في تطور ينطوي على دلالات بارزة اعلن في القاهرة مساء امس عن قرار لوزراء الخارجية العرب عشية اجتماعهم الاستثنائي اليوم يتضمن الدعوة الى “الانتخاب الفوري” للعماد ميشال سليمان ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية ذات “كفة راجحة” لرئيس الجمهورية.
وسبق هذا التطور اجتماع ضم وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل والسوري وليد المعلم في حضور عدد من الوزراء الاساسيين يتقدمهم وزير لخارجية المصري احمد ابو الغيط، والامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.
السنيورة يرحب
واجرى موسى اتصالاً هاتفياً برئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة اطلعه فيه على الاجواء التي سادت الاجتماع. وقد ابدى السنيورة “الترحيب الكامل” بالقرار واهمية ما تضمنه معتبراً “ان تفسير هذا النص من مسؤولية الجامعة”، وأبدى “استعداد الحكومة الكامل للمساعدة في تنفيذه”.
وعلم ان وزير الخارجية بالوكالة طارق متري ابلغ الى المجتمعين “ان فهم الحكومة اللبنانية للقرار يكون عبر انتخاب رئيس للجمهورية فوراً بحسب الاصول الدستورية ثم يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية بحسب الاصول الدستورية على الا يكون للاكثرية فرض القرارات، كما لا يكون في المقابل للمعارضة حق تعطيل القرارات وخصوصاً الاساسية منها على ان يكون الصوت الوازن بين الاثنين لرئيس الجمهورية”.
الاكثرية
وعلمت “النهار” ان مشاورات جرت بين القاهرة وبيروت امس شملت الاكثرية والمعارضة على السواء من اجل التمهيد لاعلان القرار رسمياً. وابدت اوساط بارزة في الاكثرية ارتياحها الى هذه “النتيجة الايجابية” واعتبرتها “مدخلا جيداً الى الحل الدستوري المتوازن”. ودعت الى “اجراء الانتخابات الرئاسية في اقرب وقت ممكن، آملة في ان يكون ذلك في الموعد الذي دعي اليه النواب في 12 الجاري او حتى قبل هذا الموعد”.
وقالت اوساط رئيس مجلس النواب نبيه بري انه تلقى اتصالا ليلا من موسى، مشيرة الى ان وفداً عربيا سيصل الاربعاء الى بيروت لمتابعة ما اتفق عليه في القاهرة.
المعارضة
وفيما تردد في القاهرة ان هناك صيغة متداولة للحكومة المقبلة تتضمن توزيعاً ثلاثياً للحقائب بين الموالاة والمعارضة ورئيس الجمهورية، ذكر ان اوساطا في “حزب الله” أبدت موقفا مماثلا في بيروت.
وليلا اعلن جبران باسيل القيادي في “التيار الوطني الحر” الذي يتزعمه النائب العماد ميشال عون ان اعطاء رئيس الجمهورية “الصوت الوازن في الحكومة يجب ان يكرّس دستورياً كما سبق للعماد عون ان اقترح”.
5 نقاط
وعلم ان نص القرار الذي اتفق عليه امس سيذاع في القاهرة اليوم ويتضمن خمسة بنود هي:
1 – الترحيب بتوافق جميع الأفرقاء اللبنانيين على العماد ميشال سليمان مرشحا لرئاسة الجمهورية والدعوة الى انتخابه فورا.
2 – تشكيل حكومة لبنانية جديدة بعد الانتخابات الرئاسية تبعا للدستور اللبناني.
3 – العمل على انجاز قانون جديد للانتخابات النيابية.
4 – تكليف الامين العام لجامعة الدول العربية متابعة تنفيذ بنود هذا القرار.
5 – يعقد الاجتماع التالي لتقويم نتائج التحرك العربي واتخاذ المواقف اللازمة في 27/1/2008.
ممهدات
ولاحظت اوساط ديبلوماسية في بيروت ان ولادة “الحل العربي” بموافقة سورية جاءت بعد محادثات اجراها وزير الخارجية السوري وليد المعلم وممثل قائد الثورة الاسلامية في المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي لاريجاني مساء اول امس في دمشق، وقد نُقل عن الاخير تأكيده “دعم بلاده للجهود التي تبذلها سوريا من اجل التوصل الى حل توافقي” لازمة الانتخابات الرئاسية في لبنان.
كما جاءت هذه التطورات غداة زيارة مفاجئة لرئيس وزرا ء قطر الشيخ حمد بن جاسم الى دمشق واجتماعه بالرئيس السوري بشار الاسد قبل ان ينتقل الى القاهرة للمشاركة في الاجتماع الوزاري العربي.
