دبي – حكم البابا
يخصص تقرير العربية.نت السينمائي مادته الرئيسية هذا الأسبوع لفيلم المخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد (خارج التغطية) الذي شارك مؤخراً في مسابقة الأفلام الروائية لمهرجان دبي السينمائي الرابع ولم ينل أية جائزة، بعد مشاركته في مهرجاني دمشق والقاهرة السينمائيين، كما يقدم التقرير في إشاراته ملاحظات على جوائز مهرجان دبي التي نشرها تقرير العربية نت السينمائي الأسبوع الماضي قبل إعلانها رسمياً في حفل توزيعها، وماجرى في كواليس لجنة تحكيم المهرجان، خاصة بعد تصريحات عضوتها الروائية المصرية ميرال الطحاوي حول تسييس الجوائز، التي أهملت المستوى الفني للأفلام لصالح المقولات السياسية.
*
خارج التغطية: دراما تلفزيونية على شريط سينمائي
يعتبر المخرج عبد اللطيف عبد الحميد أكثر مخرجي السينما السورية حظوةً ودلالاً بالنسبة إلى الجهة الوحيدة المنتجة للسينما حالياً في سورية، وهي المؤسسة العامة للسينما التي تتبع إدارياً لوزارة الثقافة السورية، ليس لأنه الأوفر فرصاً في عدد الأفلام التي قام بإخراجها فقط قياساً لأبناء جيله فقط، ولا لأنه أيضاً الذي لم يعان أية مشكلة رقابية أو انتاجية في إنتاج أفلامه مع الجهة المنتجة كما حدث مع مجايليه من مخرجي السينما السورية، ولكن لأنه استطاع أن يقنع مؤسسة السينما السورية بانتاج السيناريوهات التي كتبها سينمائياً، والتي لم تكن لتحظى لولا الدلال والرعاية اللتان يتمتع بهما بأكثر من فرصة في الانتاج كسهرات تلفزيونية لا أكثر، سواء بسبب أحداثها البسيطة إلى حد السذاجة أحياناً التي يشبه بنائها الدرامي أسلوب الحكاية الشفوية أو النكته، من دون أن يرقى حتى إلى مستوى بناء الحدث القصصي المبني فنياً، أو لصورتها المسطحة الخالية من أي عمق أو دلالات أو تعبيرات تساهم في إغناء الحدث الذي يجري أمام المشاهد على الشاشة. والانصاف يقتضي أن أقول بأن فيلمي عبد اللطيف عبد الحميد الأوليين (ليالي ابن آوى) و(رسائل شفهية) حظيا بترحيب نقدي وجماهيري إبان عرضهما كونهما قدما نكهة جديدة ومختلفة في السينما السورية، أولاً لأنهما صورا بحالة من الحب والفهم بيئة خاصة من الريف السوري شبه مجهولة بالنسبة لمشاهد السينما، وثانياً لأنهما قدما أحداثهما بطرافة جديدة ومختلفة عن كوميديا المدينة التي اعتاد عليها المشاهد السوري، ولكن عبد الحميد وتمرداً على تأطيره كمخرج للكوميديا الريفية، وفي محاولة لمجاراة المستوى الجمالي والفني والفكري لأعمال زملائه المخرجين الأبرز في السينما السورية محمد ملص وسمير ذكرى وأسامة محمد، حاول تقديم أعمال “مثقفاتية” خارج البيئة الريفية التي يعرف تفاصيلها جيداً، فضيّع تلقائيته التي ظهرت في فيلميه الأوليين، وتحولت بساطته إلى سذاجه فنية وفكرية في تعامله مع المواضيع الجديدة التي طرقها، وفيلم (خارج التغطية) يكاد يكون نموذجاً متكاملاً لمرحلته الجديدة. في (خارج التغطية) يحكي عبد اللطيف عبد الحميد قصة صداقة بين شخصين أحدهما سجين سياسي، والآخر حر يقوم على خدمة زوجة الصديق السجين وابنته، مقسماً وقته