بقاء حماس، او جزء من بنيتها العسكرية، بعد الحرب على غزة يعني انتصار حماس وهزيمة إسرائيل ويترتب على ذلك نتائج كارثية وهي:
1- انهيار السلطة الفلسطينية عملياً، وسيطرة حماس على الضفة الغربية التي تبلغ مساحتها 15 ضعف قطاع غزة واستبعاد ابومازن ومنظمة التحرير والقيادات المعتدلة التي كان بها قدر من المدنية.
2- استمرار السيطرة على غزة وتفاقم البؤس و الحرمان على شعبها. فمنذ 2006 لم تجلب حماس لغزة سوى الإفتقار والدمار والخراب، ولم تقدم للغزاويين سوى اليأس او الموت، وسوف تمتد حالة البؤس الى الضفة الغربية، كما ستزيد إسرائيل من حصارها على الفلسطينيين.
3- تدمير فرص السلام وتعطيلها تماماً، وإلى الأبد.. حماس عارضت “أوسلو”، عارضت التفاوض، عارضت التقسيم وقرار 242، عارضت الإعتراف باسرائيل وكانت تخرّب كل محاولات السلام من 2007 الى 2023 بعمليات ارهابية وتفجيرات انتحارية داخل إسرائيل لان هدفها المعلن هو إزالة دولة إسرائيل. وإسرائيل لا ترى طرفاً فلسطينياً قادراً على حماية اي اتفاقية سلام، طالما تقوم حماس بتدمير هذه الفرص للسلام عبر قتل المدنيين الاسرائيلين.
4- إنعاش “الإخوان” من جديد وعودة أحلام اردوغان في إعادة الامبراطورية العثمانية الاسلامية التي تراجعت كثيرًا بعد انكسارهم في مصر والامارات والسعودية.. أنتصار حماس هو قبلة الحياة الاخيرة لـ”لاخوان”.
5- انتصار حماس يعني زيادة النفوذ الايراني. ايران ستكون على حدود مصر والاردن وسوف تحاصرهما امنياً، وهي التي أسقطت عواصم عربية في العراق وسوريا ولبنان واليمن وحاصرت السعودية بالحوثيين. ايران هي الراعي الرسمي لحماس، هي التي دربت وسلحت حماس.. قطر تساعد حماس مالياً واعلاميا، ايران عسكريا وتسليحيا وتكتيكياً. حماس هي الذراع العسكري لإيران في البحر المتوسط.
6- ستتوحّش ايران ومليشياتها الارهابية وما يسمى “محور المقاومة والممانعة”، والقوى الراديكالية. وسينتصر نهج 7 اكتوبر الارهابي في المنطقة، وسيقل دور “محور الاعتدال” في الشرق الاوسط.
7- وقف قطار التطبيع بين السعودية وإسرائيل، وهذا يعنى القضاء على احلام اقتصادية وامنية للسعودية. هناك حزمة مهمة جداً كادت السعودية أن تحصل عليها كثمن لهذا التطبيع، والسعودية فاوضت بها بذكاء و شراسة وحصلت على حزمة امنية واقتصادية واستراتيجية قوية جدا.. بقاء حماس ضربة لمحمد بن سلمان الذي يريد ان يقوي بلاده امنياً واقتصاديًا
8- اجتياح التطرف الإسلامي في الشرق الاوسط وما يترتب عليه من موجة جديدة من الخراب، وتحالف موجة التطرف في ايران مع “الإخوان”، الأمر الذي بدوره سيقود الى صحوة اسلاميةً مدمرة جديدة.
9- تراجع الجيوش الوطنية لصالح المقاومة الإسلامية والميليشات ، وستهدد هذه الميليشيات الجيوش الوطنية.. وسترفع شعارات اسلامية غير وطنية عابرة للحدود تهدد مفهوم “الوطنية” في الدول العربية كلها. حزب الله وبقية المليشيات ترفع اعلامها الخاصة بها وليس اعلام أوطانها..
بقاء حماس في السلطة خطر كبير على كل الدول العربية دون استثناء.. يجب ان لا ننظر إلى بقاء حماس بمنظور ديني بحت، بل بمنظور وطني واستراتيجي، ومنظور الأمن القومي لكل دولة عربية.
