كلما تحدثنا عن وليد جنبلاط أو إليه نذكر كمال جنبلاط، لأننا، نحن في الحزب الشيوعي اللبناني، تربينا على محبة كمال جنبلاط والإعجاب به قائدا شجاعا بعيد النظر، قائدا درزيا ووطنيا واشتراكيا وقوميا عربيا، وقائدا للحركة الوطنية اللبنانية، فصار من الطبيعي أن نستحضره كلما خاطبنا تلك المرحلة أو تذكرناها أو قرأناها قراءة نقدية أو فتحنا صفحة من صفحاتها. وتزداد حاجتنا إلى تذكره الآن، ولا سيما أنه كان أول الشهداء الذين زرعوا وردة الحرية على طريق السيادة والحرية والاستقلال.
روى لي جورج حاوي أن المخابرات السورية استدعت وليد جنبلاط ، بعد استشهاد كمال جنبلاط ، وبالتحديد بعد الاحتفال التكريمي الكبيرفي ساحة حبيب أبي شهلا، الذي تحدث فيه خطيبا أحد أعضاء القيادة القومية في حزب البعث العربي الاشتراكي. ولم يكن أمام وليد، وهو الذي ، بسبب حداثة سنه واستشهاد والده المباغت، لم يكن بعد مهيأ لخلافة هذه الزعامة اللبنانية العربية العالمية الكبيرة، إلا أن يستجيب. رغب في تلبية الدعوة برفقة جورج حاوي، لكن المخابرات رتبت اللقاء له وحده واستبعدت رفيقه غير المدعو أصلا، وطلبت منه أمرين اثنين: قطع علاقاته مع جورج حاوي، وحل الحركة الوطنية اللبنانية التي كان والده قد أسسها مع الأحزاب الوطنية والقومية والتقدمية اللبنانية.
و روت لنا الوقائع وأدبيات الحزب الشيوعي اللبناني أن علاقة الشيوعيين بالحزب التقدمي الاشتراكي ، أيام كمال جنبلاط وبعد استشهاده أيضا، كانت أرفع من علاقة تحالف، وأن زعيم الحزب الاشتراكي لم يكن زعيما لحزبه فحسب بل لكل الوطنيين أيضا وللشيوعيين منهم على وجه الخصوص.
اليوم صارت تلك الصورة من الماضي . فهل تتحمل قيادة الحزب الشيوعي اللبناني وحدها مسؤولية التردي الفظيع في العلاقات بين الحزبين ، أم أن وليد جنبلاط يتحمل هو الآخر قسطا من المسؤولية في ذلك؟
على صعيد آخر، يعرف اللبنانيون أن كمال جنبلاط، إلى جانب كونه زعيما درزيا، وطد زعامته السنية والشيعية في صورة لم يكن يرقى إليها شك، ودخل في شراكة على الزعامة الوطنية اللبنانية مع منافسيه من القادة المسيحيين. وأستطيع أن أروي كشاهد عيان، أن أحد رجال الدين في الطائفة الشيعية دخل بيتا شيعيا ووجد فيه صورة الشهيد كمال جنبلاط فامتعض. قال له رب المنزل وهو حاج في الستين: هذا بمثابة إمامنا الثالث عشر، ما عليك إلا أن تتكيف مع هذه الحقيقة أو أن تغادر. وغادر.
اليوم تبدو علاقة الشيعة مع البيت الجنبلاطي كأنها خارجة للتو من قرنين من الزمن ، أيام لم يكن لبنان ولا كانت دولة ولا وطن ، بل كانت حروب ملل في ولايات الملل العثمانية .فمن ذا الذي يتحمل المسؤولية في تضييع هذا التراث النضالي المشترك المعمد ؟ هل هي سياسة حزب الله ومظاهرة 8 آذار وحدهما أم أن وليد جنبلاط يتحمل هو الآخر قسطا من المسؤولية؟
هل يمكن أن تبقى الزعامة اليسارية زعامة يسارية من غير اليسار ومن غير الشيعة ؟ وهل اليسار وحده والشيعة وحدهم من يتحمل مسؤولية التحولات وتبعاتها؟
مثل تلك التحولات الكبرى لا تحصل بين ليلة وضحاها ، ولا بد أن تكون لبناتها قد تراكمت ، لكن عنصرا ثابتا في سيرورة التحولات هذه تجسد في الموقف من الدور السوري في لبنان ، وفي الموقف من بناء الوطن والدولة..