وجهده بينهما وبين زوجته وابنه، ومع الوقت والعشرة تتطور علاقة الوفاء للصداقة بين عامر (يؤدي الدور الممثل السوري فايز قزق) وزوجة الصديق السجين (تجسدها الممثلة الأردنية صبا مبارك) إلى حب يغلف توقاً جسدياً وحرماناً جنسياً لتنتهي بعلاقة، وتتحول علاقة المؤازرة والتعاطف بين زوجة عامر (تجسدها الممثلة السورية فدوى سليمان) وزوجة الصديق السجين إلى غيرة وكراهية ومحاولة للاستعانة بمعارف وأصدقاء للافراج عن صديق زوجها السجين، الأمر الذي يدفع بزوجها عامر بعد نجاح مساعي زوجته وعند سماعه بنبأ الافراج عن صديقه، ورغبة منه بالحفاظ على علاقته المحرّمة بزوجة هذا الصديق، إلى الشروع في كتابة تقرير للمخابرات كي تحتفظ بصديقه في سجونها. مشكلة عبد اللطيف عبد الحميد الأساسية والأولى هي في تعامله مع حالة السجن السياسي باعتباره حالة طبيعية، ومن دون إشارة أو حتى امتعاض إن لم أقل إدانة للسجن، باستثناء بعض مشاهد التوسط لزيارة السجن أو للافراج عن السجين التي تليق بمسلسل تلفزيوني مثل (مرايا) أو (بقعة ضوء) أكثر مما تليق بفيلم سينمائي، أما مشكلته الثانية فتكمن في معالجة هذه العلاقة الثلاثية المعقدة والانسانية، عبر تصويرها من زاوية الحرمان الجنسي والشبق الغريزي الذي يحرّك الشخصيات الثلاثة، وإغفال الألم الانساني الذي خلق هذه الحالة المأساوية، التي يتحول فيها الصديق إلى شريك للجلاد في معاقبة صديقه السجين، وتتحول فيها الصديقة وزوجة الصديق من راغبة في إطلاق صديق زوجها لأن الحرية حقه، إلى مستميته لاطلاق سراحه باعتبار حريته نوعاً من العقاب لزوجها ولزوجة الصديق السجين معاً، فرؤية عبد الحميد للعلاقة الملتبسة بين شخصيات فيلمه المعزولة عن أسبابها العامة تستدعي بالضرورة حكماً أخلاقياً عليها، وإدانة للشخصيات وسلوكها لا للظروف التي أجبرت هذه الشخصيات على إظهار أنانيتها وشرورها، أما المشكلة الثالثة التي تعاني منها معالجة عبد اللطيف عبد الحميد لموضوعه الشائك فتكمن في إطلاقه نوعاً من التعميم على زوجات المعتقلين السياسيين باعتبارهن نساء شبقات ومتاحات جنسياً. أما على مستوى الصورة ففيلم (خارج التغطية) أقرب إلى المشهدية التلفزيونية الخالية من أي عمق أو دلالات في خلفية حركة الممثل وحواره، والتي استعاض عنها عبد الحميد بمواقع تصوير على قدر كبير من الجمال الساكن، وباستثناء زوايا التصوير التي اختيرت بعناية لابراز مفاتن زوجة السجين وإضفاء جمال على مشاهدها على عكس مشاهد الزوجة التي ظهرت في حالة من البشاعة، لم تضف كاميرا مدير التصوير الاسباني إلزو روك لصورة عبد اللطيف عبد الحميد ومشاهده الطريفة والمألوفة في أفلامه السابقة جديداً على مستوى التعبير البصري. أخيراً خروج فيلم (خارج التغطية) من مهرجان دبي وقبله من مهرجان القاهرة بدون جوائز لم يثر أي امتعاض لدى أي من مشاهديه، والجائزة البرونزية التي حصل عليها في مهرجان دمشق ليست اكثر من جائزة ترضية لفيلم سوري في مهرجان سوري، وهي في أفضل الأحوال نوع من رد الجميل للدولة التي استضافت المهرجان.
*
إشارات: مهرجان دبي الذي لم تهدأ عاصقته!
