حسب رأي مانو خليل وهو مخرج سينمائي كردي سوري تخرج من جامعات تشيكوسلوفاكيا بان “الفن السينمائي على عكس كل الفنون الأخرى سهل وممتع وعميق المعاني وفيه بحور من الإمكانيات التعبيرية التي لو أجاد السينمائي استغلالها لوصل الى الكمال!” ويسعى مانو خليل ان يعطي السينما الكردية حقها بطريقة تختلف عن طريقة إجراء مقابلات يتحدث فيها أكراد عن مصائب الشعب الكردي والغبن التاريخي الذي أصابه. فالسينما عمل للكبار، سمح للعظماء أمثال فيديريكو فيلليني والأخوة تافياني وتاركوفسكي وبيرغمان من سبر الروح البشرية واللجوء الى داخل الإحساس البشري من خلال التمثيل الرائع للممثلين والإخراج والحوار الممتع والصورة الذكية. السينما الواعية لغة الكبار. ومانو خليل هو صاحب عدد من الأفلام أهمها: “هناك حيث ينام الله” وهو عن الحدود الفاصلة بين أكراد سوية وأكراد تركيا، و”الأنفال، باسم الله، البعث وصدام”، و”دافيد تولهيلدان”، وهو بصدد انجاز فيلم عن “تقسم كردستان” وعن “الهم الكردستاني الاوحد”..ويحمّل مانو خليل على بعض الأفلام الكردية غير الجادة ويقول :”الاطفال والحمقى قد يصورون أفلاما ولكنهم لا يصنعون السينما”.. وحسب رأيه، ان السينما ككل الفنون لها قوة هدم وقوة بناء. مثال على ذلك، اخرجت الالمانية “ليا ريفلشتاين” فيلما رائعأ من الناحية السينمائية ولكنه فيلم دعائي عن النازية وعن هتلر، ولكن هذا الفيلم لن يعرض ابدا بسبب قوته في الدعاية السلبية، له قوة هدم عنصرية. وهكذا يمكن للسينمائي ان يستعمل وجهي العملة. ولكن عندنا نحن الكرد أصبحت في الفترة الاخيرة عند البعض ممن امتهن السينما موضة اظهار مأساة الكردي من خلال افلام تستعطف الدموع وتظهر الكردي متخلفا، همجيا، لم يقترب من الحضارة الإنسانية بشيء، وكأنهم بهذا يساعدون في الكشف عن الظلم الذي يعاني منه الكرد، هناك خطأ في الطرح الدرامي، مما ينعكس سلبيا على قضية الشعب الكردي.
والحق ان الأكراد بدأوا الدخول الى العالم السينما من جديد بعد ان تركوها لمدة اعوام، أي منذ ان حصل فيلم “يول” (“الطريق” بالعربية) للسينمائي الكردي التركي الراحل يلماز كوناي على جائزة السعفة الذهبية مناصفة مع فيلم تركي لكوستا كافراس. يمكن القول ان وصول فيلم “الكيلومتر صفر” للمخرج الكردي العراقي من بلدة عقراوي ومقيم الان في فرنسا(باريس) والذي تدور احداثه على مسرح الحرب العراقية الايرانية الى مهرجان كان السينمائي العالمي الشهير ومشاركته في المسابقة الرسمية هو موعد الولادة الجديدة للسينما الكردية. ومنذ عامين يتحرك الكرد بشغف وبنشاط للمشاركة في المهرجانات وتتحول كاميراتهم من مكان الى اخر، من كهوف ومغاور وجبال كردستان الى بون وباريس والى سيدني واستكهولم ولندن لتعود من جديد الى كردستان، بلاد “الالف الثورة والالف حسرة” حسب تعبير جونثان راندل في كتابه “الامة في الشقاق: دروب كردستان كما سلكتها. فقبل أيام (الشهر الفائت) شهدت سيدني عاصمة اسراليا وملبورن وادلايد وبرزبن عدداً من الافلام الكردية عرضت في صالات العرض الهامة. هذه الافلام من خلال الشاشة الصغير (التلفزيون) وخصوصا