صعدة – الاشتراكي نت:— أفادت مصادر محلية مطلعة في صعدة الأربعاء أن أتباع الحوثي أخلوا جميع النقاط التي كانوا أقاموها في عدد من مديريات المحافظة وسلموا لقوات الجيش معظم المناطق في ثلاث مديريات ومركزاً للشرطة في مدينة ضحيان التي طردوا منها قوات الأمن قبل أكثر من أربعة أشهر.
وقالت المصادر لـ”الاشتراكي نت” إن الحوثيين فتحوا كافة الطرق التي كانوا يسيطرون عليها وعاد بعض النازحين إلى منازلهم التي دمرتها الحرب .
وأوضحت أن الحوثيين سلموا كافة المناطق في مديرية سحار تقريباً (بني معاذ ، الطلح، ولد مسعود، الجعملة) ومعظم المناطق في مديريتي ساقين والصفراء وبدأوا النزول من الجبال التي يتحصنون بها.
وأضافت المصادر أن أفراداً من الجيش وعناصر حوثية شوهدوا وهم يحملون آليات مدمرة تابعة للجيش على قاطرات ستعيدها إلى مواقع القوات المسلحة بعد أن سلمها الحوثيون.
ومن المتوقع أن يسلم الحوثيون مزيداً من الأسلحة المتوسطة والثقيلة في الساعات المقبلة وفقاً لبنود المصالحة التي أرستها دولة قطر بينهم وبين الحكومة اليمنية في 16 حزيران (يونيو) الماضي.
وفيما يختص بتسليم الأسلحة، أشارت مصادر مطلعة على خطوات تنفيذ الاتفاق إلى أن الحوثيين طلبوا إلى السلطات إشعارهم بالأسلحة التي تريد منهم تسليمها ووعدوا بالتنفيذ.
وأفاد مصدر مطلع أن أعضاء اللجنة القطرية في صعدة ومعظمهم ضباط وأعضاء في اللجنة اليمنية نفذوا يوم الثلاثاء مسحاً ميدانياً من مدينة صعدة مروراً بمديرية مجز حتى مديرية قطابر الواقعة إلى الشمال الغربي من المحافظة للتأكد من تنفيذ الاتفاق.
وقالت المصدر إن أنصار الحوثي رحبوا باللجنة واستقبلوها في بعض المناطق باهتمام، مشيراً إلى أن انطباعاً إيجابياً تشكل لدى أعضاء اللجنتين عن تنفيذ الحوثيين لبنود الاتفاق.
وأضافت مصادر مقربة من لجنة تنفيذ الاتفاق أن اللجنة لا تضع ضمن أولوياتها تحديد يوم الخميس موعداً نهائياً لاستكمال تسليم الحوثيين أسلحتهم وذكرت أن الجانب الفني هو الذي يحدد المهلة ويتحكم في زمنها.
وبالمقابل، مازال كثير من منازل المواطنين والقرى السكنية تحت سيطرة القبائل المتطوعة التي ساندت الجيش في القتال كما أن وحدات الجيش مازالت متمركزة في التجمعات السكانية التي اتخذتها ثكنات ومواقع قتال أثناء الحرب.
وإضافة إلى ذلك، لم تنجز السلطات المعنية إجراءات لحل مشكلة النازحين وهو مايعني للحوثيين أن تطبيق الاتفاق يجري في اتجاه واحد. ويحذر متابعون من أن ذلك قد يفشل تنفيذ بقية بنود الاتفاق ويطيح بما تم إنجازه.
ويأتي هذا التطور بعد تشكيكات واسعة نشرها الإعلام الحكومي والموالي في قبول الحوثيين تسليم أسلحتهم وطرحهم شروطاً إضافية إلى البنود العشرة التي تضمنها اتفاق الهدنة.
من جهة ثانية، قال نازحون عادوا إلى منازلهم في مدينة ضحيان التي تلقت أعنف قصف في الحرب إن المنازل التي كان يتحصن فيها المقاتلون الحوثيون، وجدت سليمة والمملوكات بداخلها وافية فيما تعرضت نظيراتها حيث تحصن أفراد القبائل المساندة للجيش للسلب والعبث.
وقد شهدت محافظة صعدة الحدودية على مدى خمسة أشهر (يناير – يونيو 2007) حرباً طاحنة بين القوات الحكومية وأتباع الزعيم الديني الراحل حسين الحوثي بقيادة شقيقه عبدالملك، تسببت بمقتل مئات الأشخاص من الطرفين وتشريد آلاف المواطنين من منازلهم التي دُمرت.
ووضعت مصالحة قطرية بعد جهود مضنية حداً للاقتتال الذي يعد الأكبر في تاريخ البلاد منذ حرب صيف 94 الأهلية.