* أثار نشر تقرير العربية نت السينمائي الماضي لبعض جوائز مهرجان دبي السينمائي قبل إعلانها رسمياً لغطا لم يهدأ حتى الآن، ومن بين ماأخذه على التقرير عضو لجنة التحكيم في المهرجان بيار أبي صعب رئيس القسم الثقافي في جريدة الأخبار اللبنانية التي يمولها حزب الله (وأرجو أن تفهم هذه المرّة كتعريف بالرجل لا كانتقاد له أو انتقاصاً من قدره كما فهمها هو) في مقال نشره في جريدة الأخبار، اعتباره نشر النتائج قبل إعلانها نوعاً من القنص والفضائحية، وهنا يحق لنا أن نتساءل مهنياً عما كان سيفعله أبسط صحفي فيما لو استطاع الحصول على نتائج مهرجان قبل إعلانها؟ ونتساءل عن الوصف الذي يمكن أن يطلقه السيد بيار أبي صعب على قيام عضو لجنة تحكيم مهرجان سينمائي بالظهور على الفضائيات وإبداء رأيه في أفلام مشاركة في مسابقة مهرجان هو أحد محكميه كما فعل هو، وقبل أن تظهر نتائج المهرجان!! * ومما يثير الضحك في كلام عضو لجنة التحكيم في المهرجان بيار أبي صعب هو محاولة إلقائه اللوم -ومن دون أن يملك أي دليل- في تسريب نتائج المهرجان قبل إعلانها على الروائية المصرية ميرال الطحاوي لتبرئة نفسه، مع العلم وهذه أقولها للمرة الأولى أن النتائج التي نشرتها العربية سربت إليها من قبل بعض الفائزين اللبنانيين الذي علموا بالجوائز قبل إعلانها ومن قبل عضو لجنة التحكيم اللبناني في المهرجان عبر تهنئته لهم بها، وإخبارهم بالجهد الذي بذله لاتنزاعها! * ولأن الشيء بالشيء يذكر لابد من تحية لشجاعة عضوة لجنة التحكيم المصرية الروائية ميرال الطحاوي لأنها انحازت للسينما ولم تنحز عشائرياً وقبلياً كما فعل غيرها من أعضاء اللجنة، الذي افترض وكولس “من الكواليس” وقرر أن من حق المخرج اللبناني برهان علوية -وهو مخرج مميز وصاحب تاريخ بالمناسبة- الحصول على جائزة ولو على فيلم رديء كعمله (خلص)، وكان من حق الطحاوي وبالمنطق العشائري نفسه أن تطالب بجائزة أو أكثر لمخرج كبير ومهم بحجم محمد خان يستحقها فيلمه (شقة مصر الجديدة) الذي كان بالتأكيد في كل عناصره الفنية أفضل بما لا يقاس من فيلم (خلص). * مالايستحق التعليق أو حتى الضحك هو كلام عضو لجنة التحكيم اللبناني حول إصرار العضو الأمريكي في لجنة التحكيم المخرج مايكل تشيمينو على منح جائزة المهر الذهبي لفيلم (تحت القصف) اللبناني! * وأخيراً لو طلب مني التعليق على جوائز مهرجان دبي السينمائي بجملة واحدة لقلت: أنها تستحق أن تسجل في سجل حزب الله اللبناني باعتبارها واحدة من عملياته الناجحة!
*
إشارات: مهرجان دبي الذي لم تهدأ عاصقته!
تصدر فيلم الحركة الجديد “فيروس نيويورك” إيرادات الأفلام في أمريكا الشمالية مسجلا 76.54 مليون دولار، وتدور قصة الفيلم الذي يقوم ببطولته ويل سميث حول عالم بارع ولكنه يعجز عن احتواء فيروس خطير يجتاح نيويورك. وجاء في المركز الثاني الفيلم الكوميدي الجديد “فرقة السناجب” بإيرادات 45 مليونا، والفيلم مأخوذ من مسلسل رسوم متحركة انتج خلال الثمانينات من القرن المنصرم ويدور حول بعض المواقف الطريفة لمجموعة موسيقية من السناجب. وتراجع من الصدارة الى المركز الثالث فيلم الحركة والمغامرة “البوصلة الذهبية” مسجلا 9.03 مليون دولار، ويحكي الفيلم قصة عالم متواز تسافر فيه الطفلة ليرا الى الشمال البعيد لتنقذ أعز اصدقائها وأطفال آخرين من تجارب مرعبة تجريها منظمة غامضة، والفيلم بطولة نيكول كيدمان واخراج كريس ويتز. وتراجع من المركز الثاني الى المركز الرابع فيلم المغامرة والخيال “أميرة من الماضي” بإيرادات ستة ملايين، وتدور قصة الفيلم حول أميرة أقحمتها ملكة شريرة من العالم الماضي الى الحاضر وفور وصولها تبدأ الاميرة جيسيل في تغيير نظرتها عن الحياة والحب بعدما تقابل محاميا في نيويورك، والفيلم من اخراج كيفين ليما ويقوم ببطولته امي ادامز وباتريك دمبسيه. وتقدم من المركز السادس الى الخامس فيلم الجريمة والدراما “لا مكان للكبار” مسجلا ثلاثة ملايين، وتدور قصة الفيلم حول تفجر اعمال عنف وتخريب بعد عثور صياد على جثث وكمية من الهيروين وأكثر من مليوني دولار نقدا.