القوى السياسية اللبنانية كلها ، من غير استثناء ، أخطأت ، حين فضلت لبنان الساحة على لبنان الوطن ، وحين استدرجت قوى خارجية من بينها نظام الوصاية السوري . منها من شارك في استدراجه ومنها من خضع لابتزازه ومنها من قبل أن يكون أداة من أدواته ، ومنها من خاض معه حربا مغولطة أي ذات دوافع ملتبسة . لذلك بدا أن أي تبديل في وجهة الموقف ، حتى لو كانت وجهة التبديل صحيحة وهذا ما ينطبق على حالة وليد جنبلاط ، كان يحتاج إلى سياق آخر من التعبئة السياسية حتى لا يبدوكأنه نابع من حجج ثأرية لدى جنبلاط وسائر السياديين.
بتعبير آخر، حتى لو كان اندحار القوات الاسرائيلية عام 2000 قد شكل فرصة ضرورية للتلاقي بين جنبلاط والقوى المسيحية التي كانت سباقة في الاعتراض على الدور السوري، فهي فرصة غير كافية ، لأن المبررات السياسية السليمة لذاك التلاقي كانت بحاجة، قبل كل شيئ، إلى مراجعة نقدية صريحة لكل الموقف من استدراج الخارج أو الاعتماد عليه لترجيح الموازين الداخلية. في غياب مثل هذه القراءة العلنية، اتهم جنبلاط بالتسرع ، وقرأ، بصورة مغلوطة، التوازنات الإقليمية والدولية في حينه، ولذلك سرعان ما تراجع فقبل بلقاء المختارة الذي رعاه عبد الحليم خدام. منذ ذلك التاريخ أخذت تنتشر في وسائل الإعلام وفي البرامج الفنية الرديئة وفي الوعي الشعبي صورة جنبلاط المتقلب المواقف.
لم يبد واضحا أن التبدل نابع من أساس سياسي جريء قوامه إيمان صريح بلبنان الوطن بديلا عن لبنان الساحة ، بل بدا أن هذا التبدل أقرب إلى التقلب منه إلى الانقلاب ، لأنه بدا كأنه من غير مقدمات، أومقطوعا من سياقه . بدا كأنه موقف مفاجئ ، لم تفهمه أدوات سوريا ، لأنها لم تدرك حاجة لبنان إلى المصالحة الوطنية ، خصوصا أن جنبلاط وقف في أول الطائف ساخرا، هو والسوريين وأدواتهم، من لقاء جورج حاوي مع سمير جعجع. لقد بدت ظروف المصالحة، في نظر جنبلاط ، ناضجة مع انسحاب اسرائيل التي شكل دخولها إلى لبنان، عام 76 ذريعة لدخول سوريا . لم تستوعب أدواة سوريا معنى أن يكون استبداد الأجهزة قد تجاوز كل الحدود ، وربما لأن سوريا لم تتعامل مع ” حلفائها ” في لبنان إلا بصفتهم أجهزة ، ولذلك لم يتعامل حلفاؤها معها إلا بصفتهم أجهزة ، فكيف إذن يتمرد المرء على نفسه؟!
على صعيد العلاقة بين جنبلاط و الحزب الشيوعي اللبناني كان يبدو الطرفان ، غداة مؤتمر الطائف ، يؤسسان لمسارين متناقضين . المؤتمر السادس للحزب الشيوعي قام بمراجعة نقدية شجاعة ، لكن قيادته الجديدة سرعان ما راحت تتراجع ، بعد استقالة جورج حاوي ، عن ذاك النقد الشجاع الذي طاول كل شيء ، النظرية والبرنامج وأطر التنظيم ، وطاول ، على نحو خاص ، نقد تجربة لبنان الساحة ، فشمل التراجع ، مما شمل ، مسألة التقارب مع القوات اللبنانية لبناء وحدة وطنية مع خصوم الأمس في مواجهة كل أخطار ومصالح القوى الخارجية. غيرأن النقلة لم تكن ناضجة فوقف نظام الوصاية منها ومن الحزب الشيوعي موقفا عدوانيا سافرا كان من نتائجه خروج الحزب(ربما لحسن حظه) من نعيم السلطة.
