دبي – خالد عويس
يواجه صحافيان يعملان لمصلحة مجلة مغربية احتمالات بالسجن مدّة 3 إلى 5 أعوام جراء قيامهم بنشر موضوع مطوّل تضمن نكاتا سخرت من الدين الإسلامي والرسول محمد (ص). ويقول صحافيون في المجلة ذاتها إنهم تلقوا تهديدات من طرف بعض الإسلاميين، لكنها لم ترق للقتل، علاوة على أنهم اعتبروا من قبلهم “خارج ملّة الإسلام”.
وقال مصدر صحافي في مجلة “نيشان” الأسبوعية في المغرب، فضّل عدم الكشف عن هويته لـ”العربية.نت” إنه لا يتوقع صدور أحكام ضد الصحافيين، ادريس كسيكس (مدير المجلة)، وسناء العاجي، لكنّ القانون المغربي ينص على حبس الصحافيين في قضايا مماثلة مددا بين 3 و5 أعوام، وتجري حاليا مداولات لتعديل قوانين الصحافة ومنحها مزيدا من الحريات، وإلغاء عقوبة حبس الصحافيين.
وقال هذا المصدر إن مجلته التي أصدرت بيان اعتذار لكلّ من اعتبر أن الموضوع كان به مساس بالعقيدة، لم تقصد السخرية من الدين الإسلامي، و”الثقافة الإسلامية ليست محلّ مزايدات”، فالموضوع بحسبه كان تحليليا استهدف فهم المجتمع المغربي من خلال النكات التي يطلقها.
وأضاف بأن الموضوع الذي نشر على 10 صفحات، تم فيه استنطاق علماء اجتماع وفنانين ومهتمين بالتراث المغربي إضافة إلى حفظة نكات مغربية. وأوضح هذا المصدر بأن الملف الذي حمل عنوان “كيف يضحك المغاربة” اشتمل على نماذج من النكات التي تتعرض للدين والسياسة والعلاقات الاجتماعية والجنس.
ورفض بشكل قاطع أن يكون لمجلته ذات التوجهات الليبرالية أيّ موقف سلبي من الدين، مشيرا إلى أن النكات التي تعرضت للدين، شملت الدين اليهودي أيضا، وتم إستقاؤها من حفظة النكات أنفسهم، وكان الهدف الأوحد “تحليل المجتمع” من خلال بعده المنطوي على سخرية.
وأوضح بأن مجلة “نيشان” التي صدرت منذ 4 أشهر فقط، توزع حوالي 20 ألف نسخة، تتناول المغرب “كما هو”. وفي الأسبوع الأخير من ديسمبر 2006، كانت الحكومة المغربية حظرت مجلة “نيشان” (مباشر) الاسبوعية بتهمة “المساس بالدين ومشاعر المغاربة” لانها نشرت “نكاتا” حول الرسول (ص) والملك الحسن الثاني وممارسة الجنس.
وفي بيان غير معتاد قرر رئيس الوزراء ادريس جطو “منع عرض مجلة نيشان في الأماكن العمومية وكذا اذاعتها بأي وجه من الوجوه تنفيذا للفصل 66 من قانون الصحافة وذلك على اثر نشر هذه المجلة نكاتا تتضمن مساسا بالدين وبمشاعر المغاربة”.
كما قرر ملاحقة مديرها ادريس كسيكس والصحافية سناء العاجي بتهمة “المساس بالدين الاسلامي” ونشر وتوزيع مكتوبات مخالفة للاخلاق والعادات”. وحدد الثامن من يناير/كانون الثاني موعد جلسة المحاكمة في الدار البيضاء.
وشهدت هذه المجلة التي صدرت في سبتمبر/ايلول 2006, رواجا سريعا لدى الشبان بشكل خاص لما تميزت به لهجتها من تحرر لا سيما انها تكتب باللغة العربية الدارجة المغربية.
(العربية)