قتل الجرحى في اللاذقية وقطع طريق حمص- اللاذقية.. وارتال دبابات عند مدخل تلبيسة وتخوف من مجزرة في المدينة
ذكر أعضاء بائتلاف أصوات ديموقراطية من داخل سوريا، إضافة إلى مصادر أخرى متطابقة؛ أن حي الصليبة وحي الطابيات في اللاذقية محاطان بالحواجز الأمنية بلباس عسكري، وتستوقف هذه الحواجز جميع الداخلين إلى الحيين المذكورين والخارجين منهما وتقوم بالتحقيق مع أي شخص داخل أو خارج من أي من الحيين.
كما أفادت مصادر مختلفة إلى أن مدخل مدينة اللاذقية وتحديداً الشارع المعروف باسم سوق الجمعة، حيث توجد مقبرة هناك، فيه حوالي ستة دشم عسكرية، مؤلفة من غرفة من البيتون المسبق الصنع، تعلوها أكياس رمل يتمترس خلفها عناصر من الجيش، مهمتهم كما ذكرت المصادر اعتراض الجنازات الشهداء التي تخرج من حي السكنتوري القريب وتتجه إلى المقبرة الموجودة هناك.
كما ذكرت مصادر موثوقة، أن حرجى التظاهرات في المشفى الوطني في اللاذقية (المشفى الأكبر في المدينة) تتم تصفيتهم على أيدي أجهزة الأمن، كما أن عناصر أمنية أغلقت إحدى الغرف في المشفى ومنعت الاقتراب منها، ويظن العاملون في المشفى أن الأجهزة الأمنية تقوم بتصفية الجرحى في هذه الغرفة.
اضافة إلى ذلك فإن الطريق بين اللاذقية وحمص مقطوع من قبل القوى الأمنية حيث يمنع دخول السيارات والحافلات إلى جبلة وبانياس وتم تحويل السير إلى طريق فرعي، يمر بقرية بيت ياشوط، ويمتد حتى حدود بانياس ليعود السير إلى مساره الطبيعي بعد بانياس باتجاه حمص، كما أكد مصدر آخر أن الكهرباء والماء والأتصالات مقطوعة عن بانياس منذ أيم، وذكرت مصادر أخرى أن الطريق الفرعي ملئ بحواجز الأمن خصوصا عند القرى الكبيرة التي تستوقف السيارات وتفتشها وتحقق مع راكبيها عن وجهتهم وسببه.
أما في منطقة حمص – الرستن، فبحسب عضو في ائتلاف أصوات ديموقراطية فإن هناك ثلاثة أرتال من الدبابات على جهتي الطريق الدولي (اللاذقية ـ حمص ـ دمشق) قدر عدد الدبابات بالمئتي دبابة على أقل تقدير، تبدأ أرتال الدبابات عند مدخل تلبيسة تحديداً وتمتد على طول كيلو متر على الطريق الدولي، ما يرجح أن النظام يعد لاقتحام تلبيسة والتعامل معها كما تعامل مع كل من درعا وبانياس وحمص.
أما في مدخل حمص (تحويلة حمص ـ قرب مصفاة النفط) يتمركز عدد من الدبابات بوضعية تسمح لها بالتحرك في عدة اتجاهات عند الضرورة بينما تخندق الجنود هناك في خنادق حفرت حديثاً. الأمر الذي يوحي بأن الجيش مستعد للتعزيز قواته التي دخلت حمص سابقاً في حال تصاعدت الاحتجاجات وقرر النظام تطويق أحياء جديدة في حمص….
هذا وقد نوهت مصادرنا إلى أن الدبابات التي حشدها النظام، دبابات تبدو حديثة الاستعمال، وكذلك ألبسة الجنود المرافقين لها، الأمر الذي أشار له أكثر من مصدر في حمص ودمشق.
كما ذكرت مصادرنا عن ظهور ما يقارب الثلاثمئة مسلح من أبناء المدينة، الذي ظهروا فجأة بمظهر السلفيين، وهم من أبناء اللاذقية المعروفين والذين لم يكونوا يوماً أصحاب توجه ديني واضح، وأفاد المصدر أن أهل الأحياء التي يقطن فيها هؤلاء وينشطون أيضاً يعرفون هؤلاء الأشخاص ويعرفون من وظفهم في إشارة إلى شخصيات من آل الأسد وأخرى مقربة منهم.
يقوم هؤلاء أصحاب المظهر السلفي بإطلاق النار على المتظاهرين من أبناء الصليبة والطابيات، في الوقت الذي تقوم مجموعات أخرى من الشبيحة، بالتصدي للمتظاهرين بالتعاون مع ا لأمن، بحيث تأخد مجموعات الشبيحة دور الخط الثاني، حيث تعمل على “إتمام مهمة الأمن وإنجاز ما لم يستطع أنجازه الأمن من قتل واعتقال”.
إلى ذلك فقد اعتقلت السلطات الأمنية أحد نشطاء الائتلاف على خلفية مشاركته في تنظيم الاحتجاجات في مدينته ونتحفظ عن ذكر اسمه كي لا يتعرض لمزيد من الايذاء
ائتلاف اصوات ديموقراطية
*
دبابات سورية تدخل احياء في حمص وبلدات جنوبية
عمان (رويترز) – قال سكان إن قوات سورية اقتحمت ثلاثة أحياء في مدينة حمص بوسط البلاد وان الدبابات دخلت عدة بلدات جنوبية يوم الاحد في حملة لسحق انتفاضة ضد الحكم المطلق لحزب البعث.
وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) ان عصابة مسلحة قتلت بالرصاص عشرة عمال سوريين مدنيين لدى عودتهم من لبنان في كمين لحافلة قرب مدينة حمص السورية يوم الاحد. وتستخدم السلطات عبارة “عصابة مسلحة” للاشارة الى المتورطين في تمرد ضد الرئيس السوري بشار الاسد.