في قناة (اس، بي، اس) الاسترالية والتي تهتم بثقافات المهاجرين الأصلية التي تتكون منها الان الامة الاسترالية. والأفلام التي كانت في استرالية هي للمخرج الكردي الايراني بهمني قوبادي، وفيلم ( يول) للمخرج السينمائي الكردي التركي الراحل يلماز كوناي. وحسب الاعلام الكردي، فانه تم عرض باقة كبيرة من الأفلام الكردية مثل ما حدث خلال الأيام الثلاثة التي بدأت في 16 نوفمبر واختتمت في 18 نوفمبر2007، حيث اقامت مجموعة الصور المتحركة الكردية وبأشراف كل من الفنان حسين جيهاني وزوجته السيدة تانيا رؤوف في قاعة العرض السينمائي بمكتبة ضاحية بلاكتاون بمدينة سيدني المهرجان الاول للأفلام الكردية الذي استمر على مدى ثلاثة أيام وبإمكانيات متواضعة. وتم فيه عرض 30 فيلما قصيرا من انتاج باقة من صناع الفلم السينمائي الكردي في كردستان وفي المهاجر،اهمها: فيلم (الأرض للمخرج كاظم اوز 27 دقيقة) وفيلم (العودة الى كركوك للمخرج كارزان شيربياني 47 دقيقة) وهو فيلم اقرب الى تحقيق صحفي يستعرض الواقع المعاشي في مدينة كركوك ، وفيلم (الجبال البيضاء للمخرج طه كريمي 30 دقيقة) و(انا غاضب مع الله للمخرج ابراهيم رحباني 17 دقيقة) وهو محاولة استكشاف الاحوال الاجتماعية والنفسية والثقافية للشباب المهاجر الكردي، وفيلم( القبلة الحلوة للمخرج شاخوان 7.5 دقائق) و فيلم (وجها لوجه، للمخرج شاهين عمر 22 دقيقة) و قضايا المرأة ( ارسلان وساكار للمخرجة كازاو محمد 15 دقيقة) و( الفستان الاحمر للمخرج هاوري بهجت 12 دقيقة ) وفيلم ( نيان للمخرج كيوان ماجدي 22 دقيقة) وفيلم (الفرصة المفقودة للمخرج خالد حمة لاو 14 دقيقة) وفيلم (الروح البضاء والجسد الاسود للمخرج جيا حسن 4 دقائق)، و( ستلايت للمخرج رحيم زبيحي 17 دقيقة) و ( الخوف للمخرج ماشالله محمدي 3.30 دقائق) و( الاطار للمخرج احمد سونر لقصة المخرج المرحوم يلماز كوناي 20 دقيقة)، وفيلم (( يلماز كوناي حياته وافلامه للمخرج جين ميلز) وفيلم (اللعبة الاخيرة للمخرج مزده ارسلان 13 دقيقة).
والجديد السينمائي سيكون مهرجان الأفلام الكردية في لندن ( من 30 / 11 ولغاية 6 / 12 -2007). وسيحضن مهرجان هذا العام مجموعة من الأفلام المختلفة (الاسطورية والوثائقية والصور المتحركة والافلام الطويلة و الافلام القصيرة). وستكون المشاركة ليس من كردستان وحسب بل من كل أصقاع العالم، حيث سيغني الكثير من المخرجين والمنتجين والممثلين فقرات هذا الحدث بآرائهم، علاوة على تنظيم اول مسابقة للأفلام القصيرة باسم المخرج الكردي الخالد “يلماز كوناي” في ذكرى رحيله. ويهدف هذا المهرجان لدعم وتطوير السينما الكردية وتمهيد السبيل امام بروز وظهور الطاقات والمواهب الجديدة. وحسب إداريي المهرجان،فإن ندائهم للمشاركة لقي تجاوبا منقطع النظير حيث تقدم اكثر من 80 مشتركا بأفلامهم، لينقلوا من خلالها قصصهم الى العالم بأسره.
فمنذ العام الماضي نجح منتجو الأفلام الكردية في المشاركة في المهرجانات العالمية للأفلام السينمائية ونالوا جوائز ثمينة في هذا الميدان، الأمر الذي يدلل على ان السينما الكردية ليست فقاعات.