10- انتعاش الارهاب العالمي، وهو شبكة خطيرة جداً تصحو وتغفو، ليست في امريكا واروربا فقط، بل في العالم كلة.. ضُربت القاعدة” فقامت “داعش”، ثم ضُربت لتقوم “حماس””.
11- تراجع الدور الامريكي والغربي في الشرق الاوسط. إسرائيل تحارب التطرف الديني نيابة عن امريكا والغرب لان بينها قيما ومصالح مشتركة، وهي الحليف الأهم. لهذا السبب، أوروبا وامريكا، وحتى اليابان، مستمرة في دعمها لاسرائيل =.. فهي حرب استراتيجية للغرب، كحرب اوكرانيا.
12- تمكين محور روسيا والصين في منطقة الشرق الاوسط. هم يريدون الانتصار على الغرب في الشرق الاوسط وايجاد فجوة او فراغ يعبؤونه ..وانتصار حماس يوفر لهم هذا الفراغ..
اذاً، بقاء حماس يعني انتصار المحور الروسي الصيني الايراني.. فإذا فرضنا جدلاً ان امريكا تخلّت عن دعم إسرائيل، سيقول العرب والخليجيون: امريكا تخلت عن اكبر حليفة لها في الشرق الاوسط وستتخلى عنا بسهولة، فلنأت بقواعد روسية وصينية توفر لنا غطاء الحماية الدفاعية..! نعم ..ستضعف الثقة بالحماية الامريكية..! وهو السبب الذي جعل امريكا تبعث بأقوى حاملاتها وغواصتها النووية منذ بداية الحرب على غزة لانها عرفت الحبكة منذ البداية.
13- تزايد الخطر وتفجّر العنف في أوروبا وامريكا بانتعاش التطرف الاسلامي في هذه الدول.. فحماس الان رمز لهذا الانتعاش، وبوادر العنف بدأت بالظهور بعد الدعم الأوروبي الامريكي لاسرائيل.
14- انتصار حماس يزيد من الدور التحريضي لقناة “الجزيرة” الذي يديره التياران “الحمساوي” و”الاخواني” بإيعاز من قطر لانعاش التيارات الإسلامية المتطرفة حول العالم.
15- ازدياد استهداف ارواح وامن اليهود في كل مكان في العالم، وخاصة في الغرب. نلاحظ كيف ارتفعت موجه “معاداة السامية” في الأسابيع الاخيرة، والمظاهرة الحاشدة امام دار الاوبرا في سيدني التي نادت بقتل اليهود بالغاز.. ومظاهرات لندن التي نادت بالجهاد ضد اليهود ومحو إسرائيل.. ودعوة “رشيدة طليب” في الكونغرس الامريكي بتحرير فلسطين من البحر الى النهر، يعنى محو إسرائيل. وقد أدانها الكونغرس على ذلك.
16-ابتزاز دول الخليج ماليا وامنياً ومعنويا والمزايدة على انظمتها، لان حماس ستكون في موقع قوةً تبتز من خلاله دول الخليج حتى لا تحرض شعوبها عليها، وهذا حصل في الماضي.
17-ستُضعّف حماس بشتى الطرق شرعيةَ الاردن لانه متحالف مع السلطة الفلسطينية، وستنتقم ايران من الاردن، لان ملك الاردن هو أول من اشار الى “المحور الشيعي”، ولد ى ايران حالياً ميليشيات على حدود الاردن.. اسقاط “الملكيات” في المنطقة كان هدفاً من اهداف الخميني.
18- ارتفاع ارصدة قادة حماس المليارية اذا بقت في السلطة على حساب شقاء الشعب الفلسطيني. في غزة.
