نقلت وكالة “رويتر” صباح الإثنين أن اشتباكات طائفية اندلعت لليوم الثاني في شمال لبنان يوم الاثنين مما يلقي بظلاله على الاتفاق الذي توسطت فيه قطر لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد.
وذكرت مصادر أمنية أن تسعة أشخاص قُتلوا كما أصيب 50 شخصا في الاشتباكات في طرابلس ثاني أكبر المدن اللبنانية.
واستمرت الاشتباكات التي اندلعت فجر الاحد بضواحي مدينة طرابلس الساحلية التي تقطنها أغلبية سنية بالرغم من اتفاق بوقف اطلاق النار بين السنة من أنصار الحكومة والمسلحين العلويين المقربين من المعارضة بقيادة حزب الله.
وألحقت الاشتباكات أضرارا بالعديد من المنازل والمتاجر والسيارات حول منطقة باب التبانة السنية وجبل محسن وسكانه من العلويين.
وتبادل الجانبان اطلاق نيران مدافع رشاشة وقنابل وقذائف مورتر. وفرت العديد من العائلات بحثا عن ملاذ آمن في أجزاء أخرى في المدينة والقرى القريبة
لماذا اشتعل الشمال اللبناني خلال اليومين الماضيين؟ هل يستخدم حزب الله وتوابعه إشتباكات الشمال كورقة ضغط للحصول على مطالبهم في الحكومة الجديدة؟ أم هل يستخدم الحزب الإلهي إشتباكات الشمال “لتشجيع” بروز تيّارات أصولية سنّية متطرّفة على غرار ما حدث في العراق؟
تتّفق معلومات “النهار” و”الحياة” على أن إشتباكات طرابلس خلال نهاية الأسبوع كانت “مُحضّرة” من جانب جماعة سوريا وحلفاء “حزب الله” في الشمال. وكان الجنرال عون قد “مهّد” للإشتباكات بتصريحات اتهم فيها الموالاة بالتسلّح في طرابلس.
فحسب معلومات “الحياة”: “قالت مصادر أمنية رفيعة لـ “الحياة” ان بوادر التوتر بدأت تهدد هذه المناطق منذ ثلاثة ايام عندما ألقي عدد من القنابل اليدوية من بعل محسن على باب التبانة، لكن الاتصالات ادت الى تهدئة الوضع ونجحت في استيعاب ردود الفعل من خلال الضغط على اهالي باب التبانة ومنعهم من الرد.
وأكدت المصادر نفسها ان رئيس كتلة “المستقبل” النائب سعد الحريري تدخل ضاغطاً على اهالي باب التبانة داعياً إياهم الى ضبط النفس وعدم الرد، مشيرة ايضاً الى دور قيادتي الجيش وقوى الأمن الداخلي ومسؤولين في طرابلس، إضافة الى مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار.
لكن الاشتباكات اندلعت نحو الرابعة صباح امس، عندما تعرضت محلتا باب التبانة والقبة الى إطلاق نار غزير أعقبه – كما تقول المصادر الأمنية – إطلاق رشقات من رصاص القنص.
وتابعت ان الوضع بقي عند هذه الحدود حتى السادسة، عندما انهمرت قذائف المدفعية والـ “آر بي جي” على باب التبانة والقبة ما اضطر الأهالي الى الرد خصوصاً بعد تعرض الشوارع في هاتين المنطقتين الى رصاص قنص كثيف مصدره مرتفعات جبل محسن.”
حسب معلومات جريدة “النهار”: بعدما امكن احتواء الفتنة في البقاع الاوسط بواسطة مصالحة أبلح الاسبوع الماضي، انفجر الصراع فجر الاحد على خلفية سنية – علوية بين بعل محسن والتبانة واستعمل طرفا الصراع مختلف انواع الاسلحة الرشاشة والصاروخية ومدافع الهاون. وشكلت الاشتباكات خطورة قصوى مع تمددها الى احياء في القبة والملولة في طرابلس التي شهدت موجة نزوح للمواطنين، فيما اوقعت المواجهات اربعة قتلى و40 جريحا على الاقل.
