرقية النتنة باسم ال البيت والعنف بين الامة الاسلامية والعالم
البهائيون في الدول العربية وايران
البهائيون مشهود لهم في كل دولة أقاموا فيها بالأمانة والآخلاص ، وطاعة قوانين الحكومة ، والمشاركة في الأنشطة الانسانية http://info.bahai.org/arabic/bci.html المشاركات البهائية الإنسانية socio-economic Bahai activities ، وهم يؤمنون بالأديان السماوية ، وكل حكومات دول العالم ماعدا الدول العربية وايران تعنرف بالجاليات البهائية عندهم ، فلماذا هذا الاضطهاد ؟؟؟
الى الرئيس عبدالله صالحسيادة الرئيس البهائيون قوم مسالمون لايتدخلون بأى امور سياسية اى كانت تحت اى ظرف من الظروف وديننا يحرم علينا حمل السلاح والخيانة او الانضمام الى منظمات سرية سياسية كانت ام غير ذلك,يكرسون البهائيون حياتهم لخدمة بنى الانسان فهم نشاطون فى مجالات التعليم الصحة رعاية الفئات الاجتماعية المحتاجة. اننى اتوجه لسيادتك بالطلب للنظر فى امر هذه الفئة المظلومة الفريسة دائما للتعصبات الدينية,وان تتدخل للافراج عنهم شخصيا,وان لاتنتظر حتى تصلك اصوات من منظمات حقوق الانسان عالميا تطالب بذلك,فانا اعلم بمجهوداتك من اجل تطوير اليمن واعطاؤها مكانا معتبرا بين الامم التى تحترم حقوق الانسان الاساسية ومنها حرية الدين وممارسة الشعائر… قراءة المزيد ..