تربط بعض المصادر الجهادية في اليمن بين قضية جمال البدوي وقضية عبد السلام الحيلة، الذي كان مقرّباً جداً من الرئيس صالح (يُقال أنه كان مسؤول “أعماله”!) قبل أن يختطفه المصريون ويقومون بتسليمه للأميركيين، وهو الآن موجود في السجن بقاعدة “باغرام” بأفغانستان. وتفيد المعلومات أن الرئيس صالح وعد أهل الحيلة بالتدخّل لإطلاق سراحه!
*
تعيش أبين حالة فلتان حقيقي جراء الصراع بين الجماعات الجهادية التي بعضها أصدر بيانات تكفير ضد الاشتراكي وقال نادر الشدادي الذي قال إنه أصبح القائد الجديد لجماعة الجهاد حول الخلاف الجديد مع خالد عبد النبي: إن الأخير أصبح منذ فترة يثير الفتن في جعار وأنه أدخل الشباب في مشاكل لكي يحمي مصالحه.
وأضاف أنه يأخذ أراضي الناس بالباطل مدللا أنه بعد أن كان يكفر العفيفي السلطان السابق أصبح الآن وكيل أملاكه.
وحول أن كان خالد هو القائد الفعلي، نفى الشدادي ذلك “هو ليس قائدا وإنما المال الذي رفعه وجعله يجمع الشباب معه والآن قد فارقوه ولم يبق معه ما يساوي عدد أصابع اليد.
وأن معه أكثر من مائتي شاب منهم من لا زال متمركزا في الجبال” مؤكدا نزول جماعة عبد النبي من الجبال بعد أن قام إمام مسجد وآخرون وصفهم بالصالحين بالتوسط بينهم حيث تم الاتفاق على أن لا تكون له أي علاقة بالقيادة.
وعن أوجه الخلاف الفكرية بينه وبين عبد النبي أوضح أن “عبد النبي هو مع السلطة وينفذ ما تريده منه ومن ذلك القيام بقتل المناوئين للدولة ومواجهة المعتصمين بدعوى أنهم اشتراكيين”.
وأضاف نحن نرى في الاشتراكي أنه انتهى كفكر وإنما هم الآن ناس يطالبون بحقوقهم وأعداؤنا هم أعداء الله من يخالفون كتاب الله وسنة رسوله وأمريكا من بين هؤلاء أيضا”.
هذا ويعد النظام في وضع حرج يفضي معه الاختيار بين ما وعد به بعض قادة القاعدة وبين ما تريده أمريكا وتصر عليه، إذ هي المرة الأولى التي تعلن فيها السلطات الأمريكية غضبها من تصرفات النظام اليمني وتشرع بفرض العقوبات الاقتصادية بعد أن كانت المؤسسات الدولية قد بدأت بتحسين التعاون مع الاقتصاد اليمني وكان من بينها زيارة مسئول تحدي الألفية لليمن والتي ألغيت إثر نبأ إطلاق سراح البدوي.
يشار إلى أن السلطة ظلت تتعامل بلين مع أعضاء القاعدة الذين لم يصدر القضاء على أي منهم عقوبات مشددة عدا أبو الحسن المحضار الذي رفض التعاون مع النظام والاعتراف بخطأ ما اقترفه ضد السياح في حادثة أبين.
السلطات الأمنية تعمم كشف بأسماء وصور مطلوبين
على صعيد آخر عممت السلطات الأمنية على أقسام الشرطة ونقاط التفتيش كشفا بأسماء وصور أشخاص من المحسوبين على القاعدة والمطلوبين على ذمة قضايا إرهاب، من بين هؤلاء فارون من سجن الأمن السياسي وأسماء جديدة لم يتم تداولها من قبل.
وحمل الكشف أسماء 22 مطلوبا هم:
1- ناصر عبد الكريم الوحيشي/ أحد الفارين من الأمن السياسي. 2- مهدي عبد الكريم الوحيشي. 3- الخضر الجديف. 4- حمزة القعيطي. 5- وليد العسيري. 6- إبراهيم السريحي. 7- عبد المنعم سالم الضحي. 8- صالح هادي التيس. 9- عمر القحطاني. 10- عمر عباد الوائلي. 11- حمزة الضبياني. 12- إبراهيم هويدي- فار من الأمن السياسي. 13- جميل العميري. 14- غالب الزايدي . 15- طاهر الأسلمي . 16- عادل العياب. 17- عبد الله العسيري. 18- نايف القحطاني. 19- أحمد القطيش. 20- قاسم الريمي- فار من الأمن السياسي. 21- محمد صالح الكازمي. 22- محمد سعيد العمدة.
ويأتي هذا التحرك بعد ضغوطات أمريكية على السلطات اليمنية عقب تصريح أمني بالإفراج عن جمال البدوي أحد المطلوبين لأمريكا والاكتفاء بوضعه في الإقامة الجبرية وكان الرئيس قد استدعى السفير الأمريكي الاثنين الماضي وبحضور مستشاره السياسي عبد الكريم الإرياني ونائب رئيس جهاز الأمن السياسي إلى مقر إقامته في عدن حيث شرح للسفير ملابسات إطلاق البدوي وعدم رضاه عن التصريحات الحادة لمسئولين أمريكيين حيال هذا الموضوع وإلغاء زيارة رئيس صندوق تحدي الألفية لليمن.. وعلمت مصادرنا أن السفير الأمريكي شدد على مسألة إعادة سجن البدوي والتحقيق معه وإحالته إلى القضاء بالإضافة إلى التزام اليمن الجاد بمكافحة الإرهاب.