*
حرب آن هاثاوي
وافقت النجمة الأميركية آن هاثاوي على المشاركة في بطولة فيلم جديد بعنوان “حرب العرائس” إلى جانب زميلتها كايت هادسون، على أن يبدأ تصويره خلال العام المقبل، حتى يصبح جاهزاً للعرض بدور السينما عام 2009، وتؤدي هاثاوي وهادسون في الفيلم دور صديقتين حميمتين تستعد كل منهما لحفل زواجها الوشيك، إلا أن الخلافات تدب بينهما حين تكتشف كل منهما أنها اختارت اليوم نفسه موعداً لحفل الزفاف، ما يشعل روح الغيرة والمنافسة بينهما لأول مرة، ويوقع الجميع بالتالي في مواقف كوميدية عدة. يُذكر أن آن هاثاوي (25 عاماً) انتهت مؤخراً من تصوير دورها في فيلمٍ كوميدي بعنوان “كن ذكياً” مع كل من الممثل الكوميدي ستيف كارول بطل فيلم “بتول في الأربعين”، إضافةً إلى النجم المخضرم بيل موراي.
*
ميشيل ويليامز في جزيرة مهجورة
أبدت النجمة الأميركية ميشيل ويليامز بطلة فيلم “جبل بروكباك” موافقتها على المشاركة في فيلم “الجزيرة المهجورة” مع كل من ليوناردو دي كابريو وبين كينغسلي ومارك رافالو، ومن إخراج المخرج الأميركي الحائز على جائزة الأوسكار مارتن سكورسيزي، ويرصد الفيلم المقتبس عن رواية بالاسم نفسه للكاتب الأميركي دينيس ليهان آثار الحرب على المجتمع الأميركي، من خلال قصة المارشال الأميركي تيدي دانييلز الذي يقوم بدوره ليوناردو دي كابريو والذي يكتشف هروب قاتلة مضطربة نفسياً (ميشيل ويليامز) من المستشفى الذي كانت محتجزة فيه، وتقوده تحقيقاته إلى وجود القاتلة الهاربة في جزيرة مهجورة، مما يدفعه لبدء حملة تمشيط لإعادتها إلى المصحة، إلا أنه يتعرّض في خلال ذلك إلى العديد من المفاجآت. وكانت ويليامز (27 عاماً) قد انتهت مؤخراً من تصوير فيلم درامي بعنوان “القائمة” مع كل من إيوان ماكريجور وهيو جاكمان.
*
توسيع جوائز المهر بمهرجان دبي السينمائي
مع إسدال الستار على فعاليات دورة مهرجان دبي السينمائي الدولي الرابعة هذا العام أعلنت اللجنة المنظمة لهذا الحدث السينمائي عن توسيع جوائز المهر للإبداع السينمائي العربي في دورة عام 2008 لتشمل مسابقة جديدة لسينما آسيا/أفريقيا، وستمنح مسابقة المهر لسينما آسيا/أفريقيا جوائز مالية لأفضل الأفلام الطويلة والقصيرة والوثائقية، فضلاً الجوائز التي أدرجت في دورة هذا العام بما، وهي أفضل ممثل وأفضل ممثلة وأفضل كاتب سيناريو وأفضل مونتاج وأفضل موسيقى تصويرية وأفضل مصور سينمائي، وستمنح مسابقتا السينما العربية وسينما آسيا/أفريقيا الجوائز المالية ذاتها. وقال مسعود أمر الله علي، المدير الفني للمهرجان، والمنسق العام لجوائز المهر: “يتمتع المهرجان بموقع مثالي لعرض الأفلام السينمائية من آسيا وأفريقيا، حيث يمثل نقطة وصل بين آسيا وأفريقيا وأوروبا. إننا نعتقد أن هذه الجوائز تجسد الطابع الكوني للمهرجان، كما تعكس التنوع الكبير في دبي، وإسهامات كافة الجنسيات التي تعيش على أرض الإمارات”، وأضاف أمر الله: “تعاني بعض المجتمعات السينمائية في دول آسيا وأفريقيا التي ستشملها المسابقة الجديدة من مشاكل وأزمات في عملية الإنتاج السينمائي، حيث يحتاج الفنانون، وخاصة في الدول النامية إلى الدعم والمساندة لتمكينهم من مواصلة هذه المهنة النبيلة”.