بعد مضي اكثر من 30 يوما على حرب غزة وانا اراقب الفضائيات العربية: 99 بالمئة من العرب، ممن يسمون انفسهم بالاكاديميين والمثقفين والخبراء الاستراتيجيين والاساتذة في العلوم السياسية في الدول العربية وامريكا واوروبا وكندا وأستراليا، يريدون وقف الحر،ب فوراً، ليس رحمة او رأفة بأطفال وشيوخ غزة، بل حتى يعلنوا انتصار حماس وان كان على حساب ابادة الشعب الفلسطيني في غزة. المهم أن تبقى حماس وأن تحكم حماس.. لم يذرفوا دمعة واحدة على 50 الف طفل قتيل في سوريا واليمن، وعلى الأطفال الذين يقتلون بشكل يومي في دارفور. بعد إعلان وقف القتال سوف تعلن حماس “الانتصار الالهي” وكسر إسرائيل كما اعلنها حسن نصرالله في 2006 بعد دمار الضاحية الجنوبية، وبعد “لو كنت اعلم”.
توسّع بقاء حماس في السلطة هو بمثابة انهزام العالم الحر بقيمه وانجازاته ونفوذه وقوته في الشرق الاوسط بل في الغرب أيضًا، و توسع جبهة معاداة الغرب وهذا امر خطير. ان ينهزم العالم الحر من الداخل على يد البرابرة والمتطرفين الجدد الذين يعيشون فيه كخلايا سرطانية، والامثلة لا تعد ولا تحصى من اكاديميين ومهنيين وكتاب ومفكرين، وحجم الكراهية العميقة التي يحملونها للدول الغربية التي آوتهم و وفرت لهم الحرية والمساواة و رغد العيش بعد ما هربوا من حياة القمع والحرمان والذل والكبت السياسي في بلادهم. الان يعملون داخل هذه الدول التي استضافتهم كخلايا خبيثة ويدعمون حماس والتطرف الاسلامي.
رسالتي هذه موجه حصريا للوطنيين ولصنّاع الامن القومي في الوطن العربي، وليس للأغلبية او القطيع المتطرف الأهوج المعادي لكل شيء غير اسلامي.
يجب القضاء على حماس حتى ينبلج فجر جديد، وحتى تبدأ مباحثات سلام حقيقية تحقق الامن والاستقرار للفلسطينين والاسرائليين تمهيداً بعد ذلك للقضاء على حزب الله والميليشات الاسلامية المتطرفة التي جعلت الشرق الاوسط خراباً في اخر خمسين سنة وجعلت وجه الشرق الاوسط قبيحًا، وهددت امن وسلام ورخاء وانتعاش الحريات.
الرئيس المصري/ محمد مرسي عاش في امريكا لفترة وتعلم شغلة او شغلتين؛ وفي حينه حسب النيويورك تايمز اول ما قام به بعد انتخابة (فك ارتباطه بحماس وتواصل مع الرئأسة الفلسطينية) ؛ فهو الآن رئيس دولة تعمل وفق قوانين واعراف وبرتوكولات وليس رئيس جماعة/عصابة؛ كذلك الرئيس اردوغان فأول من استقبل في القصر الرئاسي الفخم في انقرة بعد بناءه الرئيس محمود عباس؛ وايضا اعطى صدر المجلس للرئيس عباس والملك عبدالله الثاني في مؤتمر القدس الذي عقده في اسطنبول عام 2021 ؛ وسبق أن طردت تركيا ممثل حماس “صالح العاروري”؛ لا بل طردت اسماعيل هنية وقيادات حماس بعد – وبسبب – سجدة الشكر… قراءة المزيد ..
نحن في حاجة الى المزيد من هذه المقالات التي تصيب كبد الحقيقة
العرب من أغبى الشعوب واجهلها رؤوس كبيرة فارغة وقلوب متحجرة ، نحن في جاجة الى المزيد والمزيد من هذه المقالات
عندما يفرغ محمد الهاشمي ما لدى قلبه عن الاسلاميين، وَنسأله “هَلْ مِنْ مَزِيدٍ”؟
اوافق على كل ما جاء في المقال حماس وايران والعرب اعلنوا الحرب على اليهودية في جميع انحاء العالم كما اعلنه اله المسلمين في القرآن
مقالة في الصميم
مقال محمد الهاشمي يبالغ كثيرا في اهمية حماس، ولكني اوافق على معظم ماجاء فيه وهو مقال غاية في الجراة
معظم العرب بصفة عامة يكرهون اليهود وإسرائيل ويتمنون فناء إسرائيل، حماس والجهاد فقط لديهما الجرأة لإعلان هذا