إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
في احد مسلسلات “غوار الطوشه“، كان “حسني البورظان” يلعب دور صحافي، عمل طوال المسلسل على كتابة مقال لم يستطع انهاءه. والطريف ان “البورظان” كان يستهل مقالته بجملة: “إذا اردنا ان نعرف ماذا في ايطاليا، علينا ان نعرف ماذا في البرازيل“.
وفي لبنان : إذا اردنا ان نعرف ماذا يريد وليد جنبلاط، علينا ان نعرف ماذا يحصل في “حارة حريك“!
ليس سهلا على وليد جنبلاط ان يبريء حزب الله من مجزرة “مجدل شمس“، ولكن ما بيده حيلة.
فوليد جنبلاط يعرف تمام المعرفة ان “حزب الله” قصف قرية “مجدل شمس” في مرتفعات الجولان السورية بصلية من 40 صاروخ من نوع “كاتيوشا”، اصاب احدها ملعب كرة القدم، وتسبّّب بوقوع المجزرة.
وذلك ما أكّده أكبر مراجع الطائفة الدرزية في سوريا الخاضعة للإحتلال الأسدي، الشيخ حكمت سلمان الهجري، في بيانه الذي نشره “الشفاف”، وقال فيه: ”
نهيب بكل الأوساط الأممية والدولية تأكيد ملاحقة الجهة المجرمة، مع وضوح الرؤية للجهة الفاعلة لدى الجميع. ونؤكد على طلب معاقبتها عبر القانون الدولي على ما فعلته أيديهم الآثمة، غير قابلين لأي تبرير، لأن أبناءنا ليسوا مواقع تدريب ولا مواقع تجريب، وليست سماؤنا ساحات حرب لأحد، ولا تحقيق غايات لأحد عبر دماء أبنائنا. ولا يمكن تصور خطأ بهذه البشاعة وهذه الصفات”.
“.وفعل مثله “حراك السويداء” الذي جاء في بيانه: “نحن على يقين بأن ذات الجهات التي ارتكبت المـجازر بحقّ أطفال سوريا تقـتلُ اليوم أطفال مجدل شمس.
قد لا تكون نية “حزب الله” قصفَ الملعب، لكن المؤكّد هو انه تَعمَّد قصفَ القرية الدرزية، لتأديبِ الدروز الذين يعيشون في اسرائيل!
فبالنسبة للحزب “الايراني”، فالدروز يشكّلون لواءً عسكريا ضمن عديد الجيش الاسرائيلي، وسقط منهم في حرب غزة اكثر من خمسين جنديا وضابطا، كان الجيش الاسرائيلي يلف نعوشهم بعلم دولة اسرائيل.
وأحدهم من تم تشييعه في ساحات عامة تزيَّنت بصور عملاقة للزعيمين الدرزيين سلطان باشا الاطرش وكمال جنبلاط!
كما ان الجيش الاسرائيلي يعول على مشاركة اللواء الدرزي في اي مواجهة ميدانية محتملة مع “حزب الله“، خصوصا ان هؤلاء يتقنون اللغة العربية ومن بينهم من لهم اقارب في جبل لبنان.
كما ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، تَحدَّثَ امام الكونغرس الاميركي عن دور الدروز في المعركة واصطحب معه جنديا مسلماً يخدم في صفوف الجيش الاسرائيلي، كان اصيب في معارك غزة، ليؤكد ان الحرب التي يخوضها، ليست دينية او طائفية، بل هي حرب بين “متحضرين” و:برابرة ارهابيين“، حسب زعمه، مستخدما مشاركة الدروز في حربه في غزة وبعض الذين يخدمون في صفوف الجيش الاسرائيلي من غير اليهود لتأكيد زعمه.
الحزب الايراني اراد توجيه رسالة الى الدروز داخل لبنان خصوصا، ودروز اسرائيل عموما.
فاللبنانيون الدروز مطاليون بالوقوف الى جانب ما يسمى “المقاومة“، اما دروز إسرائيل فأصبحوا في خانة الاعداء الذين يجب استهدافهم.
هذا ما يجري في حارة حريك.
اما في المختارة، فقد أدرك الزعيم وليد جنبلاط خطرََ توريط الدروز في تَجاذبات حرب غزة، وقرَّرَ عدم التورِّط في مواجهة مع حزب الله.
فتجرع كأس السم، وسارع الى تبرئة الحزب الايراني، من مجزرة “مجدل شمس” وأعطاه صك براءة من دماء الاطفال الدروز، محملا اسرائيل مسؤولية المجزرة، ومعلنا وقوفه الى جانب ما يسمى “المقاومة“، لينزع عنه وعن دروز لبنان تهمة العمالة لاسرائيل، التي تشيّع جنودها الدروز في ظلال صور والده وسلطان باشا الاطرش، وليحتوي احتمال توتير الاجواء بين الدروز اللبنانيين والحزب الايراني.
الدروز خط أحمر و من قام بهذا العمل الإجرامي الجبان الرخيص سوف يدفع الثمن عاجلاً أم آجلاً
و كل مخطط ومتواطئ زعيماً كان أو رئيسا أو تابعا لحزب شيطاني ما أو ميليشيا وضيعة
لتنفيذ هذا الشر العظيم لأطفال مجدل شمس..سيعرف والتاريخ كان ولازال يشهد.. والحساب قادم لا محالة..حتى الطفولة و البراءة لم تسلم منكم.. يا جند الشيطان (المخلصين) .