والحق أن الأكراد اكتشفوا هذا العام بان إنتاج الأفلام السينمائية، ورغم كونه عملا حديث التاريخ نسبيا في كردستان، إلا انه غدا نشاطا فنيا مشهودا في أوساط المجتمع الكردي. والدليل على ذلك ان المهرجان سيعرض خلال أسبوع واحد أكثر من 100 فيلم مختلف الأنماط ، بدعم ومؤازرة حكومة إقليم كردستان في جنوب كوردستان، وبالأخص بمساعدة وزارة الثقافة في الإقليم وسائر المؤسسات المعنية بشؤون السينما في كوردستان والقنوات الفضائية الكردية وقنوات التلفزة المحلية الى جانب دور الحركة السياسية والاجتماعية والفنية التي كانت سندا قويا لعملية الإنتاج السينمائي، وتركت اثرا عميقا في مسيرة تطورها .
وجدير بالذكر ان مهرجان لندن هو استمرار لمهرجان ارمينيا حيث تم عرض فيلم (زاري) الصامت المنتج في أرمينيا عام 1926. وهذا العام سيعرض الفيلم الصامت الثاني المعنون (الكورد الايزيديون)، ويدعمهم في هذا المجال المركز الوطني للأفلام في أرمينيا للنائب الكردي الاصل “فلكناس يوسا” عضو البرلمان الأوروبي.
و سيعرض مهرجان الأفلام الكردية في لندن الترجمة الإنكليزية للأفلام المشاركة وستقدم “تارا جاف”، وهي عضو في اللجنة المنظمة للمهرجان، معزوفات موسيقية اثناء عرض الافلام. وافلام المهرجان مهداة الى “ارواح الكرد الايزيديين الـ 500 الذين سقطوا خلال الهجمات الارهابية التي استهدفت مناطقهم خلال شهر آب الماضي”، والى روح الصحفي الارمني التركي “هرانت دينك” الذي لقي حتفه في تركيا مطلع العام الحالي، وسيكون عرض فيلم (الكورد الايزيديون) مجانيا.
أما الأفلام التي ستعرض في المهرجان فهي (عبور الغبار) لشوكت امين كوركي الحائز على العديد من الجوائز، وفيلم (دول – الوادي) لهونر سليم ، والعرض الاول لفيلمه الجديد (تحت الأسقف الباريسية)، وفيلم (جان) للمخرج الكردي المقيم في ألمانيا “آلا داك” الحائز على جائزة ست مرات، وفيلم آخر للمخرج الكردي الشاب المقيم في النروج “هشام زمان” تحت عنوان (بلاد الشتاء)، فضلا عن الفيلم القصير والرائع (أبي) الذي حصد لحد الان 30 جائزة مختلفة، وفيلم (بطاقة سيارة) وهو عمل مشترك لـ “آكو عزيز ميرزا ومسعود عارف” ، الى جانب فيلم للمخرج الكردي الإيراني “سوران مردوخي” بعنوان ( فليمي انا ايضا ولدت هكذا) علاوة على العديد من الافلام القصيرة والافلام الوثائقية الحائزة على مختلف الجوائز القيمة.
faruqmistefa@hotmail.com
* سوريا
مهرجان الأفلام الكردية في لندنالوباء القومي والنور الإنساني كتبت بحثاً حول الذات والموضوع أقول فيه إنني لست “تحريرياً” ولا “إخوانياً”، لست سلفياً ولا خلفياً، لست فقهياً ولا صوفياً، لست حزبياً ولا طرقياً، لست رجعياً ولا تقدمياً، لست بعثياً ولا قومياً، لست ناصرياً ولا نصرانياً، لست عروبياً ولا كردياً ولا عجمياً، لست علمانياً ولا إسلامياً، لست شيعياً ولا سنياً… فأنا إنساني على دين إبراهيم حنيفاً مسلما ديناً قيماً وما كنت من المشركين. فكان جواب كردي لم يعرف بنفسه التالي: “لماذا الكرد ملاحقون دائماً بمناسبة وبدونها، ليتك لم تذكر الكرد في مقالك يا أستاذ خالص. أنت لست عروبياً ولا كردياً. هلا تجرأت… قراءة المزيد ..