لا علاقة للمسلمين الشيعة في اليمن بجماعة (الحوثي) سياسيا أو عقائديا
سبق وأن بينت (رابطة الشيعة الجعفرية في اليمن) في بياناتها وإصداراتها السابقة موقفها من وحدة الشعب اليمني ورفض أي نشاط من شأنه أن يفتت هذه الوحدة، كما أن ثقافتها لم تتضمن أي نوايا تتعارض مع قوانين الدولة وهذا من سياسة الرابطة وما أقرته في نظامها الداخلي إضافة الى أن الظروف التي يمر بها الشيعة الجعفرية داخل الوطن لم يؤهلها لقيام بأي نشاط مضاد للدولة أو ضد أي طرف آخر، ونعتقد أن الحكومة اليمنية تدرك ذلك جيدا ومع هذا فإننا نشعر بالقلق الشديد من الممارسات التي يقوم بها الوهابيون السلفيون من مضايقات للشيعة على مرأىً ومسمع من الحكومة ولم تبادر الى اتخاذ أي إجراء لمنع الظلامات والإنتهاكات الخطيرة المستمرة من قبل بعض دوائر الدولة بدفع من التيارات السلفية التي تعادى مذهب أهل البيت دونما سبب غير الأحقاد أو تنفيذ أجندات غير إنسانية بحق شريحة واسعة من أبناء اليمن.
لقد اعلنا رغبتنا أكثر من مرة لتأكيد مواقفنا السلمية من خلال الحوار والتفاهم الثنائي وكما تفعله مع الجماعات الأخرى إلا أن الحكومة لم تصغ الى تلك التأكيدات مما أعطى الى أعداء مذهب أهل البيت من السلفيين والواهبيين الذرائع بالإستمرار بالمضايقة كما جعلتهم يدركون أن الحكومة تتفق مع ما يؤمنون بحلم تصفية الوجود الشيعي في اليمن، وأن الإستمرار بهذا النهج سوف لن يكون في صالح وحدة اليمن وأمنها واستقرارها وهو بلا شك سوف يصب في مصلحة القوى التي تتربص بالشعب اليمني كإسرائيل وأمريكا والتي تسعى جاهدة الى خلق صراع في هذا البلد كما نجحت في أماكن أخرى.
إن المسلمين الشيعة الجعفرية في اليمن تتعرض الى حملة ظالمة وموجة سلفية تكفيرية في جميع محافظات البلد تستهدف هذا الوجود المسالم والذي يشكل ركنا مهما في حفظ الأمن والإستقرار، وإن هذه الحملة الظالمة تحصل تحت رعاية الدولة وخاصة في منطقة (خولان) ومحافظة (تعز) حيث يتعرض المسلمون الشيعة فيها الى انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان من اعتقالات وإهانات وإجراءات تعسفية غير مبررة، كما أن هذه الأساليب القمعية قد طالت الكثير من أبناء الطائفة وخاصة (العلامة عدنان الجنيد) الذي تلقى تهديدات بصورة مستمرة من قبل الجماعات التكفيرية والسلفية الوهابية فأصبحت حياته في خطر دائم دون أن تتخذ الحكومة أي إجراءات لمنع تلك التهديدات، ورابطة الشيعة الجعفرية في اليمن تحذر تلك الجماعات من الإقدام على أي عمل إجرامي ينال من سلامة العلامة الجنيد وباقي أبناء الطائفة، كما ننصح الحكومة بعدم التنسيق مع الجماعات التكفيرية والإصغاء الى أكاذيبها والإقدام على اعتقال أحد نتيجة لتلك الأكاذيب والتي درجت الجماعات السلفية والتكفيرية على إيصالها لدوائر أمن ومخابرات الحكومة اليمنية حيث سبق وأن تعرض العلامة الجنيد الى الإعتقال في السنة الماضية بسبب وشاية حيث ثبت بعد ذلك بطلانها وعدم صحتها.
إن (الرابطة) تريد أن تؤكد للرأي العام العالمي واليمني أن لا علاقة للمسلمين الشيعة في اليمن بجماعة (الحوثي) سياسيا أو عقائديا حيث تنتمي الأخيرة الى الطائفة (الزيدية)، كما أن الوجود الشيعي لا يمارس أي نوع من النشاط السياسي، وأن إلصاق تهمة العلاقة بتلك الجماعة هو من صنع الوهابيين والسلفيين لأعطاء ذريعة للحكومة بقتل المسلمين الشيعة وتصفيتهم بحجة التحاقهم بالجماعات التي تختلف مع الحكومة في (صعدة) وغيرها من الأماكن الساخنة، وهذه التهمة الباطلة هي شبيهة بإلصاق صفة (الصفوية) و(الخمينية) لإلصاق تهمة العمالة الباطلة وهي أيضا لخلق مبرر آخر لاجتثاث المسلمين الشيعة في اليمن بصورة رسمية.
نحن نعتقد أن حكمة الرئيس علي عبد الله صالح سوف تفوت الفرصة على الأعداء وتضع حدا لمعاناة الشيعة في اليمن من خلال التدخل السريع لدى دوائر الدولة المعنية لضمان حمايتهم من الجماعات السلفية التكفيرية، وأن استمرار تعرضهم للمضايقات وللإعتقالات دونما سبب سوف يعرض أمن الدولة بكاملها الى مخاطر العنف وغياب الأستقرار والأمن، إذ ليس في وسع هذه الطائفة المظلومة أن تبقى ساكتة أمام التجاوزات غير الإنسانية، كما أن ذلك سيعرض سمعة الحكومة اليمنية الى الخطر إذ سوف نضطر للجوء الى المنظمات الدولية ومنظمة حقوق الإنسان التابعة للإمم المتحدة ومفاتحة جامعة الدول العربية في حالة فشل الحكومة في حماية مواطنيها من المسلمين الشيعة.
ونحن إذ نوجه بياننا هذا الى حكومة الرئيس علي عبد الله صالح نطالبه بالتدخل السريع لوضع حد لمعاناة أبناء الشعب اليمني من المسلمين الشيعة كما نطالب أيضاً الحكومات العربية والإسلامية ومنظمات حقوق الإنسان الى التدخل أيضاُ للمشاركة في إيقاف التجاوزات المستمرة على حقوق الإنسان الشيعي في اليمن حرصا على وحدة اليمن وتجنبا لأي انتهاكات أخرى.
لندن 17 آذار 2007
الموافق 27 صفر 1428 هـ
الدكتور أبو علي الخالدي
ممثل رابطة الشيعة الجعفرية في اليمن
في الخارج
Sh_yeman@yahoo.com
بيـان صادر عن رابطة الشيعة الجعفرية في اليمن
متى كان هنالك في اليمن شيعة جعفرية؟؟؟؟؟؟