في حديثه عن صمت أحمدي نجاد عن حرب غزة الجارية حالياً، قال عبد الرضا داوري، وهو أحد كبار مساعدي أحمدي نجاد خلال فترة رئاسته: “أدرك أحمدي نجاد الآن أنه لا يستطيع العودة إلى السلطة طالما أن النظام الحالي والبنية السياسية قائمة في إيران”، مما يعني أنه ليس لدى الرئيس السابق أي سبب لدعم موقف طهران في حرب غزة.
وقد أطلق المتشددون الإيرانيون مؤخراً تعليقات ضد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، بهدف تشويه صورته على ما يبدو.
وبينما واجه أحمدي نجاد انتقادات كبيرة بسبب سياساته الشعبوية خلال فترة رئاسته من عام 2005 إلى عام 2013، فإنه يبرز الآن كواحد من السياسيين القلائل في الجمهورية الإسلامية الذين حافظوا على شعبيتهم لدى شريحة من السكان كما يتبين أثناء زياراته لمناطق خارج طهران بعد ترك منصبه.
وقال عبد الرضا داوري مؤخراً أن “أحمدي نجاد يعيش وهماً بأن الجمهورية الإسلامية سوف تنهار“. وزعم داوري أن الخلافات الواضحة بين أحمدي نجاد والنظام تنبع من حقيقة أنه منبوذ. وأضاف أنه “بعد أن حذره المرشد الأعلى علي خامنئي من الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2017، أدرك أحمدي نجاد أنه لم يعد بإمكانه العودة إلى السلطة”.
وأشار إلى أنه باستثناء أحمدي نجاد، فإن جميع الفصائل السياسية والسياسيين، بما في ذلك الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، أعربوا عن دعمهم لحماس وأدانوا إسرائيل. وقد رددوا جميعاً موقف خامنئي، وربما كان لأحمدي نجاد رأي مختلف.
كاد يتسبّب بـ”خسارة سوريا”
كما اتهم أحمدي نجاد بالاعتقاد بأن “الجمهورية الإسلامية لا يمكنها البقاء، ويمكنه أن يكون بديل النظام عندما ينهار”.
وفي الوقت نفسه، في مقطع فيديو ظهر على وسائل التواصل الاجتماعي، قال “حسين الله كرم”، وهو قادة الحرس الثوري الذي يقود حالياً مجموعة “أنصار حزب الله”، وهي من مجاميع الضغط المقربة من المرشد، إنه بسبب أداء أحمدي نجاد الضعيف خلال فترة رئاسته، كادت إيران أن تخسر سوريا باعتبارها “أهم قاعدة للمقاومة” في المنطقة. اكما أدلى مساعد مقرب آخر من أحمدي نجاد، مهدي كالهور، بتعليقات سلبية لموقع “عصر إيران” الإخباري حول شعبوية أحمدي نجاد وكيف أثار مساعدوه طموحاته.
واتهم كالهور أحمدي نجاد بالكشف عن معلومات عائلية عن منافسه مير حسين موسوي في الحملة الرئاسية عام 2009. وزعم كولهار أن أحمدي نجاد كان مطلعاً على حياة عائلة موسوي بسبب علاقاته الوثيقة به وبعائلته. وكان موسوي أحد معلمي أحمدي نجاد عندما كان طالبا. في وقت لاحق أصبحوا أصدقاء العائلة. حتى أنه اعترف خلال المناظرة المتلفزة بأنه أحد طلاب موسوي.
لكن كولهار اعترف بأن ما كشفه أحمدي نجاد عن موسوي وزوجته لم يكن ذا أهمية، ولم يظهر إلا أن أحمدي نجاد كان انتهازياً يستخدم المعلومات عن صديق لتحقيق مكاسب سياسية.
وأشار سياسيون ووسائل إعلام آخرون إلى أن بعض حلفاء أحمدي نجاد السابقين يعملون الآن مع زعيم حزب بايداري المتشدد صادق محصولي” ومع “برويز فتاح”، وهو سياسي قوي آخر قريب من مكتب خامنئي. كان محصولي وفتاح مساعدين لأحمدي” نجاد ووزراء في حكومته خلال فترة رئاسته.
ومؤخراً، قال “محمد رضا باهونار”، صاحب الوزن الثقيل في حزب المحافظين، والمرشح للانتخابات البرلمانية في مارس/آذار، إن أحمدي نجاد يعتزم تقديم قائمة المرشحين وأن التشهير الذي يتعرض له من قِبَل المحافظين، قد يكون محاولة لتشويه صورته بين هؤلاء الذين من المرجح أن يصوتوا للمرشحين الذين يرشحهم.
النجاد شخصية معروفة ومحبوبة لدى الجمهور الأمريكي؛ فقد كان مادة ثرية لعشرات السكتشات الكوميدية في البرامج الاكثر مشاهدة؛ لا بل لعب دور “بن افلك” كمخرج لفيلم “ارجو” الحاءز على الأوسكار ولعب افلك شخصية النجاد النجاد محافظ؛ ولكنه من خارج حلقة السلطة وله قاعدة شعبية عريضة من الفقراء؛ وكان اكثر رئيس ايراني زيارات للخارج ومقر الأمم المتحدة في نيويورك حيث اجرى عشرات المقابلات مع القنوات الأمريكية الرئيسية لتعزيز سياسته الانفتاحية نوقش ابان رئاسته التراجع عن فتوى “سلمان رشدي” ؛ لا بل نقل “اسكوبار” الاعلامي المخضرم في “آسيا اليوم” انه التقى نتنياهو مرتين في البرازيل فيما يعرف ب”الزيارات المتزامنة” لهما لبلد ثالث… قراءة المزيد ..