مرة جديدة يقف الشعب السوري موقفا واضحا ليعبر فيه عن سخطه وغضبه على الواقع الذي يعيشه والمعانات التي حلت به نتيجة سياسة وسلوك نظامه الدكتاتوري وغياب أي حق للتعبير وسط جو من الرعب والخوف والبطش الذي يزداد باستمرار. فقد عطل الدستور وخرق القانون واستبيح الوطن. إن هذا النظام أراد في هذه الانتخابات أن يقتل بصيص الأمل عند الشعب مستخدما أساليب ومعايير متبعة منذ ما يقارب أربعين عاما فلا يوجد برلمان في العالم اليوم يعين ثلثا أعضائه دون أي منافسة وهم بحكم الفائزين قبل الانتخابات، والثلث الأخير يتم انتقاؤه من قبل المخابرات وهم بعيدون عن البرامج السياسية بعد إبعاد قصري لمرشحين وتغيب أصحاب الحق والاختصاص وزجهم في السجون. فقد تم استبعاد التمثيل المسيحي من المستقلين ولم يكن سجن الكاتب والمفكر مشيل كيلو والحكم الذي صدر بحق أحد الرموز المسيحية والداعم للحريات وحقوق الإنسان المحامي القدير أنور البني عن صدفة بل هي رسالة مليئة بالكره والانتقام والتهديد للمسيحيين. وهل من المعقول أن (250 )نائباً يمثلون سوريا (13)منهم في أحزاب الجبهة من المسيحيين الذين يمثلون أحزابهم (3) فقط من المسيحيين المستقلين الذين يمثلون مسيحي سوريا، علما أن ثمانية محافظات تم استبعاد التمثيل المسيحي فيها* رغم أنهم كانوا يحصدون ثلث المقاعد. وإن هذا الاستبعاد القصري لم يحصل في تاريخ سوريا كما تم استبعاد الإخوة الأكراد من التمثيل عن مدينة دمشق وهم يبلغون مئات الألوف. أن النتيجة التي أعلنها وزير الداخلية نتيجة مزورة وغير صحيحة وقد شاهد السادة الإعلاميين الدوليين مقاطعة الشعب لهذه الانتخابات ونقلوها لوكالاتهم والتي وصلت نسبتها من ست إلى العشرة بالمئة كنسبة حقيقية. وكان سبب المقاطعة هو التعبير عن رفض الشعب لتمثيل هذا النظام له الذي استولى على السلطة بالقوة والإكراه وأسباب رفضه هي:
أولا- سلب حق الشعب في التعبير عن رأيه وحقه بالترشيح والانتخاب لممثليه بشكل دستوري وديمقراطي وحرمان الشعب من الحرية مستخدما قانون الطوارئ وموسعا الأجهزة الأمنية بدعمها بالإمكانات الرهيبة حتى أصبحت بكل شارع و بلدة و قرية، واستخدام الجيش ضد أي تحرك شعبي لقمعه وهو أعزل مثل ما فعل في القامشلي مع الأخوة الأكراد وكانت مجزرة بشعة ذكرتنا بمجازر حماه وغيرها.
ثانيا- الفساد والتسلط على خيرات الوطن والوضع المعيشي الصعب الذي يعيشه غالبية الشعب في وقت تحول فيه الثروة السورية لأشخاص على حساب باقي فئات الشعب.
ثالثا –سعيه الدائم لشرخ المجتمع السوري وزرع الكراهية بين أبنائه وطوائفه بإعطاء الميزات للأقليات على حساب الأكثرية من الشعب لاستخدامهم دريئة له علما أن الكثير منهم يئن تحت خط الفقر كباقي فئات الشعب.
رابعا-هناك حرقة قلوب عند السوريون عن الطريقة اللإنسانية التي يتبعها النظام في موضوع السجون ومعاملة السجناء والمفقودين السوريين واللبنانيين وأصبح الداخل مفقود والخارج مولود.
خامسا- قام النظام بتضليل العالم بأن السنة في سوريا متطرفون وأي تغيير في سوريا سيكون فيه خطر على إسرائيل وأنه لن يكون هناك سلام مع إسرائيل، والعكس صحيح. فالشعب السوري محب للسلام بوضح النهار ولا يعترف بصفقات الظلام لأنها تكون خارج إرادته وعلى حساب الوطن. والتاريخ يشهد أن الشعب السوري رسم أروع صور التآخي والتعايش بين أبنائه بمختلف دياناتهم وانتماءاتهم.
سادسا-السياسة الشيطانية التي يتبعها النظام في المنطقة متناقضة وكاذبة مستخدما أساليب مختلفة مستفيدا من ظروف المنطقة وآلامها ومعاناتها مأججا المشاعر والغرائز لنشر الكراهية والفرقة بين الأشقاء العرب. فأصبح الداعم الأساسي للتطرف والممول للإرهاب من العراق إلى لبنان إلى السعي لتعزيز الخلاف بين الفلسطينيين مستخدما سياسة فرق تسد.
سابعا أوصل النظام سوريا إلى عزلة ووضعها في مواجهة الشرعية الدولية فصدرت بحقها عدة قرارات في مجلس الأمن وساءت علاقاتها مع أغلب الدول العربية والغربية وأضاع عليها فرصة ثمينة لدخولها الشراكة الأوربية.
ولهذه الأسباب فإن الشعب السوري يدعو البرلمان الأوربي وكافة البرلمانات الأوربية والبرلمان في الولايات المتحدة الأمريكية إعلان مواقف واضحة ببطلان هذه الانتخابات عدم الاعتراف بهذا المجلس وبكل قراراته التي تعد وأخطرها انتخاب رئيسا للجمهورية وفوزه بنسبة (9/99) بالمئة والمطالبة بإعادتها وفق الدستور والمعايير الدولية وبمراقبة دولية بعد الإفراج عن سجناء الرأي والضمير. وسوف يكون الأثر الطيب لهذه المواقف تعزيز المحبة بين شعوبن.
النائب السابق محمد مأمون الحمصي
*من سجناء ربيع دمشق
* من الموقعين على إعلان دمشق
*من الموقعين على إعلان دمشق بيروت
*عضو لجنة الصداقة السورية الفرنسية (سابقاً)
*المحافظات المستبعد فيها التمثيل المسيحي للمستقلين (مدينة دمشق –ريف دمشق-حمص-حماة-طرطوس-درعا-السويداء-ريف حلب)