«نعم تعرّضوا للتعذيب»، بهذا الجواب القاطع أقرّ نجل الرئيس الليبي معمر القذافي، سيف الإسلام، بأن اعترافات الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني بحقن مئات الأطفال الليبيين بفيروس الإيدز انتزعت منهم نزعاً.
وأكّد سيف الإسلام، في حديث لقناة «الجزيرة»، ما قاله المعالجون الستة مراراً بشأن تعرّضهم للتعذيب، ولكنه حدد الأساليب التي استخدمت مثل «الصدمات الكهربائية.. وتهديدات بمهاجمة أسرهم، لكن كثيرا مما ادعاه الطبيب الفلسطيني مجرد أكاذيب».
وكان الطبيب الفلسطيني البلغاري أشرف الحجوج قال مؤخراً بأن السلطات الليبية «خدّرته» وعذبته بالصدمات الكهربائية في مناطق حساسة من جسمه، و«أرهبته بالكلاب»، وعلّقته مثل «دجاجة في المسلخ».
وقال سيف الإسلام أن بعض الأطفال أصيبوا بالإيدز قبل وصول المعالجين إلى ليبيا، وأنه تم الإبلاغ عن إصابة واحدة بعد إلقاء القبض عليهم، موضحاً أن هناك «إهمالا، ووقعت كارثة، وهناك مأساة.. لكن لا يوجد تعمد».
وأكد سيف الإسلام انه تم التلاعب بملف القضية منذ البداية من قبل عناصر الشرطة وأن التحقيق لم يجرِ بأسلوب مهني وعلمي، لكنه أضاف أن بلاده حققت انتصاراً لم تكن تتوقعه، نافياً أن تكون هي التي بدأت «الابتزاز.. بل هم الأوروبيون».
وتحدّث نجل القذافي عن تضارب في التقارير. فتقرير مكتشف الإيدز في مستشفى بنغازي لوك مونتيه عزا تفشي المرض للإهمال والتلوث، نافياً أي مسؤولية للمعالجين في ذلك، فيما كذّبت تقارير أخرى كلام مونتيه، فاعتمدها القضاء الليبي «النزيه»، بحسب وصف سيف الإسلام، الذي شكر قطر لدورها في «الترتيب مع فرنسا» لتسوية الأزمة.
إلى ذلك، تجنب سيف الإسلام الرد على أسئلة بشأن تصريحات أطلقها العام الماضي حول ضرورة إحداث إصلاح شامل في بلاده والقضاء على «القطط السمان»، وإجراء انتخابات وإصدار دستور ووقف التعذيب، مكتفياً بالقول إنه «فخور» بأوضاع حقوق الإنسان في بلاده، وهي «أفضل مما هي عليه أوضاع حقوق الإنسان في الولايات المتحدة أو جميع الدول العربية».
وعن تعرض معارضين عادوا من الخارج للاعتقال وسحب جوازات سفر أسرهم، أجاب سيف الإسلام «كل الشرفاء الوطنيين عادوا، ومن بقوا في الخارج مرتزقة.. وأتحدى أن يكون هناك من دخل واعتقل من دون مشكلة»، نافياً وجود حرس قديم في بلاده، أو وجود سيناريو لتوريث الرئاسة. وكرر سيف الإسلام الحديث عن مشاريع وعقود اقتصادية ضخمة بقيمة 86 مليار دينار لتنمية البنية التحتية وإقامة مشاريع تنموية مختلفة في ليبيا، خاتماً «عندما ننجز هذه المشاريع سيكون لكل حادث حديث».
(«السفير»، ا ب، رويترز)