(الصورة: “أسقف روما” مع “بطريرك القسطنطينية” الأرثوذكسي بارتولوميو الأول
التقرير الأسود: الكنيسة المارونية استثمار فاشل ومستمر منذ اكثر من 1400 عام
هنالك مبالغة من الكنيسة “اللاتينية” في اعتبار الكنيسة المارونية مشروعاً فاشلاً كما يقول الكاردينال مومبرتي.
فللموارنة دور وطني وثقافي مشهود، في لبنان، وفي المنطقة العربية. وبين بطاركتهم بطاركة عظام: البطريرك الحويك الذي خاطب رئيس الوزراء الفرنسي جورج كليمنصو في ١٩١٩ قائلاً: إسمحوا لي يا سيادة الرئيس أن ألفت عنايتكم إلى ميزة يتفرّد بها مطلبنا هذا (أي مطلب
إنشاء لبنان الكبير”)؛ وهي أنه للمرة الأولى في الشرق هناك من يريد إحلال “الوطنية السياسية” محلّ “الوطنية الدينية”. وهذا أمرٌ عظيم الشأن، سوف تترتّب عليه نتائج بالغة الأهمية”. وهذا كلام عظيم الشأن في عهد “داعش” ومنافستها “ولاية الفقيه”.
وكذلك البطريرك المعوشي، والبطريرك خريش صاحب الدعوة إلى ”الزواج المدني”، والبطريرك صفير، بطريرك الإستقلال (بطريرك “اللبنانيين” بكل مذاهبهم) الذي رفض زيارة ”سوريا الأسد” وأخذ قراراً شجاعاً في الطائف متجاوزاً اعتراضات ميشال عون.
مع ذلك، حال الكنيسة المارونية، وحتى بعض المؤسسات الدينية - التعليمية “اللاتينية” في بيروت لا تسرّ. ولا يسرّ أن البطريركية ”اللبنانية” فقدت دورها الوطني ونجح حتى أهلها في تحجيمها. وأهمية هذا كله، من وجهة نظرنا كعلمانيين، أنه يمثّل خسارة وطنية وحضارية بالدرجة الأولى.
الشفاف
*
علاقات “الراعي” مع البابا Bonjourno، وقاصد رسولي “لاتيني” للكويت وقطر!
على رغم نفي عدد من المطارنة وفي مقدمهم سمير مظلوم علمهم بوجود “التقرير الاسود”، بشأن كنيسة الموارنة في لبنان، فإن مصادرنا تؤكد وجود هذا التقرير، كما تؤكد استياء دوائر الفاتيكان كافة من آداء أحبار الكنيسة من اصغر رجل دين حتى رأس الكنيسة البطريرك الراعي.
وعلى رغم نفي المظلوم من البابا يرفض لقاء البطريرك الراعي، فنقول للمظلوم إن البطريرك الراعي قال امام الوفد المرافق الى روما إنه لم يلتق قداسة البابا من شهر ونصف الشهر، وإن علاقتهما تقتصر على تبادل التحية الصباحية،
Bonjourno لا أكثر ولا أقل، حسب ما قال الراعي وإذا كان المظلوم لا يعلم فليسأل الراعي فيجيبه بالخبر اليقين.
ونضيف ان البطريرك الراعي يشكو من ان احدا في الفاتيكان لم يعد يصغ الى مطالبه ولا الى مناشداته، طبعا من دون ان يشرح انه فقد صدقيته لتولي رأس الكنيسة المارونية.
ونورد للمظلوم موقفا للكاردينال مومبرتي في تقريره الاسود، يقول فيه :”إن الكنيسة المارونية استثمار فاشل ومستمر منذ اكثر من 1400 عام، وبعد جهدنا في فتح المدارس والجامعات لكي يتعلموا ويعلموا، وينفتحوا، فإذا بهم بعد 1500 عام يتقوقعون”.
قاصد رسولي “لاتيني” للخليج!
وللمظلوم نقول ان الفاتيكان الذي فقد ثقته بكنيسة الموارنة عيـّن قاصدا رسوليا لاتينيا على ابرشيات الخليج، للمرة الاولى في تاريخ العلاقة بين روما وكنيسة الموارنة، علما ان هذا المقعد الكنسي كان للكنيسة المارونية التي تعين مطرانا يتقن اللغة العربية ليتمكن من التواصل مع الرعايا المسيحيين العرب في الخليج، ولان الفاتيكان لم يعد يثق بكنيسة المظلوم عين مطرانا لاتينياً لا يعرف العربية، وهذا ما اثار حفيظة البطريرك الراعي الذي اعترض لدى الفاتيكان، دون ان تلقى إعتراضاته آذانا صاغية.
وللمطران مظلوم وسائر الاساقفة الذين لم يعلموا بوجود “التقرير الاسود” نقول إن التقرير يطلب إصلاحات جذرية في كنيسة الموارنة خصوصا على المستويين الاقتصادي والاجتماعي انطلاقا من نظرة الكاردينال مومبرتي للكنيسة المارونية التي تملك القدرات والطاقات التي يجب ان توضع بتصرف الرعايا وليس الاساقفة واقاربهم والمحظيين!
اوساط فاتيكانية ترتقب اتخاذ إجراءات سريعة على مستوى المدارس والجامعات والمؤسسات المسيحية، وتقول ان سلسلة مشاريع قوانين يجري العمل على تظهيرها لوضعها موضع التنفيذ من خلال مؤسسات فاتيكانية مع الكنيسة وتهدف الى إرساء قواعد وإجراءات إصلاحية في صلب الكنيسة.
ويطلب التقرير الاسود ايضا من مجلس المطارنة الموارنة البت في التحقيقات التي تطال مخالفات أسقف صيدا على المستويات كافة ووقف ابطاء سير التحقيقات في مخالفاته.
ما هو غير مفهوم لماذا لا يعمد البطرك الراعي الى إحالة المطران المتقاعد سمير مظلوم الى التقاعد مع انه مطران متقاعد، ويدلي بتصاريح ملتبسة اللهم إلا إذا كان الراعي يوافق على مضون تصريحات المظلوم