وعلى نفس السياق اشترطت الولايات المتحدة ضمان إعادة اعتقال البدوي إلى السجن وقالت متحدثة باسم البرنامج الأمريكي للمساعدة على التنمية (إم – سي- سي) لوكالة فرنس برس إنه تم وحتى إشعار آخر إرجاء توقيع اتفاق حول تقديم مساعدة إلى اليمن بقيمة 20.6 مليون دولار كانت مقررة منذ أكتوبر الماضي وأضافت أن أي قرار لن يتخذ في شأن هذه الهبة ما دمنا لم نتأكد ما إذا كان قد أفرج عن (البدوي) أم لا . و
كان بيان صادر عن برنامج الـ (إم- سي- سي) ذكر أن رئيس مجلس إدارته (جون دانيلوفيتش) قد ألغى رحلته إلى صنعاء بعد ما كان مقررا أن يتوجه إليها لتوقيع الاتفاق. وجاء في البيان أن الولايات المتحدة تدرس حاليا وضع اليمن المستقبلي داخل برنامج المساعدات وكان قرار تقديم هذه المساعدات إلى اليمن قد اتخذ في 12 ديسمبر الفائت ويهدف إلى مكافحة الفساد وتحسين الإدارة واحترام القانون من خلال برنامج تحدي الألفية. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية (شون ماكورماك) في مؤتمر صحفي قال : “لا أستطيع القول إن لدينا فكرة واضحة عن وضع هذا الشخص (البدوي) ويكفي القول إنه ينبغي في رأينا وضع هذا الشخص وراء القضبان”.
وجاء في بيان صادر عن أبرز مسئولي مكافحة الإرهاب في قسم الأمن القومي بوزارة العدل الأمريكية تلاه الناطق باسمها “دين بويد” : نحن مستاءون ومنزعجون للغاية من قرار الحكومة اليمنية إطلاق سراح البدوي.
وحدد البيان الأمريكي أن لائحة أكثر المطلوبين لمكتب التحقيقات الفيدرالية تتضمن اسم البدوي، الذي يطالب به كذلك الادعاء العام في مدينة نيويورك.
وتابع البيان: “أدين البدوي في المحاكم اليمنية كما أدين في محاكم المقاطعة الجنوبية في نيويورك، وقرار الحكومة اليمنية لا يتماشى مع التعاون القائم في مواجهة الإرهاب بين الولايات المتحدة واليمن”.
ودعا عمدة مدينة نيويورك السابق والمرشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة (رودي جولياني) إدارة واشنطن إلى معاقبة الحكومة اليمنية وإلغاء المساعدات الأمريكية.
من جانبه وصف القائد السابق للمدمرة “كول” الادميرال (كيرك ليبولد) خطوة اليمن بـ”المخيبة للآمال” ونوه قائلا “في الحرب على الإرهاب الأفعال تقول أكثر من الكلمات، وتصرف الحكومة اليمنية برهان واضح على أنهم ليسوا جديرين بالثقة أو بالشركاء الموثوق بهم في الحرب على الإرهاب.
يذكر أن (البدوي) الذي سبق وأن حددت أمريكا خمسة ملايين دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات يمكنها من القبض عليه ، تمت عملية فراره (الأولى) من سجنه في عدن عام 2003م ثم تمكنت السلطات الأمنية من اعتقاله ومحاكمته حيث حكمت عليه المحكمة الجزائية بالإعدام خففته محكمة الاستئناف إلى السجن 15 عاما.
وقاد البدوي عملية فرار ثانية مع 22 من عناصر تنظيم القاعدة في 15 فبراير 2006م من سجن الأمن السياسي بصنعاء.
كيف قام البدوي بتسليم نفسه ومقابلة الرئيس
إلى ذلك أبدى أحد المنتسبين للقاعدة والمكنى بأبي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع احدى وسائل الاعلام تفاؤله من أن رئيس الجمهورية لن يعيد جمال البدوي إلى السجن وإن وعدا قد قطعه الرئيس للمشائخ قبل أن يسلم جمال نفسه بأن لا يسجنه ولا يسلمه إلى أمريكا.
وحول طريقة تسليمه قال إنه وصل أولاً إلى صنعاء ثم لحق الرئيس إلى تعز وبعدها وصل عدن، حيث التقاه الرئيس هناك وأمنه.
وأشار عبد الرحمن إلى أن الأوضاع السيئة في صعدة وفي المحافظات الجنوبية تقوي خلايا القاعدة الذي قال إنها خلايا جديدة معظمها لم تغادر اليمن.
وأبدى اعتقاده من أن تتمكن هذه الخلايا من عمل شيء في الفترة القريبة القادمة.
اليمن: جهاديون يتّهمون خالد عبد النبي بالتعاون مع النظام الزايدي” يهدد بإنشاء معسكر للمطلوبين أمنياً في أول رد على قائمة المطلوبين للسلطات الأمنية على ذمة “القاعدة”، هدد غالب الزايدي المطلوب رقم (14) في القائمة التي كشف النقاب عنها مؤخراً “بتأسيس معسكر في جبال مأرب يضم كافة الشباب المطاردين بدون تهمة”، و”إعلان الخروج عن الدولة، في حال استمرت في سياستها الحالية”، حسبما أدلى به لـ صحيفة (الغد) في اتصال هاتفي مساء أمس من مسقط رأسه بمحافظة مأرب.. واستنكر الزايدي إقحام اسمه ضمن قائمة عممت على أقسام الشرطة ونقاط التفتيش بأسماء وصور (22) شخصاً مطلوبين لدى أجهزة الأمن بالانتماء لـ”القاعدة”، وقضايا “إرهابية”،… قراءة المزيد ..