أصدرت محكمة الجنايات الثانية في دمشق الثلاثاء 24-4-2007 حكما بالسجن خمس سنوات على المعارض السوري والمدافع عن حقوق الإنسان أنور البني بعد إدانته بجرم “نقل ونشر أنباء كاذبة من شأنها ان توهن نفسية الأمة” على ما أفاد محاميه خليل معتوق..
وقال معتوق “هذا الحكم سياسي مثل المحكمة وجائر والهدف منه إسكات الرأي الآخر والضغط وإخافة نشطاء حقوق الإنسان في سوريا ومن اجل تكميم الأفواه نهائيا ولكي لا يسمع أي رأي إلا رأي السلطة”.
وأضاف ان الحكم على البني أتى “نتيجة نشاطه لفضحه الانتهاكات في حق اغلب النشطاء في سوريا”.
وأوضح معتوق ان المحكمة حكمت أيضا على البني بدفع “تعويض لوزارة الشؤون الاجتماعية” قدره مئة ألف ليرة سورية (حوالي 2000 دولار اميركي) لانتمائه الى منظمة غير مرخص لها.
وكان البني المحامي الناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان اعتقل في مايو/أيار 2006 مع تسعة معارضين آخرين بعد التوقيع على إعلان بيروت دمشق، دمشق بيروت، الذي طالب بإصلاح العلاقات بين لبنان وسوريا، ويعتبر هذا الحكم قد أخذ العقوبة القصوى والأشد من المادة التي يحاكم عليها البني والتي تتراوح مدة السجن فيها بين ستة أشهر وثلاثة سنوات إلا إذا كان الغرض التشديد.
ولا يزال ثلاثة من هؤلاء المعارضين العشرة قيد الاعتقال وهم البني والكاتب ميشال كيلو والناشط الشيوعي محمود عيسى فيما تم الإفراج عن السبعة الآخرين.
من جهة أخرى أجمعت منظمات حقوق الإنسان في سوريا في بيانات متتالية على ان هذا الحكم قاس وان المحاكمة ذات أبعاد سياسية. وهو ليس إلا محاولة لإسكات الصوت الحر ورسالة الى الجميع لوقف نشاطهم في الشأن العام”.
وطالبت السلطات بإطلاق سراح البني ووقف الملاحقة بحق باقي معتقلي الرأي وإنهاء مثل هذه المحاكمات وإطلاق سراح كافة معتقلي الرأي والضمير”. والمعروف في مذكرة قدمت الى المحكمة في يناير/كانون الثاني/ نفى أنور البني ان يكون قد خالف القوانين السورية.
وقال ” انه يفخر بما قام به كمحام ومدافع عن حقوق الإنسان”, وان تصريحاته التي يحاكم بسببها “تندرج تحت إطار الرأي وانه لم يخالف الدستور والقانون “.
*
هذا القرار كما المحاكمة سياسيان بامتياز، ويشكلان انتهاكاً سافراً
لحرية التعبير والرأي ومحاولة لإرهاب وإخافة المجتمع السوري ونشطائه
(تعليق أنور على الحكم الذي صدر وقد أعده في سجنه وتوقع أن تكون جلسته لإصدار الحكم وسلمه لمحاميه خليل معتوق)
دخل أنور البني إلى قاعة المحكمة كعادته رافع الرأس، وحيّا جميع الحاضرين بابتسامته المشرقة، وطلب منه رئيس المحكمة أن يرتاح بالجلوس في القفص، فرد عليه المحامي أنور قائلا: أنا مرتاح، المهم ان تكونوا أنتم مرتاحين!
وبعد أن تلا رئيس المحكمة القرار صُعق جميع الحاضرين في المحكمة من قسوة القرار الذي قضى بحبس المحامي أنور البني خمس سنوات على خلفية نشاطه في الدفاع عن حقوق الإنسان في سورية.
بينما استقبل المحامي أنور البني هذا القرار الجائر بابتسامة ساخرة وعلق عليه بالقول: (أن هذا القرار كما المحاكمة سياسيان بامتياز، ويشكلان انتهاكاً سافراً لحرية التعبير والرأي ومحاولة لإرهاب وإخافة المجتمع السوري ونشطائه وسياسيه وأصحاب الرأي والضمير.
إن من يسيء إلى سمعة سورية، ويعرضها لخطر أعمال عدائية ويزيد من عزلتها عربياً ودولياً هم أولئك الذين ينهبون مال الوطن والشعب، وهم أيضاً أولئك الذين فبركوا هذا الحكم وهذه المحاكمة السياسية.
إن هذا الحكم يؤكد ما كنا نقوله من أن سوريا في مقدمة الدول التي تملك أسوأ سجل لانتهاكات حقوق الإنسان في العالم، وقمع حرية الرأي والتعبير، ويؤكد على أنه لا خلاص لسوريا، ولا يمكن أن تكون على طريق الحضارة والتقدم ما لم يتحرر الإنسان السوري، وما لم يتوفر نظام سياسي ودستور وقوانين جديدة تعترف بحقوق الإنسان وحريته وكرامته، وبحقه في حرية التعبير وإبداء الرأي وبممارسة العمل السياسي والمشاركة في صنع القرار وتداول السلطة سلمياً عن طريق انتخابات ديمقراطية نزيهة حرة تكون مدخلاً لبناء وطن السوريين وليس لفئة منهم.
ولا يسعني في النهاية إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل لجميع الذين أعلنوا عن تضامنهم وبخاصة أولئك الذين تجشموا عناء حضور هذه المحاكمة السياسية، وأنني فخور جداً بتضامنهم مع قضية المعتقلين السياسيين وأصحاب الرأي والضمير..).
دمشق 24/4/2007 المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية
المديـر التنفيذي
المحامي
خليل معتوق
*
تصريح تيار المستقبل الكوردي في سوريا:
محاولة إعادة دورة القمع والخوف
شكل الحكم السياسي الصادر بحق الأخ أنور البني , سلسلة أخرى من تجسيدات النظام الأمني ومحاولة إعادة دورة القمع والخوف وان كانت هذه المرة في محاكم عادية .
أننا إذ ندين هذا الفعل والحكم غير المستند حتى إلى ابسط القيم الإنسانية , نعتبره انتقاميا من نشطاء الشأن العام والمدافعين عن حرية الرأي والتعبير , ويأتي في سياق عقلية ضبط المجتمع وتحديده وإخراجه من معادلة الوجود البشري , دون أي اعتبار لما تتطلبه مصلحة المواطن السوري ومستقبل هذا البلد الذي يزداد سوادا يوما بعد أخر .
24-4-2007
مشعل التمو
الناطق باسم تيار المستقبل الكوردي في سوري