في شريط صوتي مشترك، أعلن أيمن الظواهري عن إنضمام تنظيم “الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة إلى تنظيم “قاعدة الجهاد”. ويأتي هذا الإعلان بعد الإعلان عن إنضمام جماعة جزائرية إلى “القاعدة” تحت تسمية “قاعدة الجهاد في المغرب الإسلامي”.
وحسب الشريط، فهذا يعني إعلان الجهاد في شمال إفريقيا كله وليس المغرب العربي فقط.
الشريط الصوتي يستغرق 28 دقيقة (يمكن الإستماع إليه كاملاً على “الشفّاف”)، ويتطرّق فيه الظواهري إلى “التراجعات” التي قام بها عدد من الجهاديين السابقين في مصر، ويهاجم القذافي وبن علي وبوتفليقة ومحمد السادس ومحمود عبّاس. كما يوجّه تهديدات لكل من أمريكا وفرنسا وبريطانيا.
وفي هذا الشريط، يناشد الظواهري العلمانيين والقوميين بالتوبة إلى ربّهم
وأن يلتحقوا بالجهاد والإسلام. ويخص بمناشدته أبناء فتح وشهداء الأقصى الذين يطالبهم بأن يتصدّوا لقيادتهم.
ويأخذ الظواهري على “طاغية ليبيا” بأنه “استسلم لأمريكا وسلّمها كل معدّاته”, وجعل من ليبيا “قاعدة صليبية جديدة”!
وبعد الظواهري، يتحدّث “أبو الليث الليبي، ليعلن بصوته إنضمام جماعته إلى تنظيم “قاعدة الجهاد”. والغريب أن “أبو الليث الليبي” يتّهم القذّافي بأنه عقد “صفقة أطفال الأيدز” على حساب “دماء أطفال شعبه”. أي أنه يضفي مصداقية على مزاعم النظام الليبي ضد الممرضات الليبيات والطبيب الفلسطيني، مع أن أحداً لم يعد يصدّق هذه الرواية التي كذّبها سيف الإسلام القذّافي نفسه!
وينتهي “أبو الليث الليبي” إلى أنه: “بناء على ما يوجبه علينا الشرع
نعلن عن انضمامنا لتنظيم قاعدة الجهاد” ويذكر “قادتنا وعلى رأسهم الشيخ أسامة بن لادن” مشيراً إلى “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب” الذي “تجرّع أفراخ فرنسا الموت على أيدي مجاهديه”!
حول “أبو الليث الليبي”، كان كميل الطويل في “الحياة” قد كتب ما يلي في شهر حزيران/يونيو الماضي:
في وقت عُلم أن أجهزة الأمن الليبية أجرت في الأسابيع الأخيرة عمليات توقيف واسعة في صفوف الإسلاميين على خلفية مخاوف من قيام «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» بتفجيرات على غرار تلك التي شهدتها الجزائر في نيسان (أبريل) الماضي، أكد ضابط أميركي كبير أن بلاده استهدفت فعلاً بصاروخ أحد قادة «القاعدة» الليبيين في أفغانستان وما زالت تُجري تحاليل على جثث القتلى للتأكد مما إذا كان قُتل أم نجا.
وأفاد مصدر مطلع أن عشرات اعتُقلوا في مناطق ليبية عدة في الفترة الممتدة من الأسبوع الأخير في أيار (مايو) الماضي والأسبوع الأول من حزيران (يونيو) الجاري، وسط مخاوف من وقوع تفجيرات في البلاد. وقال إن معظم الاعتقالات حصل في مدينة بنغازي (شرق ليبيا) حيث وصل عدد الموقوفين إلى أكثر من مئة، وإن هؤلاء في معظمهم ينتمون إلى تيارات «جهادية» وبينهم عدد كبير ممن سُجن في السابق على خلفية مشاركته في مواجهات مع أجهزة الأمن في التسعينات وأُفرج عنه بعد قضاء فترة السجن أو نيله عفواً أو تخفيفاً لبقية العقوبة. وتابع أن بعض الموقوفين أُطلق بعد أيام قليلة من الاستجواب، في حين لا يزال آخرون في السجن. وكشف أن أجهزة الأمن لاحظت «اختفاء جهاديين» ممن أفرج عنهم في السنتين الأخيرتين، فلجأت إلى توقيف أفراد في عائلاتهم، ربما للضغط عليهم لتسليم أنفسهم.
والظاهر أن هذه التوقيفات مرتبطة بمعلومات ما حصل عليها الليبيون ومفادها أن «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» يحضّر لتفجيرات في ليبيا على غرار ما قام به في الجزائر في نيسان (ابريل) الماضي عندما فجّر «انتحاريان» شاحنتين مفخختين في قصر الحكومة في قلب العاصمة وفي مركز أمني في باب الزوار (المدخل الشرقي للعاصمة)، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى. وقال المصدر إن الأمن الليبي يتحرك على ما يبدو في إطار ما يُمكن أن يُطلق عليه وصف «الضربة الاستباقية» لإحباط أي مخطط قد تكون أعدته خلية لـ «القاعدة» في ليبيا. ولم يستطع المصدر تأكيد معلومات تتردد في الأوساط الليبية عن كشف سيارات مفخخة أخيراً واحباط مخطط لشن هجمات «انتحارية» على غرار هجمات الجزائر، لكنه قال إن الأمن الليبي اشتبك مع مسلحين قبل أسابيع في منطقة قريبة من طرابلس، من دون أن تتوافر معلومات هل قُبض على أحد منهم أم استطاعوا الفرار.
وليس واضحاً حتى الآن إن كانت التوقيفات الأخيرة مرتبطة بمعلومات مباشرة قدمها الأمن الجزائري للأمن الليبي في شأن التحقيقات التي أجريت مع ثلاثة «أفغان» ليبيين من «الجماعة الإسلامية المقاتلة» قُبض عليهم في الجزائر في أيار (مايو) الماضي خلال محاولتهم الالتحاق بـ «القاعدة» بقيادة «أبي مصعب عبدالودود» (عبد المالك درودكال). وفسّر بعض المصادر التحاق الثلاثة بـ «القاعدة» في الجزائر مؤشراً إلى أن «المقاتلة» قد تكون على وشك الانضمام إلى الفرع المغاربي لـ «القاعدة» بناء على توصية من قادة الجماعة الليبية في أفغانستان الذين انضموا الى تنظيم أسامة بن لادن. وعلى رأس هؤلاء «أبو الليث الليبي» و «أبو يحيى الليبي» وكلاهما من قادة «المقاتلة» الذين باتوا يظهرون في أشرطة «القاعدة» بوصفهم من قادة هذا التنظيم في «بلاد خراسان» (أفغانستان).
يرجى الإنتظار قليلاً حتى يتم تحميل الشريط الكامل: