تتجه بلدية جونيه نحو معركة شرسة بعد تعثر المفاوضات بين الافرقاء. وتشير آخر المعلومات الى ان ثلاث لوائح ستتواجه: لائحة مدعومة من التيار العوني ويرأسها شقيق رئيس البلدية السابق جوان حبيش، ولائحة مدعومة من رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمة افرام، وثالثة مدعومة من النائبين السابقين منصور غانم البون، وفريد هيكل الخازن.
سير المفاوضات المتعثرة أشار الى رغبة الثنائي الماروني في القوات والتيار العوني الواضحة بتظهير تحالف بين الحزبين مع أوسع شريحة ممكنة في المدينة. وهو الامر الذي لاقاه رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمة افرام، فقاد مساعي تشكيل لائحة إئتلافية لا تستبعد احدا وتجنب مدينة جونيه معركة بلدية. ولهذه الغاية، التقى الجنرال عون ورئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، وكل المعنيين، ساعيا الى تدوير الزوايا ما امكنه.
لكن المعلومات تشير الى ان التضارب في التوجيه وفي التفاوض كان واضحا في فريق “التيار العوني”! إذ يبدو ان ازدواجيه الأوامر بين رئيس التيار جبران باسيل، و”عديله” الجنرال شامل روكز انعكست على محازبي التيار ومناصريهم. ورغم الحديث عن التوافق، فإن المشكلة كانت تكبر عند طرح أسماء المرشحين، إلى حد أن البعض شبّهها بـ”الفرض او الاذلال”.
عدم وضوح موقف التيار العوني وما يريده رئيس البلدية السابق جوان حبيش أضاع فرصة التوافق اكثر من مرة. فحبيش يريد معركة شخصية يغطيها التيار العوني ضد نعمة افرام، الامر الذي وضع “التيار” امام مسؤولية خوض معركة في مواجهة إفرام. وتاليا هو سيجر معه “القوات اللبنانية” الى هذه المعركة التي ترفضها القوات جملة وتفصيلا.
تعثر المفاوضات عزز من مواقف العائلات التقليدية المناهضة للأحزاب لحسابات عدة. خصوصا ان العائلات وُضعت امام خيار من إثنين في اعقاب توقيع “ورقة النيات” بين القوات والتيار العوني: إما مواجهة “تسونامي” الحزبين، وإما إقفال بيوتهم السياسية طوعاً! فانتفضت العائلات وسعت الى ملاقاة رئيس “المؤسسة المارونية للانتشار” للحفاظ على قواعدها من جهة وتجنب خوض مواجهة بلدية من جهة ثانية، إلا أن المفاوضات كانت تتعثر دائما بسبب المواقف المزدوجة للتيار العوني.
المعلومات تشير ايضا الى ان افرام، الذي كان محور المفاوضات مع الاحزاب ومع العائلات، نفذ صبره من الشروط والشروط المضادة! وهو أنجز تشكيل لائحة تعبر عن التوازن والتجانس داخل المجلس البلدي، وهذا ما لم تتم مراعاته في التشكيلات التي يتم طرحها للتوافق، مع التمسك ببرنامج إنمائي يحظى بتأييد الجميع.
أوساط افرام تقول إنه مرتاح الى التوافق إذا تم ويطمح ويسعى اليه. وقد يكون الوحيد الذي يحارب من أجله. إلا أنه في الوقت عينه، يواجه ضغوطا كبيرة من قاعدة شبابية تسعى الى احداث الفرق ولو لمرة في جونية، من خلال لائحة فيها الخبرة وروح الشباب ولا تستبعد أحداً، بل تكون “مصفاة” للأفضل في جونية. وهي “لائحة التجدد” التي اصبحت جاهزة. وتشير اوساط افرام الى انه في حال اتخذ قرار المنافسة الشريفة والديمقراطية، وهي مطلوبة، فهو يراهن على ان تستقطب “لائحة التجدد” أصوات الأحزاب والعائلات والمستقلين وقد تقلب كل المعطيات.
الغموض حتى الساعة يلف موقف “القوات اللبنانية”، فهي لا تريد خوض مواجهة مع “لائحة التجدد” المدعومة من افرام، كما انها لا تستطيع ترك التيار العوني يواجه منفردا، في جونيه، في حين تتحالف معه في زحله!
المعلومات تشير الى ان “القوات” تتجه الى ترك الحرية للمحازبين للاقتراع لمن يرون فيه خير تمثيل للمدينة. وهذا ما اعتبرته مصادر في مدينة جونيه تأييدا مبطنا لـ”لائحة التجدد” من دون إعلان رسمي، بما يجنب القوات الاحراج مع التيار العوني من جهة، والاستمرار في تأييد لائحة افرام من جهة ثانية.
هذا وأشارت المعلومات الى ان لائحة حبيش العونية والمدعومة من الجنرال شامل روكز لن تضم في صفوفها مرشحين من “القوات”، كون روكز أعلن عن عدم موافقته على “ورقة النوايا”!