قيادة الحزب الشيوعي اللبناني استمرت على خط التراجع هذا، مؤتمرا بعد مؤتمر ، بالرغم من العقوبات القاسية التي فرضت عليها ، إذ إن الرئيس السوري ظل يرفض استقبالها منذ عام 1992 حتى العام2004 ، حتى إذا أفرج عن تحديد موعد لها استدعاها إلى اللقاء معه غداة محاولة اغتيال مروان حمادة ، فوقعت في الفخ ، مرتكبة حماقة سياسية ما بعدها حماقة ، بحق الحزب الشيوعي اللبناني أولا وبحق كل ضحايا نظام الوصاية أما جنبلاط فقد بدأ ساخرا من محاولات التقارب مع خصوم الأمس ، لكنه سرعان ما راح يتعامل من موقع الحرص الوطني مع ملف المهجرين، أي مع ملف إعادة بناء الوحدة الوطنية ، لكن تبدل موقفه من الخصومات الداخلية و من نظام الوصاية السوري كان يمضي صعدا، واحتدم بعد الزيارة التاريخية التي قام بها البطرك إلى الجبل ، وبعد الانسحاب الاسرائيلي في عام 2000، ثم خلال معركة التجديد لرئيس الجمهورية ،عام 2004، حين بلغ ذروت صدامه مع الإرهاب المخابراتي. في اللحظة التي صار فيها جنبلاط يمثل حقا ضمير الوطن وبصيص الأمل في إعادة بناء الوطن سيدا حرا مستقلا ، كانت قيادة الحزب الشيوعي اللبناني تنحدر في مواقف الالتحاق بنظام الوصاية ، بل بأدوات ذاك النظام ، وبلغت الدرك الأسفل في مواقفها المشينة غداة اغتيال الرئيس الحريري . إذن كان من الطبيعي أن يبدو موقف الحزب الشيوعي غريبا لا على جنبلاط وحزبه وأنصار السيادة والحرية والاستقلال وحدهم ولا على تراث التقدم والتحرر الذي ساهم الحزب في صنعه ، بل كذلك ، وبالدرجة الأولى ، على آلاف الشيوعيين الذين عبروا عن اعتراضهم ، فانكفأ بعضهم بصمت وقبع في حالة انتظار ، وانشق آخرون ، واعترض فريق ثالث على سلوك القيادة التي تتحمل وحدها مسؤولية دفع الحزب إلى حالة التشرذم والتشتت والتفتت .
مسؤولية وليد جنبلاط في ذلك تكمن في تعامله مع اليسار من موقع الزعيم الدرزي لا من موقع زعامة اليسار التي أسسها كمال جنبلاط . تعامل مع اليسار كأنه لا يعنيه ، واستخف بحجم الاحترام الذي يكنه الشيوعيون للزعيم كمال جنبلاط (احترام يصل حد الولاء ) وبدده حين راح يتعامل مع شظايا الحزب الشيوعي لا مع تراثه ، إذ كان أكثر جدوى للعمل اليساري والوطني ولإعادة بناء الوطنية اللبنانية لو استكمل وليد جنبلاط واستكملنا معه تجربة المعلم في بناء المشروع اليساري.
كمال جنبلاط كان يعتقد باستحالة وصول اليسار الفئوي ، أي اليسار الحزبي ، مهما بلغ اتساع نفوذه ، إلى السلطة ، ولذلك عمل على تشكيل يسار وطني بدأ في صيغة تحالف بين الأحزاب التقدمية ثم ارتقى إلى صيغة الحركة الوطنية اللبنانية . كما كان يعتقد بأن دور اليسار ، في الحالة اللبنانية الملموسة ، لا يتمثل في قلب نظام الحكم على طريقة الأنظمة العربية ، ولا في بناء الاشتراكية على الطريقة السوفياتية أو الصينية (وهو ما قاله مخاطبا الشيوعيين في عيدهم الخمسين ، عام 1974) ، بل في القيام بالثورة الديمقراطية ، أي في بناء دولة القانون والكفاءة . وقد كان كمال جنبلاط يعرف أن الممر الإلزامي لأية زعامة وطنية هو التحالف والتعاون مع اليسار عموما والحزب الشيوعي خصوصا ، لأن جذوره العلمانية تسهل انتشاره في كل الطوائف والمناطق ، وإلا فأن أية زعامة لبنانية من دون اليسار تبقى محكومة بالحدود الجغرافية والمناطقية للطوائف . وأعتقد يا وليد بك أن هذه الحقيقة ما زالت هي هي لم تتغير، بل زادت رسوخا ، بالرغم من( بل بفعل) كل التغيرات التي طرأت على أوضاع بلادنا بعد اغتيال كمال جنبلاط . لبنان هذا لن يخرج من أزمته إلا ببناء دولة القانون والمؤسسات والكفاءة ، دولة تتجاوز نظام المحاصصة الذي يتمسك به محاصصو الطوائف إلى الدولة التي يتصالح فيها خصوم الأمس ، وتتصالح فيها الطوائف مع القانون.