وفي أول توغل بمناطق سكنية في حمص ثالث أكبر مدينة سورية قال سكان لرويترز ان دوي نيران الاسلحة الالية والقصف سمع في أنحاء المدينة البالغ عدد سكانها مليون نسمة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان مدنيا واحدا على الاقل وهو طفل عمره 12 عاما قتل عندما دخلت الدبابات والجنود أحياء باب السباع وباب عمرو وتل الشور ليل السبت.
وقال المرصد في بيان ان حصارا كاملا فرض على المناطق منذ السبت وان هناك تعتيما كاملا على عدد القتلى والجرحى فيما تتعرض الاتصالات والكهرباء للانقطاع على نحو متكرر هناك.
وقال ناشط مدافع عن حقوق الانسان في حمص بالهاتف ان هناك تقارير عن سقوط مزيد من القتلى لكن ليس بالامكان التأكد منها مضيفا انه لا يستطيع الخروج من بيته وان قوات الامن منتشرة في كل مكان.
وقال ناشط مدافع عن حقوق الانسان في منطقة سهول حوران ان رجلا قتل عندما اقتحمت قوات الامن منزله في بلدة طفس الجنوبية. واعتقل عشرات في طفس.
وأضاف الناشط “انهم يستخدمون الطريقة الاسرائيلية. يأتون ومعهم قوائم باسماء مئات المطلوبين ويحاصرون بلدات باكملها.”
وبدأت الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في سوريا في مدينة درعا يوم 18 مارس اذار وانتشرت في أنحاء منطقة حوران يوم الجمعة وهي منطقة زراعية استراتيجية متاخمة للاردن من الجنوب وهضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل من الغرب.
ويطالب المحتجون بالحريات السياسية وانهاء الفساد وتنحي الرئيس السوري بشار الاسد. ويقول الاسد ان المحتجين جزء من مؤامرة أجنبية لاثارة فتنة طائفية في البلاد. وينفي المحتجون هذا الاتهام.
وألقت السلطات السورية باللوم في نحو شهرين من العنف على “جماعات ارهابية مسلحة” يقولون انها تعمل في درعا وبانياس وحمص وأجزاء أخرى من البلاد التي تحكمها عائلة الاسد منذ 41 عاما على الاقل.
وقمع حافظ الاسد الرئيس الراحل ووالد الرئيس الحالي انتفاضة اسلامية مسلحة عام 1982 والتي سقط فيها نحو 30 ألف قتيل.
وتقول جماعة لحقوق الانسان ان قوات الامن قتلت 800 مدني على الاقل خلال الانتفاضة المستمرة منذ سبعة أسابيع.
ودخلت الدبابات عدة بلدات في سهول حوران يوم الاحد. وقال سكان انهم سمعوا أصوات أعيرة نارية وان قوات تابعة للجيش وأجهزة أمنية تقتحم منازل لاعتقال شبان. ويبلغ العدد الاجمالي لسكان البلدات الثلاث حوالي 80 الف نسمة.
وقال شهود ان الجيش يكثف وجوده في أنحاء منطقة حوران بعد انسحاب جزئي من درعا هذا الاسبوع ويعيد الانتشار في بلدات ريفية على مقربة.
وقال احد السكان في طفس “نعرف انهم لن يسامحونا بسبب تضامننا مع درعا. انهم يستهدفون طفس ايضا لان بها الكثير من الشبان الذي فروا من الهجوم على درعا.”
وتجمع الالاف من سكان قرى حوران في طفس يوم الجمعة ورددوا هتافات تطالب بالاطاحة بالاسد.
وقال شهود ان سكان القرى الذين تم منعهم من دخول درعا المجاورة – التي ما زالت تحاصرها الدبابات – نظموا واحدة من اكبر المظاهرات في حوران على الرغم من الوجود الكثيف لقوات الامن في السهول.
وفي بانياس المطلة على ساحل البحر المتوسط قال نشطاء مدافعون عن حقوق الانسان ان القوات السورية قتلت بالرصاص ستة مدنيين في هجوم على أحياء للسنة يوم السبت وما زالت حملات الاعتقال مستمرة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 200 شخص اخرين على الاقل ألقي القبض عليهم في بانياس خلال حملات أمنية استهدفت المنازل بالمدينة منهم طفل عمره عشر سنوات.
واضاف المرصد ان بين المعتقلين ايضا طبيبة اعتقلت وهي تعالج مصابا في الشارع. واوضح المرصد ان عشرات النساء اعتقلن في قرية المرقب على بعد ثلاثة كيلومترات من بانياس.
وقال دبلوماسي غربي ان 7000 شخص ألقي القبض عليهم منذ منتصف مارس اذار.
وقبل بدء الانتفاضة كان الاسد الذي ينتمي الى الطائفة العلوية يخرج من عزلة غربية بعد تحديه للولايات المتحدة بشان العراق وتعزيز تكتل مناهض لاسرائيل مع ايران.
وأثار الهجوم على بانياس في مطلع الاسبوع توترات طائفية.
وكان الغرب يعمل لعودة الاسد على الصعيد الدولي على مدى الاعوام الثلاثة الماضية لاخراجه من التحالف مع ايران وتشجيع خطوات السلام مع اسرائيل لكن قمعه للاحتجاجات أدى الى تعطيل هذا المسعى.
وهددت الولايات المتحدة ردا على مقتل 27 متظاهرا يوم الجمعة باتخاذ خطوات جديدة ضد الحكام السوريين. وفرضت واشنطن عقوبات على مسؤولين سوريين ليس من بينهم الاسد.
وفرض الاتحاد الاوروبي لاحقا عقوبات مماثلة.