*
طفلة ذات تسع سنوات تفوز بجائزة أحسن دور نسائي في مهرجان مراكش
نال الفيلم الإستوني “خريف بال” للمخرج فايكو إنبويو النجمة الذهبية لمهرجان مراكش السينمائي الدولي السابع، فيما تقاسم فيلمان جائزة لجنة التحكيم، وهما “سلينكشوت تيرادور” للمخرج الفيليبيني بريانطي ميندوزا والفيلم الروسي “قوة الأحاسيس” للمخرج الجورجي ألكسي ميز خيريف، وعادت جائزة أحسن دور نسائي إلى الممثلة الطفلة الكورية الجنوبية يو يو مي عن دروها في فيلم “فتاة الأرض السوداء”، أما جائزة أحسن دور رجالي فقد ذهبت إلى الممثل الفينلندي طومي كوربيلا عن دوره في فيلم “عمل رجال”. واعترف رئيس لجنة التحكيم المخرج الأميركي من أصل تشيكي ميلوس فورمان بصعوبة اختيار الأفلام الفائزة وقال “نحن لا ندعي الموضوعية، فالمداولات كانت منفتحة واتسمت بالصراحة والاستقامة”، كما أكد أن المهم ليس الربح ولكن المشاركة. وشهد حفل الاختتام مشاركة النجمة السينمائية العالمية كاترين دونوف التي قدمت الجائزة الكبرى لمنتجة الفيلم الإستوني وممثلته الرئيسية. أهم ما ميز الأفلام الفائزة هو إسناد جائزة أحسن دور نسائي لطفلة لم تبلغ بعد سنتها العاشرة، وهي الممثلة “يو يو مي” التي جسدت دور “فتاة الأرض السوداء” في فيلم كوري يحمل العنوان نفسه، فتلقائية الفتاة وجرأتها سحرت مشاهدي الفيلم وتوقع الجميع أن تنال جائزة أحسن دور نسائي. ولم تفاجأ النتائج المتتبعين للأفلام 14 المشاركة في المسابقة الرسمية، فالفيلم الإستوني اتسم بقوته، فمن خلال شخصيات سوداوية رسم بورتريهات لشخصيات تائهة في بنايات بناها في السابق الاتحاد السوفياتي، أما الفيلمين الفيليبيني والروسي فقد شكلا توجها آخر في السينما المشاركة في المهرجان، ففي الفيلم الفيليبيني وظفت تقنيات الفيلم الوثائقي، في حين جاءت قوة الفيلم الروسي من تناوله للتحولات العميقة التي يعرفها المجتمع الروسي، خاصة انتشار الجريمة. ويمكن اعتبار غياب الفيلم الصربي “تراب”عن التتويج أكبر مفاجأة في نتائج الدورة السابعة للمهرجان الدولي للفيلم. للتذكير كان المهرجان قد انطلق يوم 7 كانون الأول واختتم اليوم 15 كانون الأول بقصر المؤتمرات بمدينة مراكش. وكان تكريم ليوناردو دي كابريو والسينما المصرية بمناسبة ذكراها المائوية أكبر أحداث الدورة الحالية.
*
بدء تصوير الجزء الأخير من أسد الأوراس
بعد توقف لمدة شهرين بسبب نقص في التمويل يستأنف المخرج السينمائي الجزائري المخضرم أحمد راشدي مطلع الشهر القادم تصوير الجزء الأخير من فيلمه الجديد “أسد الأوراس”، من سيناريو الصادق بخوش، الذي يؤرخ لحياة الشهيد الجزائري الرمز مصطفى بن بولعيد ويرصد فترة تاريخية حاسمة في تاريخ الكفاح الجزائري التحرري وثورة أول تشرين الثاني/نوفمبر الشهيرة (1954–1962) التي انتهت بطرد المستعمر الفرنسي من الجزائر. ويذكر أنه جرى استكمال ثمانين بالمئة من الفيلم الذي صوّر في الجزائر وفرنسا وكذلك على الحدود التونسية الليبية، وسيكون الفيلم جاهزا للعرض يوم 22 آذار/مارس 2008، في تاريخ متزامن مع الذكرى الثانية والخمسين لاستشهاد “أسد الأوراس”.
(العربية)