أما سؤال الشيعة فلربما كان أكثر تعقيدا. لقد نجح نظام الوصاية في دفع الحرب بين اللبنانيين إلى دركها الأسفل : الحرب بين الطوائف ، بل داخل كل الطوائف . حصل ذلك بعد اغتيال كمال جنبلاط، ومن المؤكد أن من بين أسباب اغتياله تسهيل عملية الانحدار هذه وتسريعها . ثم تفاقم الأمر بعد الاجتياح الإسرائيلي . وقد حفظت ذاكرة الحرب في سجلاتها فصولا غير محمودة من العلاقات بين الطوائف . وفي الصراع بين الطوائف لاتكون واحدة على خطأ وأخرى على صواب.
لقد أمعنت عوامل شتى في تدمير التراث الوطني التقدمي اليساري الذي بناه كمال جنبلاط ، من بينها الاحتلال الاسرائيلي والوصاية السورية وحروب الطوائف وأزمة اليسار ، الخ .غير أن مسؤوليتنا اليوم يا وليد بك لاتقتصر ، بل ينبغي ألا تقتصر ، على محاكمة القتلة ، من قتلة جنبلاط حتى قتلة وسام عيد ، وخصوصا قتلة الحريري ، بل هي تتعدى ذلك ، وينبغي أن تتعدى ذلك ، إلى البحث عن إعادة البناء : إعادة بناء الوحدة الوطنية والدولة والوطن ، والتراث اليساري الجنبلاطي الذي كان من مزايه أنه تراث وطني
عابر للطوائف والمناطق.
من هذه الزاوية ينبغي أن يقرأ موقف القيادات الشيعية قراءة تاريخية ، وأن يرى في تنوعه وغناه ، وأن يعامل بالروية والتفهم .فالشيعة ليسوا فحسب من قال لسوريا شكرا (على عمليات الاغتيال ومحاولات الاغتيال ) ، بل هم الذين دفعوا كذلك ثمن المواجهة مع كل صنوف التدخل الخارجي ، ضد الاحتلال الاسرائيلي أولا ، وضد الاستبداد القومي أيضا ، دفعوا ذلك دماء على كل الجبهات ، ومواقف مشرفة في كل المناسبات . والشيعة هم الذين حموا المقاومة الفلسطينية وكانوا خزان الثورة التقدمية على الظلم ، وهم الذين شكلوا حاضنة اليسار ، وهم الذين زودوا الوطن بالمفكرين والشعراء والأدباء ، ومن بيوتاتهم الدينية ظهرت شخصيات وقامات ومقامات لا يزال نورها مشعا رغم كل مناخ التعصب الأصولي والشحن المذهبي السائد.
يعرف اللبنانيون حجم الألم الذي تعتصره في نفسك لأن البعض يقابل شهامتك بالنكران ، ويقابل شموخ دفاعك عن المقاومة في المحافل الدولية ، أنت والحريري، بالتخوين ، ويرد على حماستك للوحدة الوطنية بالشحن المذهبي، الخ ، الخ . غير أنك مطالب ، من موقع حرصك على السلم الأهلي بألا ترد على لغة التخوين بمثلها.
حتى لو كان ما تقوله عن مشروع إيران الإقليمي صحيحا ، فإن نعته بالفارسي ينطوي على دلالة غير مستحبة عند من يرى في إيران، بالأولوية، شيعيتها وليس فارسيتها. بل إن أي كلام عن المشروع الإيراني ينبغي ألا يتجاوز حدود الحرص على الوحدة الوطنية اللبنانية وإعادة بناء الوطن والدولة، لأن أي تجاوز لذلك يتحول إلى مادة تحريضية ضد الأمبريالية و”حلفائها” حتى لو كان كل ما تقوله في سجالك مع حزب الله وقيادته صحيحا، وهو في معظمه صحيح ، فإن مواجهة المشروع المذهبي من خارجه لا تؤدي إلى إضعافه بل إلى تأجيجه . ذلك لا يعني طبعا أن مواجهة المشروع المذهبي الشيعي ينبغي أن تكون من اختصاص قوى شيعية حصرا، بل بواسطة مشروع وطني ، غير مذهبي هو الآخر ، مشروع غير محسوب على قوى ينظر إليها، هي الأخرى،
على أنها مذهبية أو طائفية.