وفيما تذرعت فاعليات في بعل محسن بأن مشايخ سلفيين هددوا اهل المنطقة باجلائهم الى سوريا، افادت معلومات ان الهجمات التي شنت من بعل محسن على احياء التبانة والقبة والملولة عكست تحضيرات مسلحة وخططا لاستهداف المدينة وبعض قواها “بدرس مكمل لدروس بيروت”، على ما افاد معنيون بالاتصالات التي اجريت لاحتواء الموقف. وحذر هؤلاء من وجود نية مبيتة للضغط على قوى معينة في طرابلس بدليل ان الاسلحة الثقيلة التي استخدمت في بعل محسن كشفت انعدام التكافؤ في القوة المسلحة وقد شكلت الاضرار البشرية والمادية اثباتا واضحا لهوية الطرف الذي حضر نفسه لهذه المواجهة، باعتبار ان معظم الضحايا والجرحى سقطوا في احياء طرابلس وموجة النزوح لم تحصل في هذه الاحياء. وقد توغل سقوط القذائف الصاروخية وقذائف الهاون ليلا ليبلغ المسجد المنصوري الكبير في وسط طرابلس بعد اقل من ساعة من توصل المجتمعين في دارة مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار الى “ميثاق شرف” لاحتواء الموقف المتفجر.
وقد تلاحقت الاجتماعات في منزل المفتي الشعار عقب اجتماع عقد في ثكنة القبة اتفق خلاله على تسليم الجيش مهمة حفظ الامن وقمع المظاهر المسلحة. لكن الاجتماعات المتلاحقة فشلت في وقف الاشتباكات التي تجددت بعنف ليلا وتساقطت القذائف الصاروخية على مناطق التبانة والبقار والقبة والمحيط.
وجاءت هذه الاشتباكات غداة تصعيد سياسي مفاجىء اثارته المواقف الاخيرة لمسؤولين في “حزب الله” التي اثارت ردودا من مسؤولين ونواب في الغالبية، مما زاد التعقيدات التي تعترض تأليف الحكومة الجديدة.
وقد حمّل النائب في “كتلة المستقبل” سمير الجسر العماد ميشال عون و”حزب الله” مسؤولية الاشتباكات التي حصلت امس في طرابلس. وقال ان تصريحات عون عن وجود عمليات تسلح في المدينة اعقبها تحذير لـ”حزب الله” من خطورة هذا التسلح وترت الاوضاع وتسببت بالاشتباكات. ودعا الجيش الى فرض الامن، وقال: “نحن اعتقدنا بعد اتفاق الدوحة وانتخاب رئيس جديد ان صفحة المشاكل قد طويت ولكن على ما يبدو اننا مخطئون في هذا التقدير”.
كذلك اتهم عضو التكتل الطرابلسي النائب محمد كبارة “حزب الله” بنقل معركته بعد اجتياح بيروت الى البقاع، والآن جاء دور عاصمة الشمال التي يريدون الانتقام منها وتطويعها”. واعتبر احداث طرابلس “ترجمة للتهديدات السافرة الى حد الوقاحة التي سمعناها من احد مسؤولي “حزب الله” (…) ومحاولة لاسقاط اتفاق الدوحة بالتزامن مع استمرارهم في تعطيل تشكيل الحكومة”.
وقالت اوساط مطلعة ان الوضع المتفجر في طرابلس، بعد البقاع الاوسط، سيشكل بندا ساخنا اضافيا على جدول اعمال القمة الروحية المقرر عقدها غدا في قصر بعبدا والتي اراد الرئيس سليمان من الدعوة اليها اطارا دينيا وروحياً جامعا لاحتواء الفتنة المذهبية والدفع نحو مصالحة وطنية عامة وحافزا للقوى السياسية نحو تسهيل تشكيل الحكومة والانطلاق بالحوار السياسي في قصر بعبدا.
وحذرت هذه الاوساط من ان يكون هدف الفتنة المتنقلة احباط جهود رئيس الجمهورية وزيادة العقد في وجه تأليف الحكومة لاهداف قد تتجاوز البعد الداخلي الى ابعاد اقليمية وخارجية بدأ يتكشف بعضها في الايام الاخيرة مع تصاعد الحديث عن ملفات اقليمية منها المفاوضات السورية – الاسرائيلية والملف النووي الايراني وما بينهما ملف مزارع شبعا.
ان كان فيكم عقلاء فالشعب مغيب لكنه لم يمت الاقلية النصيرية … تطوع بعض شبابها بالجيش الفرنسي ..واستخدموا للتصدي للثوار .. وكان منهم سليمان المرشد والذي ادعى الالوهية وجمع حوله الجهلاء المخدوعين …وما يجهله الكثير ان الشاعر بدوي الجبل كتب قصيدة طويلة في مدح الجنرال الفرنسي غورو …ودخل في صراع مع الاغلبية السنية وتم سجنه مؤقتا في سجن جزيرة ارواد .. وما يجهله الكثير ايضا .. ان وفدا من الطائفة النصيرية التمس من قوات الاحتلال تامين الحماية للطائفة من انتقام الاغلبية قبل مغادرة الاحتلال سورية .. وقد وفى الفرنسيون بوعدهم .. وتاسس الجيش الوطني بعد خروج الاحتلال وكان النصيريون نواة… قراءة المزيد ..