أبدت مصادر في قوى 14 آذار تخوفها من تكرار سيناريو ما حصل في “عبرا” في ضواحي صيدا، في بلدة “عرسال” من خلال وضع الجيش اللبناني في مواجهة البلدة، بحجة انها تشكل ملاذا آمنا لمن تصفهم قوى 8 آذار بـ”الارهابيين والتكفيريين” و”الجيش السوري الحر”.
المعلومات أشارت الى ان حزب الله والنظام السوري يسعيان معا الى التخلص ما يصفانه بـ”بؤرة” عرسال التي تمتد جغرافيتها مع خراجها مسافة 70 كلم على طول الحدود اللبنانية السورية، والتي تشكل بدورها خلفية للثوار السوريين تزعج النظام وحزب الله على حد سواء.
المعلومات اشارت ايضا الى ان حزب الله ونظام الاسد، وبعد ان استتب لهما الامر في “القصير” السورية، واحكما السيطرة على مدينة حمص، يتبقى لهما التخلص من “عرسال” اللبنانية، من اجل تصفية الوجود السني في الجغرافيا الممتدة من جنوب لبنان وصولا الى لواء الاسكندرون، مرورا بالبقاع اللبناني وما يعرف بـ”دويلة العلويين” على الساحل السوري.
حواجز مشتركة للجيش وحزب الله؟
تضيف المعلومات ان حزب الله احكم السيطرة على جوار وداخل، المناطق التي يسيطر عليها، من خلال تدابير امنية ينفذها عناصر الحزب في معزل عن الدولة اللبنانية، وفي البقاع بالتعاون معها! حيث ينتشر “الالهيون” مع الجيش اللبناني في حواجز مشتركة، فيعمد عناصر الجيش الى توقيف المواطنين الذين يشتبه بهم عناصر الحزب المتواجدون على الحاجز، ويعمدون الى التحقيق مع من يشتبهون به، بعد ان يوقفه جانبا عناصر الجيش.
وتشير المعلومات ان التدابير المشتركة بين الجيش وحزب الله، من جهة، وإطلاق حملة مسعورة في وسائل إعلام قوى 8 آذار، ضد عرسال، دفعت بقوى 14 آذار الى التحرك السريع في مواجهة ما يتم التحضير له لعرسال.
وتضيف ان وفدا من نواب “تيار المستقبل” زار قائد الجيش العماد جان قهوجي، ووضعه في صورة الهواجس التي نقلها النواب من داخل عرسال، محذرين في الوقت نفسه من اي محاولة لوضع الجيش اللبناني في مواجهة اهالي عرسال، تحت اي ظرف ومسمى كان.
ونقلت معلومات ان الوفد ابلغ قائد الجيش ان “عرسال” ليست عاصية على الدولة وهي تطالب بالقوى الامنية اللبنانية التي تنتشر في داخلها وتحاصرها عن قرب، في حين يتولى عناصر حزب الله محاصرتها ايضا من الجهة اللبنانية، وكتائب بشار الاسد من الجهة السورية.
وأضافت ان الوفد حذر من ان وضع الجيش في مواجهة “عرسال”، على غرار ما جرى في “عبرا”، وزج الجيش في معارك بالوكالة نيابة عن حزب الله، ستترتب عليه نتائج سلبية للغاية. خصوصا ان عرسال تضم تجمعا بشريا لا يقل عن 40 الف مواطن لبناني، إضافة الى اكثر من 60 الف لاجيء سورين وان اي هجوم على عرسال سيؤدي الى إشعال اكثر من منطقة لبنانية في وقت واحد، وسيؤدي الى انهيار ما تبقى من هيبة الدولة ومؤسساتها التي يزيد من شرذمتها حزب الله.
وتشير المعلومات الى ان العماد قهوجي أشاد من جهته بالتعاون القائم بين قوى الجيش المنتشرة في عرسال ومحيطها واهالي البلدة، منوها في الوقت نفسه برئيس البلدية علي الحجيري الذي يبذل ما وسعه ويسخر جهوده وطاقاته من اجل الحؤول دون وقوع اي إشكال بين الجيش والاهالي.
عرسال على لائحة الغوطة الدمشقيّةربّما تُؤشّر حدّةُ الحملة التلفيقيّة المتصاعدة ضدّ عرسال العربية إلى اقتراب بدء العدوان على هذه البلدة اليتيمة التي وضعها منذ زمنٍ بعيد طاغيةُ دمشق على لائحة الغوطة الدمشقيّة والإبادة بالقصف الكيماوي، وذلك استناداً إلى فتوى الفقيه الفارسي. ولكنّ هذه الحملة البهتانيّة التي يحسبُها أتباعُ الفقيه الفارسيّ وطاغيةِ دمشق تصبُّ في خانتهم إنّما هي سيفٌ ذو حدّين، ذلك أنّ التلفيق بهدف إلباس البلدة ثوبَ الإرهاب ربّما يُقنعُ ويُعبّئُ بعضَ من نخر الغباءُ أدمغتَهم. ولكن في المقابل، هذا التلفيقُ نفسه سيذكّر غالبية اللبنانيين والعرب بالقول المأثور: “أُكلتُ يوم أُكِل الثورُ الأبيض”، وسيؤكّد للّبنانيين من جديد أنّ وطنهم محتلٌّ،… قراءة المزيد ..