التحقيقات تربطها بالتطورات اللبنانية وليس التنظيمات الدولية … عناصر من «جند الشام» التحقت بـ«فتح – الإسلام» والسوري «أبو مدين» رفض التفجير في رياض الصلح
طرابلس (شمال لبنان) – حازم الأمين الحياة – 23/03/07//
قال مصدر أمني لبناني لـ«الحياة» ان التحقيقات مع عناصر «فتح – الإسلام» المتهمين بتفجيري بلدة عين علق في المتن، تذهب في اتجاه ربط نشاط هذه الجماعة بالوقائع السياسية في لبنان، وليس ببرامج تنظيمات إسلامية دولية. وكشف ان الموقوفين أدلوا بشهادات عن مداولاتهم التي سبقت التفجيرين لتحديد الموقع. فاقترحت أماكن مثل بكفيا وبرمانا فاستبعد «ابو مدين»، وهو القائد الميداني للمجموعة وما زال فاراً في مخيم نهر البارد، برمانا قائلاً انها «هدف سياحي، اما بكفيا فهي هدف سياسي». كذلك استبعد «ابو مدين» اقتراح أن يكون التفجير في منطقة رياض الصلح في قلب بيروت، لمنع اي تفسير خاطئ للجهة المستهدفة. (اضغط هنا لقراءة تحقيق ميداني عن «فتح – الإسلام»).
مقاتلان من «فتح – الاسلام» في مخيم نهر البارد شمال لبنان. (ا ف ب)
المصادر الأمنية اللبنانية لا تعطي أهمية كبيرة للمعلومات عن علاقة هذه الجماعة بتنظيم «القاعدة»، رغم أنها لا تنفي وجود هذه العلاقة، بل تؤكدها من خلال الإقرار بوجود مقاتلين عرب من جنسيات مختلفة في معسكر الجماعة في مخيم نهر البارد. لكن التحقيقات مع السعوديين الأربعة الموقوفين أثبتت، بحسب المصادر الأمنية، أن المقاتلين العرب جيء بهم للتضليل حول هوية المجموعة ولإعطاء فكرة مغايرة حول طبيعة نشاطها. إذ اعترف السعوديون الأربعة بأنهم جاؤوا إلى لبنان بهدف الذهاب إلى العراق، وفوجئوا بأن إقامتهم في لبنان طالت فقرروا العودة إلى بلدهم واعتقلوا في مطار بيروت.
وشدد المصدر الأمني على علاقة عناصر المجموعة بحركة «فتح – الانتفاضة»، مشيراً الى ان قضية انفصالهم عنها مسألة إعلامية لتجنيب تبعات انكشاف أهداف المجموعة، خصوصاً لجهة نيتها ضرب قوات «يونيفيل» في جنوب لبنان. ولفت المصدر إلى ان شاكر العبسي هو جزء من «فتح – الانتفاضة»، وأن القوى الأمنية اللبنانية كانت أوقفت عناصر نفذت في السابق عمليات سطو لسرقة مصارف في صيدا وطرابلس، تبين لاحقاً انها من مجموعة العبسي، وذلك قبل إعلانه قيام «فتح – الإسلام».
لكن مسؤولاً أمنياً لبنانياً لم ينف صلة العبسي ومجموعته بتدريب مجموعات لإرسالها إلى العراق، وذلك في معسكرات «فتح – الانتفاضة» على الحدود اللبنانية – السورية، ما سهّل قيام علاقة بين هذه المجموعة وبين شباب عرب جاؤوا الى المنطقة بهدف التوجه الى العراق. وهنا يصبح من الصعب التمييز بين جماعات تتدرب في معسكر واحد. اما الذين نفذوا تفجيري عين علق فهم عناصر سورية الجنسية كانوا أقاموا في منطقة بكفيا لسنوات طويلة عملوا خلالها كعمال مياومين، وهم لا يمتّون الى «الفكر السلفي الجهادي» بأي صلة، كما أكد المسؤول الأمني لـ «الحياة».
ونفى اكتشاف اي علاقة تربط بين «فتح – الإسلام» وجماعة «عصبة الأنصار» في مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان. لكنه أشار الى ان عناصر من «جند الشام» الذين غادروا منطقة التعمير في عين الحلوة التحقوا بـ «فتح – الإسلام» في نهر البارد، كما التحقت بهم عناصر أخرى لبنانية، علماً ان شاكر العبسي محكوم غيابياً بالإعدام في الأردن لاتهامه بالمشاركة في اغتيال ديبلوماسي أميركي في عمان العام 2002.
وترى المصادر الأمنية اللبنانية ان العبسي هو واجهة «فتح – الإسلام» لكنه ليس المسؤول الأول فيها، وان المدعو «ابو مدين» السوري الجنسية هو القائد الفعلي لها. وتشير إلى ارتباط الأخير بـ «أبو القعقاع» (محمود غول أكاسي) وهو سوري أيضاً من اصل كردي، ومعروف في الأوساط «الجهادية» ويقيم بحسب المصادر ذاتها في سورية.