القاهرة
وافاد مراسل “النهار” في القاهرة جمال فهمي انه في خطوة مفاجئة عكست كثافة المشاورات وقوة الضغوط التي مارستها طوال الـ 48 الساعة الأخيرة كل من المملكة العربية السعودية ومصر على دمشق، أنهى وزراء الخارجية العرب مساء أمس من دون اعلان مسبق البحث في موضوع الأزمة اللبنانية الذي كانت مقررة مناقشته اليوم (الاحد) في الاجتماع الاستثنائي لمجلس الجامعة العربية الذي دعت القاهرة والرياض الى عقده الاسبوع الماضي.
وأصدر الوزراء في ختام اجتماع قصير (اقل من ساعة) قرارا اعتمد بالاجماع وتلاه الأمين العام للجامعة عمرو موسى تضمن “خطة عمل متكاملة” لانهاء الازمة السياسية اللبنانية تشتمل على ثلاث نقاط اولاها “الانتخاب الفوري للعماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية”، وثانيتها “الاتفاق الفوري” أيضا “على تشكيل حكومة وحدة وطنية تجري مشاورات لتأليفها على الا يتيح التشكيل ترجيح قرار او اسقاطه بواسطة أي طرف ويكون لرئيس الجمهورية كفة الترجيح”، اما النقطة الثالثة والاخيرة فهي الدعوة الى “البدء في صياغة قانون جديد للانتخابات فور انتخاب رئيس الجمهورية وتأليف الحكومة” .
وكلف الوزراء الأمين العام للجامعة “اجراء اتصالات فورية مع جميع الأطراف اللبنانيين والعرب والاقليميين والدوليين”.
وتضمن القرار امكان أن يستعين موسى “بأي مسؤول عربي لمساعدته في هذا الشأن”.
كذلك قرر الوزراء عقد اجتماع استثنائي آخر لمجلس الجامعة يوم 27 كانون الثاني الجاري للبحث في نتائج هذه الجهود والاتصالات.
وأكد موسى في تصريحات صحافية عقب الجلسة التي تحولت من تشاورية الى رسمية أن القرار الذي استهله الوزراء بالاعراب عن “الترحيب باجماع الأفرقاء اللبنانيين على ترشيح العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية اللبنانية”، تمت الموافقة عليه بالاجماع في حضور وزير الخارجية السوري وليد المعلم ووزير الخارجية اللبناني بالوكالة طارق متري.
وأعلن موسى نجاحه في عقد لقاء مطول في منزله ضمه مع كل من وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ونظيره السوري وليد المعلم، الى وزيري الخارجية المصري أحمد ابو الغيط والعماني يوسف بن علوي، ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم، وهو اللقاء الذي تم التوافق فيه على صيغة القرار ومن ثم التبكير باعلانه مساء أمس بدلا من اليوم، حسب ما أكدت مصادر الجامعة العربية لـ “النهار”.
وكانت المصادر نفسها أبلغت الى “النهار” أن المعلم ووجه في بداية اللقاء بضغوط قوية من الفيصل وصلت الى حد التلويح بأن الملك عبد الله سيقاطع القمة العربية المقبلة المقرر عقدها في دمشق في اذار المقبل ما لم تضغط سوريا على حلفائها في لبنان من أجل انهاء أزمة الفراغ الرئاسي في هذا البلد وعدم وضع شروط تعجيزية لتعطيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وأكدت المصادر أن الفيصل كان حريصا على أن يكون هذا الموقف السعودي موقفاً مشتركاً مع عواصم عربية أخرى مهمة بينها القاهرة. لكن الوزير السعودي فتح الباب أمام نظيره السوري لامكان التوصل الى تفاهم حول مطالب المعارضة اللبنانية مما مكّن موسى من أن يقترح الصيغة التي استند اليها القرار الوزاري والتي تقدم نوعا من الضمان العربي للأفرقاء اللبنانيين كافة وتقوي في الوقت ذاته مركز الرئيس الجديد وتستجيب بقدر ملحوظ لتوجسات قوى الثامن من آذار في شأن تشكيلة الحكومة وضرورة تغيير قانون الانتخاب الحالي.
وكان متري عقد اجتماعا بعد ظهر أمس مع وزير الخارجية المصري الذي أعلن بوضوح عقب الاجتماع ان انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان “هو اولوية قصوى تحتمها الاوضاع الهشة في لبنان على أن تعقب ذلك تفاهمات وتوافقات حول العديد من الأمور التي تشغل بال السياسيين اللبنانيين”.
