أنا مطمئن تماما إلى أننى لن أصاب بأى جروح قطعية فى الوجه إذا ما قرأت زوجتى تلك المقالة، لسبب بسيط أنها لا تقرأ مقالاتى كنوع من الإحتجاج على عدم جودة المقالات من جهة، ومن جهة أخرى تحاول أن تعطينى رسالة خلال السنوات الماضية ومفادها أن ما أكتبه لا يعنيها فى شئ لأننى أضيع وقتى وكان الأحرى بى أن أفعل شيئا مفيدا فى حياتى مثل أن أشترى لها خاتما من الألماس!! حتى أنها لم تقرأ روايتى اليتيمة إلا بعد إلحاح وصل إلى حد التقريع من بناتى، ويبدو أنها لم تكملها أو لم تعجبها لأنها لم تفاتحنى فى موضوع الرواية مطلقا، وفى رأئى أن هذا أفضل لإستمرار علاقتنا الزوجية وكفى الله المؤمنين شر القتال.
وأنا بطبيعتى لا أحب القتال وخاصة القتال على الجبهة الداخلية، ففى خارج البيت من الممكن أن أكون قاسيا فى صراع العمل مع الآخرين أما فى البيت فأنا حمامة وديعة، ما أن تبدأ زوجتى فى الشجار معى حتى أترك لها البيت متظاهرا بأننى لا بد أن “أمشى” كلبى كوكى، فيزداد صراخ زوجتى قائلة:”خليك هنا وتعالى إتخانق معايا زى الرجالة” ، وبما أننى لست مثل كل الرجال، فإننى أقول لكلبى كوكى:”يلا بينا ياكوكى نخرج نتمشى فى الجو الجميل ده”، فيوافقنى كلبى ويهز ديله بغباء كما يفعل دائما فهو يهز ديله عمال على بطال. وعندما أعود إما أن تكون زوجتى قد هدأت ونسيت موضوع الخناقة أو تكون قد راحت فى سبات عميق، فأستمتع بهدوء جميل فى البيت . وفى الحقيقة منذ أن تزوجت منذ أكثر من عشرين عاما وأنا أتسائل عن سبب عشق بعض الزوجات للخناق مع أزواجهن أكثر كثيرا من أن يكون لمعظم الأزواج نفس الرغبة، وقد حاولت تشكيل لجنة لتقصى الحقائق من الأزواج “المنكد” عليهم ففشلت فى تشكيل اللجنة لعدم وجود النصاب القانونى وهو ثلاث أعضاء!! ولا أدرى سبب إحجام الأزواج عن الإشتراك فى تلك اللجنة: هل هو إيثار السلامة؟ أم لأن معظم الأزواج سعداء فى حياتهم وأن معظم ما يقال من عشق الزوجات للخناق ماهى إلا إشاعات مغرضة تطلقها أبواق الدعاية الصهيونية والمعادية بطبيعتها للسعادة الزوجية!!
وحاليا أقرأ كتابا للكاتب الكولمبى المبدع جابرييل جارسيا ماركيز وعنوانه “خبر إختطاف”، ولقد لفتت نظرى عبارة فى الكتاب يقول فيها بالحرف الواحد :” كانت مشاجرتها مع زوجها تثبت أن لديها قدرة على الغضب ومخيلة لتوجيه الشتائم تصل أحيانا إلى ذرى الإلهام”!! إذن فنحن أمام مشكلة كونية أو مايمكن أن نسميه ب “عولمة” نكد الزوجات فما نراه فى الشرق الأوسط نراه فى الولايات المتحدة وحتى كولومبيا بلد ماركيز، وتحضرنى فى هذا المجال تقريرا للشرطة الأمريكية يقول :”أنه فى تاريخ حوادث العنف الأسرى، لم يحدث أن أطلقت زوجة النار على زوجها أثناء قيامه بغسيل الأطباق”، لذلك فندائى اليوم هو :”ياأزواج العالم إتحدوا وإبدأوا بغسيل الأطباق”!!
وعندما كانت بناتى أطفالا فى حاجة إلى رعاية مستمرة شكرت زوجتى لأنها ضحت بوظيفتها المرموقة حتى تقوم برعاية البنات، وفى المقابل كان مسلسل النكد يبدأ بمجرد أن أعود من العمل منهكا، وكان هذا المسلسل يستمر أحيانا لعدة شهور، وكانت أحد الحلول الخبيثة من جهتى هو نجاحى دائما فى إقناعها فى أنها فى حاجة إلى أجازة وأن عليها أن تسافر مع البنات فى أجازة إلى مصر وتستمع بقضاء وقتا حميما مع حماتى العزيزة وفى نفس الوقت يستمتع البنات بتدليل جدتهم فى مصر، وكانت دائما تستجيب لإقتراحى وتشكرنى لأننى زوج متفهم وهى لا تعلم بالطبع نيتى السيئة، وما أن تغادر الأسرة أمريكا إلى القاهرة حتى أعود من المطار للإستمتاع بالهدوء و”الصمت الرهيب”، وكانت فى مكالمتها التليفونية من القاهرة تستكر علىّ الهدوء وتقول :”طبعا ياعم زمانك مهيص دلوقت لوحدك” وهذا إقرار منها بذنب “النكد” لأنها تعرف أنه عندما أكون لوحدى أصبح “مهيصا”، ولما كبرت البنات شجعت زوجتى على العودة للعمل على أمل أن يتوقف مسلسل الخناق، ولكن هذا المسلسل أخذ شكلا جديدا فأصبحت زوجتى أكثر قوة وأعطاها عودتها العمل ثقة أكثر فأصبحت أكثر قدرة على الخناق بل وبدأت فى إستخدام تقنيات جديدة “تصل أحيانا إلى ذرى الإلهام”على حد قول عمنا ماركيز!