حتى لو كانت تصريحاتك وخطاباتك لا ترمي إلىغير التعبير عن المواقف السليمة والصحيحة، فلا يجوز لك، كما لأي قائد، أن يأمن للغة. اللغة قد تخون، فالكلمة التي تصدر عن القائد، تنطوي على كاريزما سياسية ،مثل تلك التي تصدر عن رجل الدين (كاريزما أو قداسة دينية) فيكون تأثيرها في الرأي العام غي تأثيرها إن هي
صدرت عن مرجع آخر.
حتى لو كنت تملك وحدك كل الحقيقة، فإن من الحقيقة أن حزب الله بحاجة إلى احتضان أيضا، لأن مواقفه ، على ما فيها من لهجة تصعيدية وتخوينية وتهويلية، ناجمة جزئيا عن حالة ارتباك في تحديد خياراته وسلم أولوياته . فبمقدار ما هو صادق في ولائه للمشروع الإيراني ومدين للمساعدات الإيرانية ، وبمقدار ما هو صادق في نضاله ضد الصهيونية، فهو كذلك صادق في حرصه على السلم الأهلي وعلى الوحدة الوطنية، ومن الطبيعي أن تنعكس أولويات حلفائه في الخارج عليه ارتباكا، ومن الواجب على اللبنانيين أن يساعدوه للخروج من حالة الارتباك هذه.
من حق الشيعة ومن حق اليساريين أن يطالبوا وليد جنبلاط بإحياء تراث كمال جنبلاط ، وهو تراث يعبر الطوائف والمناطق ، ويبني وطن العروبة والديمقراطية، ولا يرمي في “ثورته” إلى أكثر مما أنجزته الثورة الفرنسية: الدولة الحديثة، دولة القانون.
لكن هذه الدولة وتلك الثورة بحاجة إلى مشروع ، مشروع يتجاوز حدود السجال إلى البناء، يتجاوز دولة المحاصصة إلى دولة المؤسسات، ويتجاوز المناكفات إلى شيء من البرنامج المرحلي للإصلاح الديمقراطي الذي وضعه كمال جنبلاط، لا سيما إلى قانون للانتخابات يعتمد النسبية والدائرة واحدة.
moukaled47@hotmail.com
* كاتب لبناني
كتاب مفتوح إلى وليد كمال جنبلاطسحر الأرقام وضلالها خالص جلبي – أرسل لي الأخ نبيل أن الأرقام تسحره فلا ينظر في موعد ووقت إلا خرجت له الأرقام مثنى وثلاثا ورباع، حتى إن عمره أصبح ثلاثا وثلاثا أي 33 عاما وهو يرسل رسالته إليّ ويريد تفسيرا لغموض وسحر الأرقام، وهو يذكرني بفيثاغوراس وأرخميدس من آباء الرياضيات. وفي الواقع فإن للأرقام سرها وسحرها، ولفت نظري أن الذين قاموا بتفجير أبراج نيويورك كانوا تسعة عشرا، والذين قاموا بتفجيرات الرياض بعدها كانوا من نفس الرقم تسعة عشر. وفي الآية (عليها تسعة عشر) عن رقم الملائكة في سقر؟ وأنا لا أريد توظيف الآية للسياسة بل… قراءة المزيد ..
كتاب مفتوح إلى وليد كمال جنبلاط
افهموها وكفى لف ودوان. سؤال هام؟هل يرضى نظام شمولي دكتاتوري مخابراتي بجار ديمقراطي؟ طبعا الجواب من اي انسان عاقل وحكيم وانساني ويحب امته ووطنه يقول لا ومن سابع المستحيلات. اذا فما هو الحل؟ ضمانات من الامم المتحدة باستمرار النظام الديمقراطي الذي اختاره الشعب من ارهاب جاره الديكتاتوري.
كتاب مفتوح إلى وليد كمال جنبلاط
كلامك جيد يا د مقلد و هو من تأريخ العمل ألوطني الديقراطي و التحرري, أنا أقترح عليك كتابة ألمزيد من ذاكرة هذا التاريخ عل من يقرأه يتعظ و خاصة الشيوعيين أللبنانيين , بدل الألتحاق ألأعمى بألمشاريع ألطائفية و كيف ينسى أللبنانيون ألوطنيون تأريخ ألعمل ألوطني مع ألأخذ بألأعتبار أخطاء ألحركة ألوطنية ألتي بينها (مع ألشدة على ألياء )ألأستاذ محسن أبراهيم و ألشهيد جورج حاوي قبل أستشهاده , و عاش لبنان حرا مستقلا وعربيا