اكثرية ومعارضة
واستباقاً للمؤتمر الوزاري في القاهرة اليوم تحركت الاكثرية والمعارضة على السواء في اتجاه المؤتمر. فقد جال وفد من نواب الاكثرية امس على سفراء مصر والاردن واليمن وسلمهم مذكرة تطالب بـ”اتخاذ اجراءات رادعة في حق النظام السوري بسبب تدخله في شؤون لبنان”. وتدعو المذكرة ايضا الى “مساعدة لبنان على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية”.
في المقابل اجرى وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ باسم المعارضة اتصالا هاتفيا بالأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بعدما بعث اليه برسالة طلب توزيعها على الوزراء العرب تقول ان الاجماع على ترشيح العماد سليمان رئيساً توافقياً يجب ان يكون “مدخلا الى الحل الشامل وليس ترحيلاً للأزمة اياما معدودة”.
اشتباك سياسي
لكن الحدث اللبناني في القاهرة لم يمر من دون صخب في بيروت وإن تحت عنوان هجوم واسع من “حزب الله” على رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وحكومته ثم على رئيس كتلة “المستقبل” النائب سعد الحريري بذريعة الرد على الرد الذي صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس السنيورة غداة المقابلة التلفزيونية مع الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله الاربعاء الماضي على شاشة الـ”ان. بي. ان”. وقد استحضر مصدر وزاري لـ”النهار” مشهد الحرائق في بيروت بعد البرنامج التلفزيوني الذي حاكى شخصية نصرالله، كاريكاتوريا ليقول: “انها حفلة حريق سياسي جديد يحضر لشيء ما على الارض”.
بدورها سجلت مصادر حكومية ملاحظاتها على هذه الحملة فقالت: “ان الهدف منها قد يكون ابعد من الرد على المكتب الاعلامي للسنيورة وهو يمهّد لما يحضّر له “حزب الله” في المستقبل القريب مما يضع البلاد على شفير المجهول”.
وقد سارع السنيورة امس الى اجراء اتصالات بمفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، وبنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، وبالعلامة السيد محمد حسين فضل الله، مؤكداً لهم “ضرورة الابتعاد عن كل ما يدفع بالاجواء الداخلية الى التشنج والاحتقان لما يشكله هذا الامر من خطر على اللحمة الداخلية في هذا الظرف الحساس الذي يمر بالبلاد”.
من جهته عقد وزير الاعلام غازي العريضي مؤتمراً صحافياً خصص لهذه الحملة مقارناً بينها وبين الحملة التي شنت عشية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وقال: “آمل الا يكون ما يجري مقدمة لمسلسل جديد نقع فيه فتقع البلاد ويخسر اللبنانيون كل اللبنانيين”.
انتخاب سليمان فوراً وكفة الترجيح في الحكومة لرئيس الجمهورية
هل ستنجح هذه المرة الجامعة العربية في اقناع نظام الفساد والافساد السوري بتطبيق الاتفاق الذي وصلت اليه لان تاريخ هذا النظام يدل على انه لا يوثق به. واذا لم يستجيب فما هي العقوبات ام ستعود حليمة لعادتها القديمة لف ودوران وشعارات وزعيق واتهام الاخرين بالعمالة لاسرائيل وامريكا لتضليل الجهلة؟؟؟؟ نعم نناشد العالم الحر والامم المتحدة والجامعة العربي:حماية لبنان المستقل من تخريب النظام السوري وإرهابه ولا يكفي الكلام المهم التطبيق.
انتخاب سليمان فوراً وكفة الترجيح في الحكومة لرئيس الجمهورية
اراهنكم إن ما يسمى المعارضه والملتزمه بالقرارين السوري والإيراني لن توافق على هذا الحل وإن غدا لناظره قريب ليس لأنها لا ترد ولا تطيعهما …..
ولكن لأن هذين النظامين لن يستطيعوا أن بيهدؤا قبل سقوط لبنان في غياهب سجونهم
المهيئه أصلا لمثل شعبنا الحضاري المنفتح
وأن غدا لناظره قريب
انتخاب سليمان فوراً وكفة الترجيح في الحكومة لرئيس الجمهورية
الكل اصبح يعلم ان النظام السوري مخابراتي ارهابي منافق لا يوثق به والسيد جاك شيراك قال انه نظام لا يوثق به اي لا يوثق