وحديثا كنت مدعوا لحفلة بمناسبة مرور خمسة وعشرون عاما على زواج أحد الزملاء، وقلت له أمام زوجته:”هل تعلم أنك لوكنت سجنت بتهمة قتل شخصا ما من 25 سنة كان زمانك خارج السجن الآن”!! ولم تضحك زوجته على الدعابة ولكن صديقى ضحك بملء فمه قائلا:”آه والله عندك حق”. وسألت العديد من الأزواج والذين يعانون من الإضطهاد العنصرى من جانب الزوجات ضد عنصر الأزواج، ومعظمهم أجمع على أنهم يقعون ضحية لهذا الإضطهاد ولكنهم لم يستطيعوا تبريره، بل وحاول البعض منهم كنوع من تعذيب الذات أن يبرروه قائلين بأن عنصر الأزواج يستأهل كل ما يحدث لهم من عنصر الزوجات المتفوق، ففى معظم الحيونات فإن الإنثى هى العنصر المتفوق دائما، ولكن فى جنس الإنسان يعتقد معظم الرجال أنهم العنصر الأفضل لذلك فإن نكد الزوجات ما هو إلا رد فعل طبيعى على تفوق الرجل منذ بدء الخليقة. ولم أنجح تماما فى تحليل تلك الظاهرة، فأرجو من القراء والقارئات أن يدلين بدلوهن فى تحليل الأسباب، لأننى أريد أن أعرف نظرا لأن لدى بنات وأرجو من الله أن يمنحهن أزواجا صالحين لكى ينكدن عليهم عيشتهم!! وسوف أكون صريحا على كل من يتقدم لخطوبة بناتى على أنه سوف يضحى بحريته وهناء عيشته فى مقابل سويعات لا تتكرر كثيرا من الغذاء والحب، فهل يعتبر هذا قسمة عادلة؟ وعلى العريس أن يقرر.
وختاما أختم بنكتة قديمة: كان فيه زوج يشتكى على طول من أن زوجته تتخانق كثيرا وتنكد عليه عيشته فقال لها أنا مش حأقدر أعيش بالشكل ده على طول، إيه رأيك نخللى يوم للنكد ويوم من غير نكد عشان حياتنا تستمر، وتعجب الزوج عندما وافقت زوجته فورا، فكانت تنكد عليه يوم النكد كعادتها، وما أن يجئ اليوم التالى حتى تظل طوال اليوم تغنى له: “بكرة النكد بكرة!!”
samybehiri@aol.com
* كاتب مصري
لماذا تعشق بعض الزوجات “التنكيد” على أزواجهن؟هل يقتل الزواج الحب؟ د. خالص جلبي سألتني السيدة سحر هذا السؤال المحرج؟ هل فعلا يقتل الزواج الحب فيحافظ المرأة والرجل على حب أفلاطوني؟؟ والجواب عليه ليس سهلا. وهو أكثر من حساس تسر به الغانيات وتندم له الزوجات. وفي فيلم سيادتي سادتي ذكر الممثل وهو يعاشر فتاة فرنسية وهو أمريكي أن الزواج يقتل الحب بسبب الإلفة والروتين والملل والكسل. وفي البحرين أسر لي رجل يحبني أنه على وشك طلاق زوجته، والزواج بواحدة ممن تعمل معه في القسم، فنصحناه بمراجعة زوجته والانتباه لنفسها ففعل واستقامت الأمور ولا تستقيم دوما؛ فالزوجة تظن أن كل شيء مضمون… قراءة المزيد ..
لماذا تعشق بعض الزوجات “التنكيد” على أزواجهن؟First thing you need to do “and I do not know if that late for you or not as she already after all this time know what you can do and what can not”, but listen carefully … you need to be more trouble maker a lot more than she is, scream and shout and make a big problem out of nothing, and then when you get to talk do not run conversation you need to ask her questions, I know that you ask yourself what question but that has to be 1 on… قراءة المزيد ..
لماذا تعشق بعض الزوجات “التنكيد” على أزواجهن؟التاريخ وأنف كليوباترا -د. خالص جلبي وقف المؤرخون طويلاً أمام أثر المرأة في التاريخ تحت مصطلح “أنف كليوباترا”، حيث اعتبر “إدوارد كار”، صاحب كتاب “ما هو التاريخ؟”، أن التاريخ ينقلب بهذه الطريقة -أمام عدم فهم المرأة- إلى كيان هلامي يتملص من القوانين، عصياً على الفهم والضبط، تتقاذفه الصدف، ويدمدم فيه عالم اللاوعي، وهو ليس كذلك، لكنه ضريبة تحييد المرأة. يقول “كار” عن نظرية أنف كليوباترا: “وتتلخص تلك النظرية في أن التاريخ عبارة عن سلسلة من الأحداث تتوافق بالصدفة ولا تنسب إلا إلى أكثر الأسباب عرضية، وهكذا فإن معركة اكتيوم، 30 قبل الميلاد، لم تنجم… قراءة المزيد ..